الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٨ مساءً

21 فبراير فلتسقط الصورة وإلى الابد

فاروق غالب
الثلاثاء ، ٢١ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
خلال حياتي في المانيا لم اجد في اي مرفق حكومي اوحتى خاص صورة اي زعيم حتى لصورة اول رئيس اتحادي او مستشار بل وحتى لمؤسسي وواضعي القانون الاساسي ( الدستور الالماني) الذي يتفاخر به الالمان حتى يومنا هذا.

الديمقراطية في هذا السياق معناه انهاء الكاريزما لشخص الزعيم القائد الاحد الاوحد، لأنهما لايتجمعان معا ابداء فاما كاريزما الرئيس وهذا معناه الشمولية والاستبدادية، او الديمقراطية والتى تلغي الفرد وترفع الجماعة.

ماجاء في الاخبار من ان صالح وجه بإنزال صوره من كل مكان توجد، ليس امر يستحق الثناء عليه فصوره على كل حال كانت ستزال بعد 21 فبراير فكان لسان حاله احلق لنفسي قبل اين يحلق لي غيري.

غير ان الذي يخالف النهج الديمقراطي والذي طالما صدع صالح رؤوسنا فيه من بعد الوحدة إلى يومنا هذا هو توجيهه بتعليق صور نائبه بدل من صورته في حالة تنم عن عدم ايمان بالديمقراطية بقناعة حتى اللحظات الاخيرة في السلطة، وان مايدعو للضحك حسب الاخبار من ان هادي رفض ايضا من طرفه تلك التوجيهات مصرا على بقاء صورة صالح وأن كانت من حسن نية كارسال رسالة من ان هادي سيظل وفيا لصالح غير أن الطريقة تدعوا للسخرية وكأننا في قاعة مسرح.

أن الثورة ما أتت إلا لتسقط تلك الصورة التى يخلدها اي نظام شمولي استبدادي كما هو الحال في كوريا الشمالية، وبداية ذلك الاستبداد هو تعليق صورة الشخص الاول في البلد.
اذا فلتسقط الصورة حتى لايعود الاستبداد ولو كان في ثوب ديمقراطي، فلتسقط الصورة وليرحل الاستبداد والطغيان والظلم، فعلى الرئيس القادم ان يجسد هذا السلوك الديمقراطي فبدل من تعليق الصورة فلتوضع بدل منه شعار او علم الوطن، وعلى الاحرار والثوار والوطنيين من العمل على منع مثل هذا السلوك، فأول الاستبداد هو تعليق صورة، واول خطوة في طريق الديمقراطية هو إزالتها