الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:١٨ مساءً

وطني أنت أم . . . صالحي ؟! (المؤتمر . . . وتحدي الوطنية)

عبدالرقيب اليوسفي
الاثنين ، ٢٠ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
المؤتمر الشعبي العام هو الحزب الذي ظل حزبا حاكما في بلادي الحبيبة منذ أن عرفت نفسي , حيث وأنني من مواليد عام 77م أي قبل تولي علي عبدالله صالح الرئاسة بعام واحد, ومنذ ذلك الوقت وعلى مدى السنوات التي بدأت أعي فيها وأفتح عيني على الواقع السياسي للبلد وأنا أعايش هذا الحزب في الساحة الوطنية كحزب حاكم يسيطر على مقاليد السلطة حتى بعد تحقيق الوحدة وحصول عملية الشراكة في قيادة الدولة ظل هذا الحزب هو الواجهة السياسية الفعلية للحكم نظرا لارتباطه العضوي بشخصية الرئيس والذي أصبح على مر الأيام يمثل الواجهة الفعلية للمؤتمر والتي تخفي خلفها كل التفاصيل, وخاصة مع استمرار أفراد الحزب في التمترس خلف شخصية الرئيس باعتباره –آنذاك- شخصية مجمع عليها وطنيا وشعبيا –حسب زعمهم وتصورهم- بحيث أصبح الواقع الفعلي مختزل في عبارة (المؤتمر هو الرئيس والرئيس هو المؤتمر!!!).

اليوم ونحن نقف على أعتاب يوم 12 فبراير 2012م , اليوم الذي ينظر إليه غالبية الشعب اليمني –عدا أصحاب المشاريع الضيقة- يوم التغيير المشهود الذي سينقل البلد من حالة الاختزال الظالم لكل مكوناته وحضارته وشعبه في شخص فرد واحد إلى مرحلة رد الاعتبار له وإعادته إلى الواجهة ومن ثم تأتي من خلفه كل تلك التفاصيل الصغيرة التي أعطيت حجما اكبر من حجم هذا الوطن.

هذا اليوم في نظري هو يوم التمحيص والاختبار الحقيقي لحزب المؤتمر الشعبي العام والتي سوف تكشف عن حالة الحزب الحقيقية كمكون من مكونات الحالة السياسية, وستوضح مدى ارتكازه على بناء تنظيمي حقيقي يضع الوطن في أفكار وعقائد منتسبيه وأفراده, وسيعلن عن حجم الفرد في تصوراتهم ورؤاهم وعن حالة التمايز بين البناء التنظيمي الجمعي للحزب وحالة التماهي في شخصية القائد الفرد الملهم.

إن الانتخابات الرئاسية التوافقية المبكرة هي عبارة عن فرصة كبيرة لكل قيادات وأعضاء المؤتمر لإثبات مدى وطنيتهم وحجم حبهم وولاءهم لهذا الوطن العظيم الذي هو وطن الجميع كما هو وطنهم ويتسع لهم ولغيرهم وكذلك مقدار مصداقيتهم في تقدير وتقديم مصلحة الشعب اليمني على مصالحهم الذاتية والحزبية, هذا الشعب الذي كان كريما معهم وعادلا في سلوكه اتجاههم حزبا وأفرادا عندما أعلن على لسان ثواره في الساحات أن لا عداء بينه وبين المؤتمر كحزب وكأفراد وأنهم إخوانهم لهم ما لهم وعليهم ما عليهم وأن هدفهم هو القضاء على حكم الفرد والعائلة المتسلط والتخلص من نظام الفساد وفساد النظام.

إن هذا الوطن العظيم وهذا الشعب الكريم هو من يجب أن نقف معه وفي صفه وهو من يجب أن نقدم مصلحته الجمعية على مصالحنا الفردية والحزبية , فهل يعي أفراد حزب المؤتمر واجبهم اليوم في دعم وإنجاح الانتخابات الرئاسية التوافقية المبكرة وذلك من باب نفض الغبار عن نياتهم وتبرئة ساحتهم باعتبارهم أفراد الحزب الذي ينظر إليه على انه الحزب الذي في ظل حكمه وقيادته للبلاد حصل انهيار اقتصادي كبير مقابل نهب رهيب ومنظم للموارد فتوسعت دوائر الفقر والجهل والمرض والبطالة وانتشرت أساليب البلطجة الاعتداء المنظم وحرمت الأمة من أبسط مبادئ العدالة الاجتماعية وانعدمت العدالة القضائية وشوهت صورة البلد خارجيا وصنعت من أبناء اليمن قنابل موقوتة يتم حصارها وتفكيكها في أغلب بلدان العالم.
وهل يدرك المؤتمريون أن الساحات والثوار قدموا تنازلات عظيمة –من أجل مصلحة الوطن- عندما وافقوا على مرشح هو احد أركان النظام السابق الذي ثاروا لإسقاطه ومن أعضاء المؤتمر فهل سيقدمون هم واجبا عليهم في السير مع كل اليمنيين في موكب التغيير الذي هو سنة كونية ليس في إمكانهم الوقوف ضدها أو كسرها.

وهل سيتخلصون من حالة العدمية والدوران المحموم حول شخصية فرد واحد والتي أدت إلى تماهي شخصيات قيادية وكوادر وطنية حقيقية في شخص الفرد الواحد ونتج عنه ما نتج من وأد الكفاءات ودفن العبقريات داخل الحزب مما أضر بمصلحة الحزب والوطن سواء بسواء.

وهل سيساهمون في ترقيع الثقوب التي شوهت جسد الوطن شمالا وجنوبا -بسبب السياسات الهوجاء للنظام السابق- بدعمهم الانتخابات الرئاسية المبكرة والتي إلى جانب كونها انتخابات لتغيير النظام فهي أيضا استفتاء حقيقي على بقاء لحمة الوطن ووحدته والتي يتهم قيادات من النظام السابق والمحسوب أصلا على المؤتمر بافتعال الأزمات الأحداث الدامية بغية إظهار أبناء الجنوب كرافضين للوحدة عندما يرفضون الانتخابات.

إضافة إلى أسباب كثيرة لا يتسع المجال ولا الوقت لحصرها تتطلب من كل فرد في هذا الحزب أن يعمل بقوة ليرفع شعار الوطنية واجهة للحزب وللمجتمع بدلا من لافتة ( الصالحية ) التي كانوا يتوارون خلفها ويتماهون حولها وينظرون لها –بقصد أو بدون قصد- على مدى العقود السابقة.