الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٦ مساءً

لماذا شاركت في "الأنتخابات" ؟؟

خالد محمد الكحلاني
الأحد ، ٢٦ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
لم اشارك مسبقا في أي انتخابات رئاسيه سابقه بالرغم من كونها انتخابات تنافسيه فيها اكثر من مرشح وخاصة انتخابات عام 2006 لقناعتي ويقيني انها مسرحية هزليه النتيجه فيها محسومه سلفا للزعيم الرمز مثلها مثل أي انتخابات ديكوريه تنظم في أي دوله من دول الديمقراطيات المزيفه في العالم الثالث وان كان ثمة اختلافات بينها فهو يتمثل في كمية الأصوات التي سيتفضل ويتكرم بها هذا الزعيم او ذاك لمنافسه او منافسيه وفيما عدى ذلك شاركت في بعض ألأنتخابات البرلمانيه التي جرت في اليمن لالأيماني بسلامة ونزاهة العمليه الأنتخابيه وانما دعما ومناصرة لمرشح معين ليس لما تربطني به من قرابه بل لأني اثق ثقة مطلقه في صدقه ونزاهته ووطنيته واخلاصه وترشيحي له كان لصفته وشخصه وليس لحزبه ومنظومته.

اما في هذه " الأنتخابات" الرئاسيه الأخيره فمع علمي ويقيني انها ليست انتخابات حقيقيه وانها اقرب الى الأستفتاء او التزكيه حيث لايوجد فيها سوى مرشح واحد ووحيد بل وشابها ايضا رفض قبول ترشيح أي مرشحين اخرين مستقلين او حزبيين لأسباب ومبررات ليست قانونيه او دستوريه ولم تنص عليها حتى المبادره الخليجيه التي نصت ان المرشح التوافقي للأنتخابات الرئاسيه يعتبر توافقيا بالنسبه للموقعين على المبادره فقط وبالتالي ليس هذا البند ملزما لباقي القوى والتنظيمات التي رفضت المبادره ولم توقع عليها ومع ذلك فأنا والكثير مثلي من ابناء هذا الوطن نتفهم معظم تلك المبررات التي ادت الى رفض قبول مرشحين اخرين ومعظمها مرتبط بالحاله الأمنيه والشحن النفسي والتوتر الذي يعيشه الشعب اليمني جراء الأزمه التي عاشها على مدى عام ومن هنا كان التخوف انه في حالة السماح بمرشحين اخرين يقومون بحملات دعايه انتخابيه قد تزيد من هذا الشحن والتوتر وتؤدي الى حوادث عنف قد تكون شرارة لأختلالات امنيه اكبر وبالأضافه الى ذلك وبالرغم من كل الملابسات التي احاطت بهذه الأنتخابات وطبيعتها والخلاف على تسميتها وشرعيتها وقانونيتها أقول مع كل ذلك شاركت فيها مشاركه حقيقيه واعطيت صوتي للمشير هادي ليس بصفته مرشح الرئيس السابق علي عبد الله صالح ونائبه وليس بصفته مرشح حزب المؤتمر الشعبي العام الذي اثق ثقة كامله انه كان السبب الرئيسي في افساد الحياه السياسيه في البلاد على مدى عقدين من الزمن بسبب توظيفه لكل مؤسسات الدوله واجهزتها المدنيه والعسكريه خدمة لمصالحه واهدافه وليس ايضا لقناعتي بمؤهلات او امكانات هادي القياديه والتي لاتزال مجهوله بالنسبه لنا ولانعلم عنها شيئا ومن المؤكد انها ستتكشف لنا في قادم الأيام لكني صوتت لهادي للأسباب التاليه:

1. تصويت لحقن دماء اليمنيين بعدما اتضح للجميع في خضم الأزمه اليمنيه انه لاحل يلوح في الأفق فلا حسم ثوري سلمي انجز ولاحسم ثوري عسكري تحقق ولا النظام نجح في احتواء الثور هاو القضاء عليها وبدأشبح الحرب الأهليه المرعب يطل براسه على اليمن

2. تصويت رمزي على أمل انتقال اليمن من حكم الفرد والأسره الى حكم المؤسسات

3. لأن هادي شخصية توافقت عليها القوى السياسيه المختلفه وغير محسوب على أي من مراكز القوى الحقيقيه في البلد

4. لم نسمع عنه أي ممارسات مشينه ولم تتلوث يده بالدماء او الفساد بالرغم من وجوده في الظل الى جوار الرئيس صالح على مدى ثمانية عشر عاما وهذا على الأقل ما قيل عنه حتى من قبل قوى المعارضه التي ارتضته مرشحا توافقيا وبالتالي فنحن نصوت لشخص نظيف على الأقل

5. هادي شخصيه جنوبيه وبالرغم من عدم ايماني بالمناطقيه والشطريه الا ان تصويتي له ايضا تصويت على المحافظه على الوحده اليمنيه لعل هذا يرضي نفوس بعض اخواننا الجنوبيين الذين يأخذون على الشماليين احتكارهم للسلطه

6. تصويتي فعل ايجابي للمساهمه في لحظه تأريخيه نأمل ان تكون نقطة البدايه والأنطلاق نحو بناء اليمن الجديد وكلما كان عدد المصوتين اكبر كلما استمد الرئيس الجديد شرعيه وزخم شعبي اكبر.

اما بالنسبه لمن رفضوا هذه الأنتخابات وقاطعوها واعتبروها مهزله و تنفيذا للأراده الأمريكيه وتبعيه لسياستها وخيانه للثوره ولدماء الشهداء وغير ذلك من المبررات والحجج التي ساقوها لتبرير مواقفهم نقول لهم نحترم اراءاكم ووجهة نظركم وقد تكونون على حق حيث نعلم ان هذا المخرج لم يكن المخرج الأمثل لليمن وما كنا نتطلع ونحلم به ولكن اتضح لنا على مدى عام كامل اننا كيمنيين لم نتمكن من معالجة قضايانا بأنفسنا لابالحوار ولا بالثوره لأننا فقدنا الثقه ببعضنا البعض نتيجة لتراكمات ماضيه وهنا تدخل اللاعب الأقليمي والدولي حيث لم تسعفنا الحكمه اليمانيه ان نجد مخرجا لأنفسنا ولكنها حضرت لكي تقبل بالحكمه الخليجيه والدوليه وتقبل الحل الذي اقترحوه لنا ونعلم ايضا ان تدخل هولاء ليس خالصا مائه بالمائه وليس لوجه الله وحبا فينا فلهم حساباتهم ومصالحهم التي يرغبون بالحفاظ عليها ولكن في نفس الوقت لايمكن ان نشكك في نوايا الجميع ونتهمهم بسؤ النيه سواء من الأطراف الداخليه اوالخارجيه ويمكن اعتبار مواقفهم وتحركاتهم انها تحمل جوانب خير وتحمل جوانب شر ايضا واعتقد انه لولا الجهود المضنيه التي بذلها المبعوث الدولي جمال بن عمر في تقريب وجهات النظر وكذلك الصبر والترهيب والترغيب الذين مارسهما على القوى السياسيه واللاعبين الداخليين بالأضافه ىالى المتابعه الحثيثه لتنفيذ الأتفاق لما وصلنا الى ماوصلنا اليه ولما نجحت المبادره الخليجيه والحمد لله ان كل هذه الجهود تكللت بتجنيب اليمن اسواء السيناريوهات وهو الحرب الأهليه فلهولاء الشكر ايضا على مابذلوه.

وللرافضين والمعارضين اقول واكرر ماهي البدائل التي تقدمونها على ارض الواقع لمعالجة الأزمه اليمنيه بدائل تستطيعون فرضها لاافتراضات واحلام فقد رأينا كلنا ان القوى الثوريه مجتمعه وعلى مدى عام لم تستطع تحقيق اكثر مما تحقق فلا اعتقد انه بأمكان بعض الفصائل والقوى الثوريه التي لازالت معارضه للمبادره والأنتخابات وهي اقليه ان تحقق ماعجزت عنه جميع القوى الثوريه ولهولاء اقول يجب علينا ان نكون واقعيين وعقلانيين وان كنا سياسيين ان نكون سياسيين براجماتيين وننظر الى الواقع بعيدا عن الأماني والتهيؤات وادعو الجميع الى رص الصفوف ونبذ الخلاف وطي صفحة الماضي والتكاتف معا لبدء صفحة جديده صفحة اليمن الجديد واله من وراء القصد...