السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤١ صباحاً

اليمن على مشارف عهد جديد بعد ساعات معدودة

حميد مقبل نصر
الاثنين ، ٢٠ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٥٠ مساءً
ليس وهما بل حقيقة، والهدف الأول للثورة السلمية اليمنية "بل ثورة الشباب السلمية بمعنى أصح" يوشك على الاكتمال بعد ستين ساعة . لم يكل شباب الثورة عن ترديد شعار "الشعب يريد إسقاط النظام:، هذا الشباب العظيم استطاع بأحلامه الكبيرة المستمدة من حضارته وتاريخه اليمني العريق أن يضع ملامح الدولة المدنية التي تحترم النظام والقانون والمواطنة المتساوية كهدف عام لثورته النبيلة. وبصدورهم العارية أذهلوا العالم وهم يرسمون بدمائهم وصمودهم أنقى صورة للشجاعة والتضحية من أجل رخاء واستقرار اليمن الواحد.
لم يكن لمشروع التشطير الذي يحمله الحراك في الجنوب (بدعم من الفاشلين فكريا وسياسيا وإداريا) أثر على عزيمة شباب الثورة في المناطق الجنوبية. بل نام المشروع الانفصالي وبات يحلم بفرصة أخرى ليعود من جديد ملوحا بمشروع الانفصال. مثل هؤلاء يخدمون مصالحهم الشخصية ولا يختلفون عن تجار الشنطة. فمن إيران إلى جدة إلى الكويت، ومن بيروت إلى القاهرة. تجار الخراب من المستحيل أن يكون لهم مشروعا لبناء الأوطان. ومن الطبيعي سيرفضون الانتخابات، وسيعملون مع فلول نظام علي صالح لإفشال الانتخابات وبالتالي فشل الهدف الأول للثورة السلمية اليمنية.
يا شباب الثورة في كل الساحات اليمنية، في القرى والجبال والسهول والوديان والجزر والسواحل اليمنية. ألم تدركوا بعد أسباب حريق ساحة المكلا وعدن قبل أيام، الم تدركون بعد أسباب النشاط المتصاعد للقاعدة في أبين والبيضاء وشبوة. الم تدركوا بعد مخاطر الفكر الحوثي المتطرف المتناغم مع مشروع إيران الشيعي الإمامي المنحرف عن ديننا الحنيف. الحوثيون يحملون مشروع دولة عاصمتها صعدة والميناء ميدي على البحر الأحمر. لذلك سيعملون مع فلول نظام صالح لإفشال الانتخابات.

كل الأقزام يسعون لإفشال الانتخابات، لاعتقادهم بأن نجاحها سيصعب عليهم تحقيق مشروعاتهم ودويلاتهم. إنهم يعملون ليل نهار من أجل أجندات خارجية، يتحركون كعصابات مرتزقة، وكل عمل قذر ينجزونه يستلمون المال المخصص له، مصرون على إدخال اليمن في حروب أهلية.

أيها الشباب الثائر الحر، لا تستمعوا لتلك الأفكار المريضة المشبوهة التي تدفعكم لمقاطعة الانتخابات في 21 فيراير2012م. إن هذا اليوم ليس مجرد لحظة انتخابات عابرة كالتي كانت في الماضي. بل هو يوم تاريخي حاسم بين ماض ظالم وفقير واليم ومتقلب ومتناحر وبين مستقبل يحفظ لليمني حقوقه وكرامته وماله وعرضه وأمنه وحريته دون تمييز.
من حقكم أيها الثوار الأحرار، أن تطمئنوا لوعود والتزامات مرشح التوافق اليمني لمنصب رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي ورئيس الحكومة وأحزاب اللقاء المشترك. الوعود والالتزامات الخاصة بحقوق شهداء وجرحى ثورتكم السلمية واستحقاقات الفترة القادة الخاصة ببناء الدولة المدنية التي ينعم فيها اليمنيون بالمواطنة المتساوية دون استثناء ويخضعون كلهم للنظام والقانون.

إن تقاعس أو تنصل الرئيس القادم أو الحكومة والأحزاب عن الوفاء بتعهداتهم والتزاماتهم تجاهكم وتجاه الشعب ووحدة اليمن واستقراره ورخائه، سيدفعكم مرة أخرى للإطاحة بهم سلميا، ولا خوف عليكم بعد أن عرفتم أسرار قوة الثورة السلمية وقدرتها على الإطاحة بالطغاة والفاسدين بسهولة.
أيها الثوار الأحرار، يوم الحسم الثوري تحدد منذ فترة بيوم 21 فبراير 2012م. وفي اعتقادي لن تتأخروا عن المشاركة في الانتخابات باعتبارها مراسم إزالة لآخر معلم من معالم سلطة علي صالح وشرعيته المزيفة والى الأبد.