الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٢٢ صباحاً

الرافضون للأنتخابات.. لستم مذنبين ولسنا ملائكه

خالد محمد الكحلاني
الأحد ، ١٩ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
انا من المؤيدين والمقتنعين بأهمية " الأنتخابات" الرئاسيه وتزكية مرشح التوافق الوطني المشير عبد ربه منصور هادي رغم كل الخلاف الحاصل حولها تسميتها وهل هي استفتاء او انتخاب لأني اعتقد انه كلما زاد حجم المشاركه الشعبيه وزاد عدد الأصوات التي يحصل عليها زادت وتعمقت شرعية الرجل في موقعه الجديد واعطته زخما ومشروعيه شعبيه ولكني لاالبس قناعاتي تلك أي صفه دينيه بل هي وجهة نظر توصلت اليها من خلال قراءتي ومتابعتي لواقع الأزمه والصراع الذي عاشه اليمن خلال عام كامل ووجدت انه ليس بالأمكان افضل مما كان وان هذا الحل افضل من الذهاب الى حرب اهليه والى المجهول واعلم ان الكثير ممن خرجوا ضد النظام ويتبنون وجهة النظر هذه ينطلقون من نفس القناعات ولكننا لاندعي اننا قد امتلكنا الحقيقه المطلقه والرؤيه الصائبه بل نحترم كل رأي مخالف ووجهة نظر مغايره.

من الطبيعي ان تختلف رؤانا وتقديراتنا للأمور فهذه هي الطبيعة البشريه. ولكن ليس من الطبيعي ان يتحول هذا الأختلاف الى مناسبه للطعن في الأخر والتشهيربه وأتهامه بالخيانه للوطن والعماله للخارج وتنفيذ اجندات اجنبيه بل وادى الأمر بالبعض الى الباس الأمر الصبغه الدينيه العقائديه فسمعنا بعض الخطباء ومن يسمون انفسهم علماء يصدرون ما يشبه الفتاوى الدينيه بوجوب الذهاب الى صناديق الأقتراع والتصويت لمرشح التوافق الوطني ويدعون بالويل والثبور وعظائم الأمور على من لم يذهب للأنتخابات وانه مخالف للشرع مفارق للجماعه يسعى الى الفتنه ويريد ان يذهب باليمن الى الحرب الأهليه والأقتتال الداخلي ولذا فهومستحق للعن والطرد من رحمة الله وربط البعض الذهاب الى الأنتخابات بالأيمان فقال: من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليذهب الى الأنتخابات يوم 21 فبراير وكأننا ذاهبون الى معركة تحرير فلسطين.

ماهذا الهراء؟! ولماذا نقوم باقحام الدين واصدار الفتاوى الدينيه المسيسه في كل مناسبه حسب اهواءانا واراءنا.؟ اليس هولاء الذين يفتون اليوم بوجوب الذهاب الى الأنتخابات هم هم انفسهم الذين كانوا يفتون بالأمس بحرمة مد اليد الى النظام ورموزه والتفاوض معه واعتبار ذلك خيانه لشهداء الثوره وتضحياتها وانه يجب استكمال الثوره حتى تحقيق كامل اهدافها واجتثاث المؤتمر واقتلاع النظام وراس النظام ونائبه الذي يعتبرون انتخابه اليوم واجب ديني..؟ وعندما توصل المشترك الى اتفاق سياسي مع النظام وتوقيع المبادره الخليجيه ثارت ثائرتهم واستمروا بالتصعيد ضد المبادره وضد المشترك واعتبروها ايضا خيانه لدماء الشهداء وتضحياتهم ونفس الأمر تكرر عند اعطاء قانون الحصانه للرئيس ومن عمل معه .. فهل الموضوع كله مجرد تبادل ادوار؟ حسنا قولوا لنا ان هذه كانت اجتهادات وقناعات سياسيه تبدلت وتغيرت مع تبدل الظروف والوقائع والمعطيات دون تخوين اوتكفير لمن يخالفكم في الرأي وسنكن لكم كل احترام وتقدير.

فألى جميع المقتنعين والمؤيدين "للأنتخابات" الرئاسيه المبكره سواء من حزب المؤتمر وحلفاءه او من المشترك وشركاءه او من الأحزاب والتنظيمات الأخرى خارج الفريقين او من المستقلين (وانا من هذا الفريق ) يجب ان لانحجر على الأخرين من المعارضين سواء من الحوثيين او الحراكيين او المستقلين بل يجب ان نحترم اراءهم وقناعاتهم فهم اولا واخيرا ابناء هذا الوطن لم يأتوا الينا من كوكب اخر ولهم كامل الحريه والحق في تبني المواقف التي يرونها طالما ان ذلك يتم بالطرق السلميه. نحن نرفض وندين فقط أي طرف يستخدم القوه والسلاح والأرهاب لعرقلة سير الأنتخابات كما حدث في المحاوله الأنتحاريه في عدن وكما حدث في البيضاء من اعتداء اثم وقتل لموظفين لاذنب لهم الا انهم يؤدون واجبهم هولاء ندينهم ونجرمهم على افعالهم اما من يعبرون عن ارائهم بالحجه والمنطق فنقول لهم لستم مذنبين فرأيكم خطاء يحتمل الصواب وراينا صواب يحتمل الخطاء ومن يدري فقد تثبت الأيام صحة ما ذهبتم اليه من رؤى وقناعات وقد تثبت ىالعكس انكم كنتم على خطاء وللجميع نقول ان الأختلاف في الراي لايفسد للود قضيه والله من وراء القصد...