السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٤ صباحاً

السيد الرئيس..إحذر.. ومن هنا إبدأ

جلال الدوسري
الاثنين ، ٢٧ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
السيد الرئيس/عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية..
إعلم أولاً أن مخاطبتي لك بالرئيس ليس إعتراف بشرعيتك ولا إقتناع بشخصيتك ولا إستسلام للأمر الواقع,وإنما من باب إفتراض ذلك فلا تغتر..

ومن وجهة نظري؛فأنت رئيس غير شرعي وقد وصلت بطريقة غير شرعية,حيث لم تأتي إلا عبر مبادرة العار الخليجية,التي أتت أساساً للقضاء على ثورة الشباب السلمية,والتي وجد فيها النظام السعودي مالا بد أنه سوف يؤثر على مصلحته في أن تظل يده ممسكة بزمام الأمور والتحكم كيفما شاء بالشئون اليمنية..

ثُم أن شخصيتك غير مقنعة وأنت الذي ماكان لك خلال مسيرتك العملية في كل مواقع المسئولية أي دور مميز فيه خدمة للوطن,ولا أي حضور مشرف فيه قدمت فعل حسن..ولم تكن إلا كما يعرف ويقول عنك الجميع مجرد كوز مركوز..

كما أنك لست إلا واحد من بقايا النظام الذين أتت الثورة لإقتلاعهم ومحاكمتهم على ماأقترفت أيديهم من جرائم بحق الوطن والشعب,سواء بالفعل المباشر أو غير المباشر,ومجرد القبول وتولي منصب ما في نظام ظالم غاشم قمعي متسلط مستبد؛
يعتبر إشتراك بالفعل وإن كنت تنظر فقط وبالع لسانك..
وإن كان الواقع قد فرضك رئيساً فإنني لم ولن أستسلم له وقد أتى بما يخالف رغبتي بالتغيير المنشود..

وفقط على إفتراض أنك الرئيس؛فإنني كمواطن يمني أتيت لأخاطبك وأناالذي نزَّهت نفسي ولم أنتخبك...ولك أقول:إحذر أن تغتر بالنسبة التي حصلت عليها في هذا الإنتحاب,إذ المهزلة التي أتى بها وسار عليها وأنت المرشح الوحيد تفرض ذلك..
واحذر أن تنخدع بعدد الذين ذهبوا إلى صناديق الإبتراع,فليس منهم من ذهب لسواد عينيك ولا لإحمرار شفتيك مغترين بصورك الدعائية التي لم تسلم من أن تلتصق بها حتى أعمدة الظلام الكهربائية وبراميل القمامة المتعفنة..فمنهم من ذهب مدفوع بالتغرير والترهيب والترغيب من خلال حملة دعائية وصلت حد القذارة بإستخدام الدين قادها اللقاء المشترك وبالأخص حزب الإصلاح..ومنهم من ذهب عن براءة لمجرد الحب في التغيير دون وعي وإدراك كيف يكون وسيكون التغيير..وبالمجمل فقد أدلى الكل بأصواتهم لليمن وليس لك..

ثُم إحذر وإحذر وأنت بين فكي كماشة,أحدهما مدبب وقد تدبس متمثلاً في بقايا النظام الذين لن يستسلموا للأمر الواقع وسيعملون مااستطاعوا من أجل المحافظة على مصالحهم وحتى إستعادة سطوتهم وهم يحلمون ولا يرون وصولك إلى الرئاسة إلا بإعتبارك مُحلل..والفك الأخر حاد ويتمثل في الطامعين بالسلطة من قيادات حزبية ودينية وقبلية وعسكرية وهم لم يعملوا على وصولك إلى الرئاسة إلا بإعتبار أنك لن تكون سوى كوبري أو جسر سيعبرون منه نحو غايتهم..

إحذر ثُم إحذر؛من كل من صفق ولعلع وهلل وكبر,ومن كل من ستجدهم بلا شك يلتفون حولك,يوسوسون لك وهم يلفون الحبال..ولا تصدق أن من لم يصوتوا لك هم أعداء الوطن سواء كانوا مستقلين مثلي,أو كانوا حراكيون وحوثيون,فجميعنا يمنيون ولكل منا مطالبه التي لا شك أنها حقةٌ مشروعه,وتحقيقها لا يتطلب سوى النظر إليها بإنصاف..

وإحذر أن تجعل مواقفك وقراراتك رهينة للخارج أيٍ كان الخارج ولأي غرض كان,فسيادة الوطن وإستقلاله فوق كل إعتبار..
إحذر ثُم إحذر ثُم إحذر...وأول ماعليك البدء به هو أن تخرج بنفسك وتدشن حملة تنظيف كل الأماكن المؤسساتية والميدانية من الصور الخاصة بك,فنحن ومع الأسف الشديد في بلد مازال أغلب الشعب فيه من الجهل أن يذهب إلى تقديس الأشخاص حد التأليه لمجرد النظر في صورهم..