الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٣٧ صباحاً

من المنتصر اليوم (21/فبراير )؟؟

محمد علي البسمي
الاثنين ، ٢٠ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
في هذا اليوم التاريخي ,وفي هذا الوقت الاستثنائي , وفي هذا المنعطف التاريخي والسياسي الخطير والذي عم المحيط الإقليمي والعربي والدولي ,وأدى إلى حدوث تغيرات جذرية في أنظمة الحكم والمسارات السياسية لعدد من الدول العربية على وجه الخصوص , تغيرا غير مسبوق وغير مألوف في المنطقة كانت نتائجه ميلاد أنظمة جديدة وظهور أحزاب ولاعبين جدد في ساحات تلك الدول .

وكان اليمن احد مواقع تلك الأحداث , وخلال عام كامل عاش اليمن وأبنائه فترة امتحان عصيبة وغير مسبوقة في كل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية وغيرها , ولكن إرادة الله العليا والتي كانت فوق كل الإرادات بمختلف أشكالها وأنوعها , هي الأصل في الحفاظ على هذا الوطن ومكتسباته وحقن دماء أبنائه بعد أن بدأت بوادر الصراع تخرج عن إطار العقل والمنطق إلى المواجهة المسلحة وسفك الدم اليمني على أيدي أبنائه .

وكانت تلك الإرادة التي لا تعلوها إرادة هي من جمعت قلوب وعقول فرقاء العمل السياسي وبإشراف خليجي ومباركة عالمية إلى الخروج بالمبادرة الخليجية والتي نصت إحدى موادها على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لمرشح توافقي جمع القلوب والعقول حوله وهو المشير /عبد ربه منصور هادي
وعودة إلى عنوان المقال وهو السؤال الذي يحتاج إلى إجابة وبكلمة واحدة تفي بالغرض و لا بديل لها , وقد تكاثرت الإجابات في مخيلتي وكان من الضرورة عرضها حتى الوصول إلى الجواب المنشود و الكلمة المناسبة .

فهل المنتصر اليوم هو المؤتمر الشعبي العام وحلفائه أم المشترك وشركائه ؟ أم هو إعلامهما ؟ أم المسيرات والحشود المليونية في كل جمعة ؟ أم الدبلوماسية والحنكة السياسية الداخلية والخارجية لهما ؟ هل هم الشباب أم المتحزبين ؟ هل هي معسكرات الحرس الجمهوري أم ألوية الفرقة الأولى ؟ هل هم أبناء محافظة بعينها أم عدة محافظات ؟ هل هم علماء اليمن أم هيئة علماء اليمن ؟هل هم الحراك أم الحوثيين أم معارضي الخارج ؟ هل هم أبناء الجنوب أم الشمال ؟ هل هي فئات معينة من الشعب دون الأخرى ؟ هل هي الحكمة اليمانية كما يتردد كثيرا (ولي تحفظ هنا حول الحكمة لان الدور الكبير لدول الخليج وبعض الدول الغربية أما الحكمة في ذلك الوقت قد تلاشت من العقول ولم يعد هناك من يسمع او يعي بمصير اليمن و ابنائة ) .

هل المنتصر اليوم هي دول الخليج أم الدول الغربية ؟ أم هو جمال بن عمر أو الزياني ؟ هناك العديد من الإجابات والاختيارات المتوائمة أحيانا والمختلفة والمتناقضة في أحيان أخرى
بعد تلك الأسئلة والاستفسارات وجدت الإجابة المنشودة والمطلوبة وهي أن المنتصر الأول والوحيد والأخير هو (الشعب ) فلم تكن تلك الأحزاب ذات التوجهات والرؤى المختلفة والتي لا تمثل إلا نسبة بسيطة من السكان ,ولا الشباب الذين نسبتهم اقل ولا الشخصيات الاجتماعية والمشايخ الذين نسبتهم اقل أيضا من الجميع ولا أشخاص لا يمثلون إلا أنفسهم . كان المنتصر هو الشعب 25 مليون يمني تحملوا أثار الأزمة بكل قوتها وثقلها ونتائجها ,وضرب الشعب المثل العظيم في الصبر والجلد من الطفل وارتفاع وتضاعف ثمن الحليب إلى العاجز والكهل الذي تجرع مرارة الألم لعدم وجود الكهرباء لتشغيل آلة غسيل الكلى .وتحمل هذا الشعب الخسائر الكبيرة والهائلة في مخزونه المادي وقوته المعيشي نتيجة ارتفاع قيمة مادتي (الديزل والبترول ) وانعدامهما في أحيان كثيرة حيث أدتا إلى فشل الموسم الزراعي (الغلة الزراعية ) ومصادر الدخل الهامة من الزراعة والكثير من المشاكل الأخرى التي لا حصر لها لنسبة 75%ؤ من السكان وهم سكان الريف و25% المعتمدين على منتجات الريف الزراعية .

إذن فهذا اليوم الذي تم فيه انتخاب رئيس توافقي لليمن واجتمع حوله الفرقاء وجميع أبناء الشعب هو نصر للشعب ,وكل من يدعي انه انتصر في هذه المرحلة فهو واهم وحساباته خاطئة , فصبر هذا الشعب هو المثل الحقيقي للتضحية والعطاء ,ولو لم تداركنا رحمة الله لخرجت الملايين في مواجهة بعضها البعض في حرب لها أول ومالها من أخر ,فقد كاد ذلك الصبر أن ينفذ .

أخيرا نحمد الله ونشكره على رحمته لنا وحفظه لأبناء هذا الشعب وحقن دمائهم , وقد كان الكثير يسألني عن المخرج والنهاية لما نحن فيه ؟؟ فأقول أننا ننتظر المخرج والفرج من الله فما لنا إلا رحمته !!

وما أود قوله في النهاية أن علينا استثمار هذه الفرصة الثمينة من التلاحم والالتفاف حول مرشح الرئاسة من قبل فرقاء السياسة وأبناء الشعب للسير على هذا النهج لحل مشاكلنا بأنفسنا , فقد شكلنا لجان انتخابية مشتركة وجلس الفرقاء في مكان واحد في مختلف المحافظات والمديريات والمراكز يخططون لنجاح هذا الانتخاب ,ونسوا ما مر عليهم من مواجهات خلال عام كامل لا يسلم بعضهم على بعض ولا يلتقوا على كلمة سواء أبدا , وان حدث نقاش كان يؤدي أحيانا الى نتائج وخيمة حتى على مستوى الأسرة الواحدة , إذن الفرصة بأيدينا لإكمال المشوار أما إذا استمرينا في الاعتماد على الآخرين وحلولهم فإننا سنصل إلى اليوم الذي يملوا منا ويتركونا لمصيرنا المجهول

وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه