الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٣ مساءً

ثورة ضد بوش الابن .. يحي صالح !

محمد حمود الفقيه
الجمعة ، ٠٢ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
لم يفلح بوش الأب آنذاك بالقضاء على الرئيس الراحل صدام حسين رحمه الله تعالى ، حتى جاء جورج بوش الابن عام 2003 و تذكر المعركة الخاسرة التي خاضها أبيه مع قاهر الفرس الراحل في العام 1990م ، و قرر بوش الابن غزو العراق للقضاء على النظام العراقي انتقاماً على هزيمة أبيه عام 90 م

ليس إلا عنواناً مامضى أدخل منه لموضوع الثورة اليمنية السلمية ، التي يجب ان تأخذ حذرها من يحي صالح الذي هو وحده يعرف ان عمه علي عبد الله صالح قد هزم و اندحر الى غير رجعة ،

يحي صالح لم يصدق ما حدث ، و الى الآن و هو يظهر نفسه على ان عمه لم يهزم و إنما سمى الثورة السلمية على أنها أزمة سياسية ، و هذه مؤشرات من الرجل على تربصه في طريق استنتاجات الثورة و هدافها و التي من بينها رحيله هو من عرش الأمن المركزي المتهم الأول بعد الحرس الجمهوري بقتل شباب الثورة الشعبية التي خرجت لإزاحة عمه صالح من الحكم .

يحي صالح ليس رجل عادي .. بل أنه يتمتع بشخصية أقوى من بن عمه نجل الرئيس المخلوع ، و لذا فإنه كان يطمح بالبقاء حتى و ان رحل عمه عن السلطة ، لكن الثورة عكست أحلامه و أوهامه الدكتاتورية ، الى حالة من الارتباك و اليأس و عدم قبول الحدث " الربيع العربي " الذي أودى بأكثر من ثلاثة عقود من حكم العائلة الصالحية الى خارج مرمى السياسة و السلطة و النفوذ .

ان على شباب الثورة ان لا يغادروا الساحات حتى تتحقق أهداف الثورة و التي من ضمنها إبعاد أقارب صالح من المؤسستين العسكرية والأمنية قطعياً ، حيث ان يحي لربما يقوم بعملية انقلاب على هادي انتقاماً مما حدث لأبيه " صالح " قد يتسائل سائل _ لماذا لا نتوقع هذا الأمر من نجل صالح احمد علي _ أقول ان احمد علي كان يتفهم أبيه و ما أغرق البلاد و العباد من الفساد و قد أدرك ان أبيه راحل لا محالة ، عكس ما يدور في رأس يحي الذي يشبه الى حد كبير علي عبد الله صالح الرئيس المخلوع و حتى في خطاباته و مقابلاته و استهتاره بالثورة و شبابها من أول يوم خرجت الى ساحات و ميادين الحرية و التغيير .

عملية هيكلة الجيش أيها الشباب الثوري ليست أقل تكلفة من عملية ترحيل الرئيس صالح عن الحكم ، خاصة ان الأخير عمل على توثيق و حماية وجوده وأبنائه في رأس الدولة ، من خلال الإجهاز على المؤسسات الأمنية و العسكرية ، و لنا في خطابات دروس يمكن ان نعيرها و لو قليلاً من الاهتمام ، عندما كان يقول : أنتم صمام أمان مخاطباً في غبارته هذه المؤسسات العسكرية و الأمنية ، لذا لن يرتاح لي بال أو يهدأ لي حال ما لم يتم تمشيط كل من له عرق بدم صالح من هذه المؤسسات .

من خلال كلمته الأخيرة المخلوع وقت تنصيب هادي الرئيس المنتخب ، كان واضحاً في كلامه و إن كان موجه بالدرجة الأولى الى الخصوم السياسيون ، لكن يجب ان يحذر الجميع بأن صالح لا زال يشكل خطراً على مجريات الأحداث في الساحة اليمنية ، فهو يشعر بالهزيمة و لا شك في ذلك ، لكنه لن يتورع بارتكاب اغتيالات واسعة من ضمنها التفكير باغتيال هادي ان لم يمرر الأخير برنامجاً يخدم بقاء أبنائه في المؤسسات العسكرية و الأمنية أو حتى توزيعهم كقادة في الألوية العسكرية ، وهذا ان فشلت اللجنة العسكرية بإبعادهم فسوف تدخل اليمن في منعطف خطر لا يحمد عقباه ، ولنا أمثلة كثيرة من ماضي المخلوع في أواخر السبعينات ..