الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٤٢ صباحاً

ماذا بعد الإنتحابات... ثورة التغيير مستمرة!!!

د . عبد الملك الضرعي
الخميس ، ٢٣ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
لقدشهدت اليمن إقبالاً كبيراً على صناديق الإقتراع في غالبية المحافظات ، وعلى الرغم من تلك الكثافة إلا أن نيات وأسباب دعم مرشح التوافق الوطني للرئاسة كانت مختلفة ، فكل بطاقة يحمل صاحبها نية قد لاتكون بالضرورة تأييداً لشخص عبد ربه منصور هادي وإنما هناك أسباب عديدة يجمعها الهم الشعبي بالخروج من المأزق السياسي الراهن سواء كان الإقتراع تلبية لدعوة علي عبد الله صالح أو أحزاب المعارضة ، المهم الآن وبعد مرور يوم21فبراير2012م بسلام....

ماذا بعد بالنسبة لقوى الثورة الشبابية الشعبية السلمية، مالا يختلف عليه إثنان أن تلك الإنتخابات لم تكن سوى محاولة للخروج من واحدة من أركان المأزق السياسي الحالي والمتمثل في بقاء علي عبدالله صالح في السلطة ، أما مسيرة الثورة فلازالت مستمرة ومطالب التغيير الشامل لازالت قائمة ، فخروج الشباب منذ عام ثم تزايد الإنضمامات الشعبية إلى ساحات التغيير والحرية وسقوط مئات الشهداء والآف الجرحى لم يكن من أجل زوال شخص واستمرار لوبي الفساد في مختلف مفاصل وأجهزة الدولة المدنية والعسكرية.

إن الوفاء لتضحيات شهداء الثورة تقتضي الوعي بمطالب التغيير التي ننشدها في اليمن الجديد ، فاليمن الجديد يتطلب المزيد من العدالة والحرية والمواطنة المتساوية والشفافية الإدارية ، والعديد من المطالب على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، ومن ثم تمثل الإنتخابات الرئاسية ومانتج عنها واحدة من نتائج النضال الثوري وليست نهاية المطاف.

والسؤال الذي يردده البعض حول ساحات التغيير والحرية أين ستذهب ؟؟؟ هل سيعود الشباب إلى منازلهم ؟؟أم ماذا؟؟؟
إن من يرددون تلك التساؤلات يجهلون الكثير عن أهداف الثورة الشبابية ، وهي الأهداف التي يمكن تلخيصها فيما يلي:
1- تنحي الرئيس من منصبه وعزل أبنائه وأبناء أخيه ومقربيه من قيادة الوحدات الأمنية والعسكرية.

2-إعادة بناء المؤسسة العسكرية والأمنية على أسس ومعايير علمية ووطنية حديثة وبما يكفل حيادها التام.

3- بناء دولة مدنية حديثة قائمة على المواطنة المتساوية والشراكة السياسية والتداول السلمي للسلطة.

4- تطهير الجهاز الإداري من قوى الفساد وبما يتماشى مع مبادئ وأسس الشفافية المالية والإدارية المقرة من المنظمات الدولية المعنية بمحاربة الفساد المالي والإداري ، والقوانيين اليمنية النافذة.

وهناك العديد من الأهداف الوطنية التي يسعى شباب الثورة لتحقيقها ضمن مشروع بناء اليمن الجديد.
ومن ثم فالثورة مستمرة على المستوى الشعبي حتى تحقيق كافة مطالب الثورة الشبابية الشعبية السلمية ، وما خروج ملايين اليمنيين في الإدلاء بأصواتهم في إنتخابات لم تكن كاملة الشروط من المنظور الديمقراطي ، بل كانت أقرب للإستفتاء الشعبي ، تلك الأصوات أكدت على ضرورة التغيير وزوال حكم صالح بمختلف مكوناته ، ومن ثم فالثورة مستمرة حتى تتحقق كل المطالب الشعبية ذات الصلة بأسقاط النظام (الفاسد)، أما أن يعتقد البعض بخروج علي عبدالله صالح من السلطة نهاية المطاف فذلك مالا يقره عاقل ، نأمل أن يتحقق لشعبنا الكريم التواق إلى الحرية والكرامة كل ما يصبوا إليه من عزة وتقدم وازدهار.