الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٥ صباحاً

الظل المستقيم ... والعود الأعوج

عباس القاضي
السبت ، ١٨ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ مساءً
ونحن نرقب الحدث القادم الذي له ما بعده, الحدث هو الانتخابات الرئاسية المبكرة, وما بعده, إما السير في الخطة المرسومة, بحسب المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية, أو خلط الأوراق في اللحظات الأخيرة, أمام هذا الاستحقاق, وعرقلته بطريقة مباشرة عبر ما تبقى مع النظام, من إمكانيات مادية وعسكرية, أو غير مباشرة عبر وكلائه بالنيابة من حوثيين وانفصاليين , وهذا سيعود بنا إلى المربع الأول وذبح المبادرة بسيف ثَلِمْ , إلا أن السواد الأعظم, من أبناء اليمن باتوا يدركون أهمية هذا الاستحقاق الطارئ, الذي جاء تتويجا لكفاح وتضحيات ومعاناة دامت قرابة سنة كاملة , وكل يوم تمر يزداد هذا الشعب قناعة بأهميته, لتبلغ ذروتها في الـ21 من فبراير 2012 مـ الذي يعتبره عرس الأعراس, لأنه لم يكن استحقاقا جاء ليغير فردا بفرد, ولكن نظام بنظام آخر, يحقق آمال وطموحات الشعب اليمني.

سينتهي فيه أطماع الفرد والعائلة والمشاريع الصغيرة, لتبدأ مكاسب الشعب والمشروع الوطني الكبير.

حينها لن تأتي المدينة إلى القبلية بثياب شبه عارية تجر خلفها كلبا تتكلم بلغة مقعرة فتأنف القبيلة منظرها وسلوكها وأسلوب تخاطبها, وإنما ستأتي المدنية وهي بلبس يجمع بين الأناقة والوقار, تناقش بمنطق متوازن بين الحقوق والواجبات, فترد لها القبيلة الزيارة, فتأتيها وقد خلعت عن نفسها عباءة العادات البالية من إسراف في القتل وقطع للطريق والقََوَدْ الغير الشرعي و" المحدعش " ستأتي وقد هذبتها شهور من نضالها في الساحات والميادين, ستأتي القبيلة بلبس راقِ من النخوة والمروءة والشكيمة, ونصرة المظلوم, فيكون شعار لقائهما إننا التقينا لنتمم مكارم الأخلاق.

سيأتي حينها أصحاب المشاريع الصغيرة, سواء كانوا من شمال الشمال أو من جنوب الجنوب, وقد تساقطت لحم وجوههم خجلا من نوازع النكوص عن الثورة والوحدة,, سيقولون : اليمن أكبر من مطامعنا, رضينا أن نقطر أحلامنا بعربة حلم الوطن الكبير, ليمضي إلى العلياء ليكبر فنكبر معه.

صحيح أن مرشح التوافق جاء من الحزب الحاكم الذي ثرنا ضده لكننا نعي تماما أن الذي كان يحكم هو حزب الحاكم فحسب, هو من كان يستأثر بمفاصل الحياة السياسية, والاقتصادية دون الرجوع لهيئات الحزب ولا لمؤسساته, وقد همش الكثيرين خاصة بعد انتخابات 2006 مـ .

نعم كان هادي نائبا للرئيس, لكن الكل يعرف بأنه كان منزوع الصلاحيات, وهذا ما جعله مقبولا, فقد قيل رب ضارة نافعة.

عبده ربه منصور هادي :نائب رئيس المؤتمر, وأمينه العام بأحسن أحواله نعتبره ظلا لعود أعوج, فهل تثبت الأيام , أن يستقيم الظل , رغم أن العود أعوج ؟!