الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٢ مساءً

عظماء صنعوا تحولات .. فهل هادي سيكون منهم؟

فاروق غالب
الأحد ، ٢٦ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
21 فبراير2012 بالنسبة لليمنيين ك 22 نوفمبر للأسبان 1975 او 9 مايو 1994 لشعب جنوب افريقيا, فيما يخص اسبانيا توج في ذلك التاريخ الملك الحالي لأسبانيا يوان كارلوس والذي يعتبرأب ومؤسس الديمقراطية الحقيقية في اسبانيا بعد أن ظلت اسبانيا لأربعة عقود ترزح تحت وطأة حكم فرانكوا والذي جمع نظام حكمه بين الشمولية والإستبداية كم يصفه فقهاء السياسة. هذا الرجل يكن له كل الأسبان الحب والتقدير بإعتباره صاحب التحول الكبير من النظام الفرانكوني إلى النظام الملكي الدستوري ، وليس بعيدا عنه نالسون مانديلا والذي ظل سنين في السجن يناظل من اجل حرية الغالبية السودءا والتى رزحت ايضاً لعقودٍ طويلة تحت حكم الأقلية البيضاء المسمى بنظام الحكم العنصري أنذاك، وبخروجه من السجن في 11 فبراير 1990 أعلن في حشد كبير من أنصاره عن برنامج المصالحة والذي دعى فيه الأقلية البيضاء للعمل سويا من اجل دولة ديمقراطية لا عنصرية.

هذان الزعيمان في قلوب كل محبي الحرية والديمقراطية من شعبيهما وغيرهم من الشعوب المضطهدة، لقد أدركوا ما على عاتقهم من ثقل ومسؤولية تاريخية فأثاروا حب شعوبهم على حب رجال بلاطهم وهما وغيرهما من صناع التحولات أدركوا أن التاريخ لن يجاملهما بذكر حقائق النهج الذي ساروا عليه.

عبد ربه منصور هادي حسب كلمة له من أن الظروف ساقته إلى هذه المسؤولية التاريخية كما كارلوس ومانديلا غير أنه هل سيكون عند هذه المسؤولية ليدخل التاريخ من اوسع أبوابه وينظم إلى قافلة هؤلاء العظماء، ويسكن في قلوب شعب اليمن ويعيد السعادة إلى ابناء السعيدة بعد أن حرمهم منها سابقه.

لاشك أن أمام هادي ملفات ساخنة وعلى رأسها هيكلة الجيش تحت مؤسسة وطنية واحدة تخضع مباشرة لحكومة منتخبة من الشعب، مرورا بتفعيل الأجهزة الرقابية والقضائية لملاحقة واستئصال الفساد والمفسدين، ولا يكون عائقا وحائلا بين تلك الأجهزة وواجبها الوطني على غرار سابقه صالح.

المصالحة الوطنية بين كل مكونات المجتمع اليمني ايضاً من المهام الجسيمة والتى كانت تفرقتها أحد الأعمدة لبقاء النظام السابق، والمصالحة الوطنية لن تقوم مالم تكون الشفافية والمصادقية قائمة عليها وإعتماد النهج الديمقراطي الحقيقي والذي يفضي إلى عكس رغبة الشعب فيم من يقوم على خدمته وتنفيذ مصالحه.

إن أمام هادي كلتا المهمتين لكل من كارلوس اسبانيا ومانديلا جنوب افريقيا وهما تعزيز وتنفيذ الديمقراطية بكل مقوماتها ومسح دموع الألم والقهر لضحايا النظام السابق في إنجاز المصالحة الوطنية وجعل المصارحة نبراس لها.

ومما لا شك فيه من أن هناك قوى متربصة لن يرضيها أن تنتقل اليمن إلى هكذا خطوة، لأن في ذلك خطر على مصالحها بل وافضع من ذلك ايمانا منها بأن اسلوبها في الحكم يعتبر من النماذج السياسية الرائدة في العالم، كما وصفت ذلك إحد العاملات في الفضائية الحكومية من أن النظام الديمقراطي في اليمن أبان النظام السابق لايوجد مثله حتى في الولايات المتحدة نفسها.

بعد مرور ست سنوات من الانتقال الديمقراطي الحقيقي في اسبانيا على يد كارلوس وتحديد في 23 نوفمبر 1981 شهدت اسبانيا انقلابا عسكريا فاشلاً قادته تلك القوى المتربصة، والتى أعنيها في اليمن، وليس بعيد منا ما حدث في حصار السبعين على صنعاء أنذاك من محاولة أتباع النظام السياسي السابق الموالي للملكية من الأستيلاء على السلطة بإسناد خارجي وإرتزاق داخلي، فهل تعى تلك القوى المتربصة من أن الشعوب تنتصر في النهاية وأن كيدهم إلى سراب زائل، فليتركوا الشعب وشأنه وليعملوا سويا مع الأخريين على عودة السعادة للعربية السعيدة.