السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٣ صباحاً

الجنوبيين دعاة تحرير وليسوا دعاة تغيير

محمد الحميدي
الجمعة ، ٢٤ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٥٠ مساءً
يعلم اليمنيين قبل غيرهم إن أبناء الجنوب يقودون ثوره سلميه ضد نظام صنعاء هدفها التحرير وليس التغيير منذ إعلانهم عن استعادة دولتهم في 21مايو1994م برئاسة فخامة الرئيس/ علي سالم البيض بعد إن فشلوا في تنفيذ المرحلة الانتقالية لتحقيق الوحدة مع صالح ألذي استخدم القوه لاحتلال الجنوب وإلغاء اتفاقية الوحدة

ولكن قيام ثورة التغيير في اليمن في فبراير 2011م واعترافها بثورة الجنوبيين وحقهم في تقرير مصيرهم ضمنيا" دفعت بعض قوى الحراك إلى تغيير تكتيكها وتجميد أنشطتها وفعالياتها التحررية والقيام بدعم ثورة التغيير في الشمال مع توحيد أنشطة الفعل الثوري معها بهدف إسقاط نظام صالح لتحقيق التغيير في صنعاء والتحرير في عدن,ولم يأخذوا في حسبانهم إن المعارضة وثوار التغير سيتنكرون لصنيعهم هذا وان الشعارات التي يرفعونها عن القضية الجنوبية ليس إلا مجرد كذب لخداعهم والإيقاع بهم في حبائل شراكهم التي لاتختلف كثيرا" عن شراك صالح التي مارسها معهم عند تنفيذ المرحلة إلا نتقاليه للوحدة اليمنية (1990-1993م) و كذالك بعد توقيع اتفاقية العهد والاتفاق في فبراير 1994م بهدف احتواء ثورتهم وتغيير مسارها وهدفها نحو التغيير بدل التحرير0

وقد اتضح ذالك جليا" عندما قامت معارضة صنعاء وثوارها بتغيير خطابهم السياسي والثوري عن القضية الجنوبية وإنكار ثورتها التحررية بعد توصلها مع النظام إلى تسويه سياسيه من خلال المبادرة الخليجية التي تجاهلت فيها القضية الجنوبية واعتبرتها كغيرها من القضايا الداخلية بل سعوا إلى إظفاء الشرعية الدولية عليها لقطع الطريق عن تدويلها وإنهاء الحديث عن قرارات مجلس الأمن الصادرة في حرب 1994م بشأنها واعتبارها قضيه وطنيه صرفه عززوها بتأكيدات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بشأن الحفاظ على وحدة اليمن , ثم دعوا لإسقاط حراكها السلمي سرا" بعد إسقاط صالح وكلفوا مليشيات الإصلاح المختصة بالشأن الجنوبي من عام 1990م للسيطرة على ساحات وانشطة الحراك في مدن الجنوب لإظهار وحدة الثورتين وأهدافها بعد إن عادة الحركة الشعبية الجنوبية لفعالياتها التحررية وانفرادها بالشارع الجنوبي واستقداموا لذالك من ساحات المحافظات الشمالية متطوعين من الثوار الاممين وهذا ماتجسد في إعمال العنف التي حصلت في فعاليات 11فبراير و13يناير 2012م في المعلا وخلال المسيرات الرافضة للانتخابات في بعض مدن الجنوب . رافق ذالك هجمة إعلاميه شرسة نفذتها وسائل إعلام المعارضة وثورة التغيير وكتابها وسعوا بالتعاون مع حكومة السلطة الانتقالية إلى فرض الانتخابات الرئاسية بكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة رغم رفض الجنوبيين المسبق لها بهدف تعميد شرعية الوحدة وتجاوز شرعية 7/ 7 الذي كان يستمد صالح شرعيته منها0

لذالك كان أبناء الجنوب في موعدا" مع يوم 21فبراير2012م

الذي إرادة سلطة النظام وحكومة الإخوان في صنعاء إن يكون يوما" لطي الصفحة الجنوبية مع طي صفحة صالح فرد أبناء الجنوب بالعصيان المدني والإضراب الشامل في اغلب مدن الجنوب والاعتصامات والمسيرات في مدن أخرى وإحراق البطائق الانتخابية وصناديق الاقتراع وطرد اللجان من مراكزها للتعبير عن رفضهم لاختزال ثورة التحرير في أجندة ثورة التغيير رغم ممارسة السلطة ضدهم أبشع أنواع العنف وإلارهاب الذي سقوط خلاله قرابة (10شهداءو100جريح) بالاضافه إلى مئات المعتقلين وآلاف المشردين

وبهذه الملحمة النضالية التي سطرها أبناء الجنوب من الضالع إلى المهرة أكدوا بما لايدع مجالا" للشك إن الجنوبيين يرفضون وحدة القوه وشرعنه الاحتلال واثبتوا للعالم وكل دعاة الحقوق المدنية والانسانيه أن نضالهم سلمي وقوتهم الحق وقوة السلطة القوه وإنهم لا يمتلكون غير أجسادهم العارية وأصواتهم الشاحبة ليعبرون عن مطالبهم بالتحرير واستعادة دولتهم وعدم قبولهم بالمشاريع المنقوصة أو إنصاف الحلول

ومن خلال فعلهم الثوري هذا وجهوا للداخل والخارج الرسائل التالية؛-

الرسالة الأولى للمشير هادي ونصها أن الحل الأمني سبق وان جربه صالح في الجنوب خلال 22 عام بالاضافه إلى علمكم المسبق بأن القوه لاتجدي مع أبناء الجنوب والمنطق يفرض تجربة حل أخر معهم كالحوار بين أبناء الجنوب والشمال ككيانين جغرافي وسياسي وليس تحت سقف معلوم كما وعدتم في خطاب ترشيحكم, فهو الأسهل والأفضل والمعقول والمقبول وإما الحل الأمني فلا يعني إلا إن القرار لازال بيد منظومة صالح وليس بيدكم كما توقع الشارع مع إن ذالك لا يعفيكم من تحمل المسئولية القانونية والاخلاقيه إمام تلك الجرائم التي دشنتم بها طريقكم الوصول إلى كرسي الحكم على طريقة وصولكم إلى الوزارة ونيابة الرئاسة في حرب 1994م

الرسالة الثانية إلى مجلس التعاون الخليجي يقول المثل العربي (ما أمسى بدار جارك أصبح في دارك) ونقول لكم إن الجنوب ودول الخليج كيان متجانس ومترابط جغرافيا" واقتصاديا" وسياسيا" واجتماعيا" تجمعهم الكثير من المصالح ولا يستطيع أي منهم تجاهل الأخر أو التخلي عنه الأمر الذي يفرض عليكم الوقوف إلى جانب قضية أبناء الجنوب كواجب ديني وأخلاقي فمن مصلحتكم وجود إلى جواركم دولة مدنيه متماسكة مستقره يحكمها القانون وليس دوله مفككة تحكمها الأعراف والقبيلة وعصابات العسكر والفاسدين وبتعاونكم وتعاونا نستطيع تقديم المساعدة لأشقائنا في اليمن لبناء دولتهم بدلا" من إن نتحول جميعا" إلى دوله فاشلة على حدودكم تحكمها الفوضى ويسيطر عليها الإرهابيين وأمراء الحرب
كما انه ليس من ألحكمه دعم أجندت نظام صنعاء لاستمرار ضم دولة الجنوب إليه خلافا" لا إرادة شعبه كونكم بذالك تؤسسون سابقه لتشريع ضم واحتلال الدول الصغيرة أو ألناشئه من قبل الانظمه التوسعية والمستبدة في المنطقة بحجج وأكاذيب واهية كالحق التاريخي والفروع والأصل والوطن إلام أو الحفاظ على الوحدة الوطنية أو القومية أو الاسلاميه ولنا في اجتياح صدام للكويت عبره والمنطقة ملغومة بالكثير من ملفات النزاعات والادعاءات المشابهة فلا تنزعون هذاء الفتيل

الرسالة الثالثة للمجتمع الدولي والدول المعنية بتنفيذ المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن في اليمن

نسأل من خلالها السيد/ بن عمر وسفير الاتحاد الأوربي وسفراء مجلس الأمن الدولي بصنعاء. هل المجازر التي ارتكبتها قوات نظام صنعاء بحق أبناء الجنوب كانت جزء من الاليه أو المبادرة الخليجية ؟ وهل مصير اليمن مرتبط بنجاح الانتخابات اللعينة في الجنوب؟
وأين كل ماجراء في الجنوب يوم 21 فبراير من ميثاق الجمعية ألعامه للأمم المتحدة و القانون الدولي الإنساني والإعلان العالمي لحقوق الإنسان و القوانين الأخرى المعنية بحماية المدنين وحقهم في ممارسة حريتهم والتعبير عن أرائهم ومعتقداتهم تحت أنظمة الاحتلال

لذالك نحملكم جميعا" مسئولية جرائم القتل والإرهاب والتدمير والتشريد التي نفذها نظام الحكم والمعارضة كونهم أقدموا على تلك المجازر بعد إن لمسوا تشجيعكم وتحاملكم وضغطكم على أبناء الجنوب وتهديدكم ضمنيا"باتخاذ إجراءات عقابيه إذا ما رفضوا الانتخابات فأصدروا الفتاوى الدينية وروجوا قيامكم بتصنيف الحراك كمنظمه إرهابيه وزاد خيبة أملنا عندما لذتم بالصمت ولم تدينوا أو تمارسوا الضغط على النظام لحقن دمائنا ووقف تلك المجازر

واعلموا إن الجنوبيين ليس مجموعه عرقيه أو طائفيه أو مذهبيه ليختزلوا على ذالك النحو المبين في المبادرة التي تعملون على إنفاذها, فالجنوبيين شعب له ثقافته وهويته وخصوصيته وله مكوناته المجتمعية المتماسكة غير المتفسخة ألصلبه غير الرخوة والضاربة في عمق التاريخ وما يربطنا بصنعاء هو وضع غير قانوني سيزول اليوم أو غدا" ويعود لنا الوطن بتعاونكم اويدونه

لذالك فأن الجنوبيين هم وحدهم من يمتلكون فقط حق تقرير مصيرهم ولديهم ألقدره والاراده الكافية لتحقيق ذالك. ويفترض فانويا"وأخلاقيا" إن تقفوا إلى جانب قضيتهم وتقدموا الحماية لهم لا أن تشرعوا للسلطة استباحة دمائهم وتأثروا مصالح مراكز القوى الدولية على قضايا الشعوب وعدم مراعاة الأثر الذي ستتركه أي فوضى محتمله في الجنوب على الأمن والسلم العالمي في المنطقة بشكل خاص والعالم اجمع بسبب موقعها الجغرافي

وفي الأخير أقول لأبناء اليمن إن مايجري في الجنوب اليوم هو عبارة عن استفتاء ليس لرفض هادي لأنه لا يعنيهم بل لرفض الوحدة وكل روشتات العلاج التي يقدمها حكماء السلطة الفاشلين لشفائها و ستضل القضية الجنوبية في محور صراع لا متناهي يؤثر على التنمية والأمن والاستقرار وتقدم ورخاء شعبينا مالم نترك الخيار لأبناء الجنوب في تقرير مصيرهم ورفع الوصاية اليمنية والاجنده الخارجية من التدخل في شئونهم