الاربعاء ، ١٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٢١ صباحاً

المقاطعة و المشاركة ... عركة التنافس الفعلية في الانتخابات الرئاسية

مروان سعيد طاهر
الأحد ، ١٩ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
الانتخابات الرئاسية المبكرة قد تبدو لبعض القوى السياسية مجرد مسرحية هزلية تستحق المقاطعة، الا ان تلك القوى و الفعاليات قد تخفي اهتماما غير عادي لما ستؤول اليه المخرجات الدقيقة لتلك الانتخابات .. اهتماما قد يظهر جليا لدى قوى اخرى مؤيدة للمشاركة بهذه الانتخابات و لو ان اهتمامها المعلن يذهب بعيدا عن الواقع..

تكمن الاهمية الحقيقية للانتخابات الرئاسية المبكرة بالنسبة لجميع القوى السياسية اليمنية بانها سوف تعطي التحليل الاولي عن وزن و تأثير مختلف الجهات سواء المشاركة فيها او المقاطعة لها. لذا فقد وجدت التيارات و الاحزاب السياسية نفسها في مواجهة استحقاق ستسعى من خلاله لتحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية بعيد عن هدف الانتخابات الاساسي و هو انتخاب رئيس و شرعنته شعبيا. تلك المكاسب قد تكون لها الاثر الحاسم في استحقاقات تالية كمؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده في مارس القادم بمشاركة مختلف القوى السياسية اليمنية بما فيها الحراك الجنوبي و حركة الحوثيين و احزاب اللقاء المشترك و حزب المؤتمر الشعبي العام و حتى المستقلين.

اثناء الانتخابات الرئاسية القادمة سوف يسعى الحراك الجنوبي في المحافظات الجنوبية و الشرقية بكافة الوسائل لتحقيق اكبر نسبة مقاطعة لهذه الانتخابات، فشل الحراك في تحقيق هذا الهدف سوف يعيد ترتيب اوراق كثيرة تستخدم حاليا للتأثير على مستقبل القضية الجنوبية.. ترتيب قد يضعف فعليا التأثير التفاوضي للقوى الداعية لفك الارتباط بشكل يحد حتى من شروط مشاركتها في ذلك المؤتمر.

على نفس المنوال اذا افرزت نتائج الانتخابات الرئاسية القادمة نسبة مشاركة معقولة في محافظة صعدة و المحافظات المجاورة لها فان ذلك سيعد فشلا ذريعا لجماعة الحوثي سيضع خطابها الدعوي في المحك و سيفقدها زخما – سيذهب للمشترك- هي في امس الحاجة اليه للدخول بثقل تفاوضي في مؤتمر الحوار سوف يحدد مصير تلك المحافظات. رغم ان سلامة اجراء العملية الانتخابية بحد ذاته في المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي و بغض النظر عن نسبة المشاركة سوف يغير النظرة السلبية للجماعة .. تلك النظرة التي يسعى اعدائها لتعزيزها اعلاميا بحيث سيسود الانطباع الايجابي بكون جماعة الحوثي متعايشة مع الدولة تنتهج المدنية و تتقبل الرئ الاخر و تسعى سلميا للتغيير.. انطباع سوف تنجح الجماعة بترويجه على المستوى المحلي و الاقليمي و الدولي.

احزاب اللقاء المشترك هي الاخرى مع المؤتمر الشعبي العام يخوضان معركة رفع نسبة المشاركة بصخب اعلامي حاد ليس من اجل اضفاء الشرعية اللازمة لعبده ربه منصور هادي كما يشاع و انما من اجل شرعية تلك الاحزاب نفسها.. رغم ان معركة المشاركة و المقاطعة تتركز في شمال الشمال و جنوب الجنوب الا ان نجاح مقاطعة المستقلين في تعز مثلا و المناطق الوسطى و حتى العاصمة سوف يهز مكانتهما القيادية و يطعن نسبيا بشرعية تفويضهما بالانفراد بالتوقيع على المبادرة الخليجية.. وضع سيرفع صخب المستقلين و يعزز من قوة طرحهم لمشروعهم التحديثي في مؤتمر الحوار.

سيتابع الجميع ما ستؤول اليه نتائج الانتخابات الرئاسية المبكرة – ليس من يكون الفائز و انما نسب المشاركة و المقاطعة بمختلف المحافظات- و التي سترسم على الارض صورة اولية لخارطة التوزيع السياسي للتكتلات الرئيسية .. خارطة ربما تستغل في مؤتمر الحوار الوطني مشاركة و طرحا و نتائجا .. مؤتمر سيحدد مستقبل اليمن يسعى لاستيعاب كافة القوى و يتمنى لضمان نجاحة ان لا يحقق اي طرف اهدافه الخفية من هذه الانتخابات حتى لا يستأسد مستغلا مكاسبه التي جناها بحيث يندفع الجميع لتقديم التنازلات من اجل يمن يتسع للجميع.