السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣٨ صباحاً

عبد ربه...بين شنب صالح وشنب الحمدي

حمير أحمد السنيدار
الأحد ، ١٩ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ صباحاً
روى لي أحد الأصدقاء أنه إصطحب معه صورة عبد ربه منصور مرشح الرئاسة إلى مقر عمله فلما شاهدها بعض زملائه بالعمل بدأوا بالسخرية والتعليق عليها ومقارنتها بصورة الرئيس علي صالح, وخلاصة هذه المقارنة من خلال الصورة بأن الأخير أفضل وأنسب لليمن وأكثر هيبة للحكم لسبب وجيه جداً وهو أن لديه شنبٌ عظيم! أجزم بأن الكثيرين ممن يعيشون بيننا عندما يرون صورة عبد ربه يفكرون بنفس تفكير هؤلاء, فهم يرون في شنب علي عبدالله صالح قوةً وهيبة, وأن عبد ربه يفتقر إلى ذلك.

من خلال التأمل في طريقة تفكير هؤلاء المساكين نستنتج بالفعل كيف إستطاع علي عبدالله صالح حكم اليمن فترة جيل كامل بالرغم من مستواه التعليمي والثقافي المحدود, فلو تأملنا الصورة التي رسمها هذا الرجل ونظامه للإنسان اليمني وسوقها للعالم نجدها تتمثل في صورة إنسان هزيل له شنب ضخم ويحمل سلاح آلي بطول ظهره مع حزام من الرصاص والقنابل يلف خاصرته وفم منتفخ بالقات, ويالها من صورة قبيحة صدقها العالم علينا بل صدقها بعض أبناء جلدتنا ودعموها, فكم هي الصور والمفاهيم التي شوهها هذا النظام عن الإنسان اليمني وبشكل متعمد ينم عن مرض وعجز بالنفس, فالرجل العسكري معروف عالمياً بأنه يعتبر قدوة في النظام والترتيب والحزم أما في بلادنا فهو رائد الفوضى والهمجية والإنفلات, والإداري الناجح يعرّف في العالم بالرجل النظامي المبدع أما في بلادنا فهو الفهلوي الملتوي(أحمر عين), وغيرها من المفاهيم التي استجدّت في بلادنا خلال الثلاثة والثلاثون سنة الماضية.

وإذا عدنا لموضوع الشنب وإستدلال البعض به على أنه علامة هامة للرجولة وأنه من دلالات الهيبة والقوة, أود أن أرد على هؤلاء وأذكرهم بأن الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي لم يُظهر الشنب في وجهة, بل أظهره في صرامته وحزمه ضد مراكز القوى والفساد فكان رجلاً فعلاً لا شكلاً فقط, وعاشت اليمن في عهده عصراً ذهبياً مازال يترحم عليه اليمنيون إلى اليوم, ذلك الرجل الذي تمثلت رجولته في تواضعه وزهده عن المال العام وإبداعه في التخطيط لبناء واقع مزدهر لليمنيين لا أن يكون لديه شنبٌ ضخم ومرافقين مدججين بالأسلحة والقنابل لكي يثبت للناس أنه رجل مهم كما يفعل الكثيرون هذه الأيام.

للأسف الشديد لقد كان شنب على عبد الله صالح مظلة ضخمة للفاسدين وكان حبلاً إستخدمه ضعاف النفوس وفقراء القيم لكي يتسلقوا به إلى المناصب العليا والغنى الفاحش على ظهور اليمنيين دون وجه حق, ولقد انتظر الشعب اليمني طويلاً لكي يرى قوة هذا الشنب في ردع الفاسدين ورد حقوق ملايين المظلومين من الظالمين في عهده دون جدوى, وهانحن اليوم ننتظر بلهفة لكي نعرف معيار القيادة والرجولة لدى الرئيس القادم والأيام القريبة ستكشف لنا بإذن الله شخصية عبد ربه وكذلك نوعية شنبه!