الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٧ مساءً

ما هكذا تورد الإبل يا توكل ؟؟

صالح السندي
الأحد ، ٢٦ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ مساءً
السيدة الفاضلة توكل كرمان لسنا هنا نقود حملة تخوين وإقصاء لشخصكم الكريم , أوتشويه وتشهير برمز من رموز الثورة الشبابية الشعبية , ومعلم هام لعب دورا مؤثرا وبارزا في الثورة , وشارك بفاعلية كبيره وجسورة قوية في الحركة الشبابية الوطنية للتغيير , وعكس دور المرأة اليمنية في الدور الحضاري الفاعل ضد النظام وإحداث تغيرات ملموسة , فهذه التصرفات الهوجآء ليست من أدبيات الثورة التي عشناها سويا ,ولكن تابعنا تصريحاتك الاخيرة وتقلباتك الاعلامية بغرابة شديدة , واستفزازك المبالغ فية لمكونات الثورة المختلفة المستقلة , الحزبية منها والحركية بشئ من الدهشة والذهول , وانتابتنا جميعا الحيرة و الذهول ونحن نسمع ونرى تصريحاتك الاعلامية وانتقاداتك اللاذعه وصلت لحد إلغآء الآخر وتهميش دورة وإقصآءة بصورة قوية من العمل الثوري والشعبي .

ونحن إذ كانت مقاطعتنا للانتخابات الرئاسية نابعة من قناعات وطنية خالصة بحتة وملزمة ضد النظام السابق وتواجدة وإنتفآء عدم سقوطة كليا , فهذا لا يعيطيكم الحق ابدا للانجرار ورآء مخططات واسلوب وسياسات النظام البائد من التخوين و الاقصاء والامعان في الضرب على وتر الحزبية المقيت , وتصوير الامر ان كل من عارض وقاطع الانتخابات مجرد غر ساذج ومتآمر خرج عن الاجماع الوطني ومندس وعميل مأجور يسعى لفرقة الصف وبث الخلافات وكسر شوكة العمل الثوري , فالمغفرة الثورية المبالغ فيها التي تحدثتي عنها ليست ملكية بشرية بقدر ماهي هبة ورحمة إلهية بيد الخالق عز وجل يهبها لمن يشآء من عبادة , وليست حكرا لبشر .

-واخواننا في الحراك الجنوبي السلمي وان كانوا رافضين للإشتراك في الانتخابات والتحديثات المستمرة القادمة في مسيرة الوطن او في أية حكومات مستقبلية , دون ادنى توافق من جميع مكونات العمل الثوري والسياسي , ودون النظر الى مطالبهم المشروعة , ودون الالتفات الى قضيتهم التي هي قضية وطن باكملة , لهم الحق ان يعبروا عن قضيتهم الجنوبية السلمية دون ادنى قيود او شروط او إملاءات من أحد , فهم وأن أبدوا رأيهم بجدارة لهم الحق الوطني الكامل والمشروع حسب الدستور والمواطنة في التعبير عن رفضهم بالمقاطعة الكلية للانتخابات الرئاسية بحرية مطلقة , فهم من بدأوا الثورة فعليا منذ العام 2007 , وهم من قدموا أوائل الشهدآء ضد النظام وعصابته الاجرامية , وهم من ذاقوا الظلم المرير على مدى سنوات الحكم السابق دون ان يلتفت اليهم احد اعلاميا ورسميا وشعبيا .

نحن كشباب وتيارات مستقلة احترمنا اصواتكم ومشاركتكم في الانتخابات دون تخوين او تهجم او سعي لبث روح الفرقة , وفي المقابل كنا ننتظر منكم نفس الشئ من المعاملة الحسنة وتبادل الرأي والدعوة الى وحدة الصف حتى تتحقق كامل الاهداف الثورية , لن اتطرق كما تطرق اكثر المنتقدين الى ان جائزة نوبل للسلام غيرت توكل الشابه الثائرة وأغرتها , وأن الاضوآء الاعلامية وفلاشات عدسات التصوير أبهرتها وأنستها ثوريتها واصلها المعارض الصامد , بالعكس كان مدعاة فخر وشرف للربيع العربي وللمرأة اليمنية ان توجت من اليمن ملكة للسلام , وكنت في مقال سابق احتفلت بقدومك لليمن عائدة عبر مقال ترحيبي نشرته عن طيب خاطر ولأنك تستحقين كل الثقة والاحترام والتقدير, وما فاجئنا فعلا ونحن نقرأ ونشاهد على صفحة الفايس بوك الخاصة بك منشورات تعبر عن توكل الحزبية لا الثورية , توكل السياسية لا الوطنية .

-وما تم نشرة على صفحتك أن اكثر الشهدآء من حزب الاصلاح ليكون بحد ذاتة مدعاه للغرابة والسخرية معا وتقزيم الدور الكبير الذي لعبته توكل , والنظر للأمور بسطحية كبيرة , فكيف يتم فرز الشهدآء حزبيا , والمتاجره بهم سياسيا حسب الارقام والاعداد والتقسيم حسب الولآءات , فالشهدآء قدموا ارواحهم للوطن جميعا دون استثآءات او خصخصة تذكر , بغض النظرعن انتمآءاتهم الحزبية والسياسية , ومتى تصنف الشهادة والتضحية تبعا لحزب معين او تنظيم معين , والسؤال الاهم لماذا هذا الطرح بالذات في هذا الوقت , هل عادت توكل حقيقة الى مكونها الحزبي , وارتضت التقوقع مجددا في قواعدها الحزبية , وعزفت عن العمل الثوري الخالص , واحجمت عن التغني بشعارات الثورة , التي طالما الهبت بها اصقاع الدنيا ومنابر الحرية في رحلتها المكوكية حاملة نبض الثورة اليمنية وروحها , وناقلة صوت ثورات الربيع العربي للعالم .

-لم تستطع تصريحاتك المقتضبة وانت تقفين مع جمال بن عمر في ساحة التغيير والحديث عن المقايضة السياسيه بدمآء الشهدآء أن تحبس دموع اسر الشهدآء , وهم يسمعون تصريحاتك النارية عن السعي الى التفاوض والاعتراف بجرائم القتل مقابل الحصانة والعدالة الانتقالية دون محاكمة او قصاص عادل , في اطار التسويات السياسيه المتبادلة , حينها صرخ احدهم بحسرة وأسى: ومن اعاطاها الحق حتى تتكلم باسم اسر الشهدآء وترسم الصورة الوردية للمستقبل الجميل دون العودة الى مطالبنا المشروعه والمستحقه , شئ ما تغير بعد عملية التصويت والانتخابات , مثلما تقاسمت الساحات واختلفت بسبب المبادرة الخليجية , هاهي الانتخابات ونتائجها تلقي بظلال الفرقة والاحتكاك والتصادم الثوري بين مكوناتة المختلفة , وعلى لسان حال وتصرفات توكل كرمان كان الصوت الثوري والشبابي يحتضر في الانفس قبل ان يموت كليا في الساحات .

ولسنا ندرى عن أية دوله مدنية نتحدث قائمة على جملة من كيل التهم و العنف الاعلامي المتبادل , والمزايدات الرخيصه بدمآء الشهدآء , وتخوين المعارضة وكتم الاصوات و كبت حريات الرأي والتعبير, وحين جوبهت توكل بحملة انتقادات واسعه على صفحات الفايس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي , لمواقفها المتذبذبة والمتقلبة الصادمة , كان ردها اعنف بكثير فبدلا من التوضيح والاقناع وخلق المبررات والاسباب والاعذار , كان الرد عنيفا وصارخا جوبة وقوبل بردات فعل عنيفة من قبل الشباب والقيادات المستقلة خلقت بذلك نوعا من الفوضى الثورية .

وكنا نتمنى ان تعي الاخت توكل ان موقعها الحقيقي ومكانتها المرموقة فقط في الثورة وفي صف الشباب , بعيدا عن التلاعبات السياسية والضغوط الحزبية والتسيير بالاكراة , لذا نتمنى ان نترك الاخت الثائره تأخذ فترة نقاهه وقسط من الراحة من العمل الثوري والسياسي , وتحاول ان تحجم عن وسائل الاعلام ولو لبعض الشئ لفترة وجيزة وتأخذ اجازة ثوريه مفتوحة , حتى تعيد ترتيب حساباتها ومواقفها الثورية و أوراقها السياسية , وان تعيد النظر في كافة الامور والمستجدات بروية وهدؤ , بعيدا عن الضوضاء الاعلامية و الاستفزازات والمماحاكات السياسية , وان تعود مجددا ولم يخفت بريق حيوتها ونشاطها وخدمتها للوطن , ولكن ربما اصابها الارهاق الثوري وكثرة الحركة ومشاركة الفعاليات المختلفة , ونتمنى فعلا ان تكون تلك توكل الانسانة الرائعه التي ملكت القلوب بصدقها وشجاعتها وتعبيرها عن لسان حال الشعب , لا كما يراد لها ان تعبر به فقط اليوم عن حال النظام والحزب , بعيدا عن أية ضغوطات او امور قد تكون خافية عن العيان ونظر الكثيرين , كان الاحرى بها ان تتخذ مواقفها مثلما تشآء وان تختار الصمت في ظل اية ضغوطات او إكراه دون اية تفسيرات منطقية ليست مطالبه بها , وسنقدر ذلك لا التهجم والتهكم من رفاق الامس , وكيل التهم بدون مبررات أواسباب مقنعة , تساهم بصورة مباشره في شق العمل الوطني والثوري والشبابي , وهذا مالا نريده جميعا الا ان نكون يدا واحده ووطنا واحدا , بغض النظرعن اختلاف وجهات النظر وكيفية واسلوب تحقيقها , فالوطن يبقى اولا واخير غايتنا .. والله من ورآء القصد ..