الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٤ صباحاً

سقوط دولة الحوثي

عبد الله الجعفري
الاثنين ، ٢٠ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
على مدى حروب ست خاضها الحوثيون مع النظام اليمني خرج الحوثيون منتصرين منها, هذا النصر ليس سببه قوة الحوثيين بقدر ما هو ضعف للروح القتالية للجيش, وحصول تآمر من قيادات عليا في الدولة.

بدأ الحوثيون يشعرون أن أحلامهم التي كانوا يحلمون بها بالأمس من إقامة دولة شيعية بدأت فعلاً بالتبلور على أرض الواقع, ففكروا بالتوسع ظناً منهم أن أحداً لن يستطيع إيقاف زحفهم بعد أن هزموا الجيش النظامي بأسلحته وعتاده, فقاموا بفرض سيطرتهم على محافظة صعدة محطة البداية في رحلتهم التوسعية التي تشمل عدة محافظات.

قامت الثورة في اليمن ضد حكم علي عبد الله صالح وعائلته ومنظومة فساده, وانشغلت مكونات الثورة في الساحات بهذا الأمر, إلا أن الحوثيين وجدوها الفرصة التي لن تعوض؛ لأن اليمنيين مشغولون بثورتهم, فأعدوا العدة لغزو الجوف للسيطرة عليها بالتوافق مع الأعداء الأصدقاء (الحرس الجمهوري) الذين قاموا بتسهيل المهمة لهم, فهاجموا الجوف طناً منه أنها ستكون لقمة سائغة, وسيحتلونها خلال أيام إن لم يكن خلال ساعات, فكان أن لقي الحوثيون مواجهة شرسة من القبائل لم يكونوا يتوقعوها ولم يواجهوا بمثلها في الحروب الست, وقتل المئات منهم وخرجوا من الجوف مدحورين, وعرفوا أن من يقاتلهم اليوم هم غير من قاتلهم بالأمس, أرادوا التعويض عن هزيمتهم في الجوف فقاموا بفتح جبهة جديدة في حجة ظناً منهم أن المهمة هذه المرة ستكون أسهل, وفتحوا جبهة في دماج, إلا أنهم فوجئوا بصمود القبائل الكبير, وقتل منهم عدد كبير على الرغم من أنهم يمتلكون أسلحة ثقيلة لا تمتلكها القبائل.

لم يستسلم الحوثيون إلى الآن ولا يزالون يقاتلون في حجة سعياً منهم لإخضاعها والوصول إلى ميناء ميدي, ولو استطاعوا الوصول إلى الميناء وفرض سيطرتهم عليه فإن هذا سيجعل الدعم الإيراني يتدفق عليهم, وبالتالي سيتجهون للتوسع لإخضاع بعض المحافظات لسيطرتهم, وإن فشلوا في احتلال ميدي ودحرتهم القبائل من حجة فإنهم سيتقوقعون في صعدة, وستكون بداية النهاية لزوال دولتهم, خاصة وأن هناك قسماً كبيراً من أبناء صعدة الذين عانوا من اضطهاد الحوثيين لا يرغبون بحكمهم, ولكنهم لا يستطيعون التصريح بآرائهم خوفاً من بطش الحوثيين الذين لا يتورعون عن قتل المخالفين لهم, ولو وجد أبناء صعدة ظهراً يحميهم ويسندهم ويقف معهم إلى النهاية لما توانوا لحظة واحدة من مواجهة الحوثي, وإخضاعه للنظام والقانون, ولا شك أن النصر سيكون حليفهم؛ لأنهم مؤيدين بقوة الحق الذي يحملونه, لأن الحوثي ظلمهم وفرض عليهم الإتاوات, وسلبهم حرياتهم, أضف إلى ذلك أن جماعة الحوثي هي جماعة قامت على أساس عنصري وقامت بفرض فكرها وآرائها بقوة السلاح, والتاريخ يحدثنا أن الأفكار العنصرية التي تقوم على أساس العنف والقوة تموت وتتلاشى.