الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢١ صباحاً

سيفان في غمد واحد

محمد الحميدي
الجمعة ، ٠٢ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٦:١٥ مساءً
قال الريس المخلوع/ علي عبدا لله صالح عقب وصوله إلى مطار صنعاء صباح يوم 25 مارس 2012م عائدا" من الولايات المتحدة الامريكيه في تصريحا" لقناة اليمن توداي (سيبقى هناك قائدا" وزعيما" واحد هو الرئيس المنتخب ولن يكون هناك عدة سيوف ولكن سيف واحد في غمد واحد أما السيوف الجديدة فستبتلعها صخرة وعي شعبنا اليمني العظيم) وذالك بعد إن ندب بحزن عميق ودموع متحجرة في مقلتيه ما وصفها بالمؤامرة الخارجية والداخلية للانقلاب على شرعيته الدستورية 0

وبتأمل وتدقيق لمحتوى هذه الجملة لمحاولة فك رموز طلاسمها لاستخلاص الرسائل التي أراد صالح إيصالها من خلالها توصلنا إلى ما يلي:-
1- إن الرئيس المنتخب الذي أكد بقائه قائدا" وزعيما" دون إن يذكر اسم هادي قصد به شخصه لأننا ندرك إن ماجرى لهادي ليس انتخاب بقدر ماهو استفتاء لتحصيل توافق حزبي وليس شعبي وهو غير الانتخابات التي جرة في عام 2006م ويستمد صالح شرعيته منها حتى 2013م
2- أشار بالسيف الواحد والغمد الواحد إلى زعامته المطلقة بغض النظر عن تنصيب هادي نظرا" لاستمرار سيطرة أقاربه وأعوانه على نظام الحكم
3- السيوف الجديدة التي قال بأنها ستبتلعها صخرة وعي الشعب قصد بها قيادات المشترك والمعارضة من مشايخ القبائل والشخصيات السياسة والعسكرية ألمنطوية تحت لواء الثورة الطامعة في الوصول إلى السلطة

كما إن اقتصار الثورة ألازمه على تغيير شخص صالح بنائبه مع بقاء منظومة حكمه العسكرية والامنيه ورموزها ألمعروفه بولائها لايخرج عن أحجية رئيس الشيخ وشيخ الرئيس بين الشيخ المرحوم / عبدا لله بن حسين الأحمر وصالح لتصبح مع هادي أحجية رئيس الزعيم وزعيم الرئيس أو مرجعيته التي كان قد حاول أنصاره تسويقها قبل الانتخابات وبالتالي فأن قرارات حزب المؤتمر ورئيسه أو زعيمه ستكون بمثابة توجيهات وأوامر تنظيميه ملزمة التنفيذ

ولتدقيق تلك ألخلاصه يجب إن نعود إلى الوراء قليلا" ونستعرض العلاقة التي كانت قائمة بين صالح ونائبه على مدى 17عام وسنجد إن هادي ضل في منصبا" شكليا" وغير دستوري فلا يمين دستوريه أدلى بها ولا قرار تعيين صدر باستثناء القرار الصادر في نوفمبر 1995م
كما إن هادي خلال تلك الفترة ضل منزوع الصلاحيات وحصرت مهامه برئاسة اللجان العليا للأعياد الوطنية وبعض الشكليات وقوبلت الكثير من توجيهاته بتجاهل ورفض في كثير من مؤسسات ألدوله حتى عرف عنه انه يطلب عدم مراجعته من قبل أصحاب الشأن إذا ما رفضت أوامره مع امتناع مكتب الرئاسة من اتخاذ الإجراءات الاداريه لقيد أو ختم أي خطاب أو أمر يصدر عن هادي . فهل من يقبل بهذا الدور في الصغر يمكن إن يشذ عنه في الكبر ؟

وقد دللت إحداث الثورة ألازمه على ذالك عندما تولى هادي رئاسة الجمهورية بعد تعرض صالح لمحاولة اغتيال في جامع النهدين في 3يونيو2011م ورفض ان يدخل التاريخ بالتقاط تلك ألحظه التاريخية لإنقاذ اليمن بعد إن التفت حوله كل قوى الثورة والمعارضة وأعلنت القوى الدولية والاقليميه الفاعلة استعدادها لدعمه إذا ما استغل الصلاحيات المخولة له لتوقيع المبادرة الخليجية أو قبل بتولي رئاسة المجلس الانتقالي الذي شكله الثوار وفضل بدلا" من ذالك التسويف واختلاق الأعذار مع استمرار قواته في قمع المسيرات والاعتصامات بل استخدام لأول مره الطائرات وقوات الحرس الجمهوري لقتل أبناء أرحب وتعز وقمع الثورة الشعبية التي سقط خلالها المئات بالاضافه إلى استعانته بالطائرات الامريكيه لقصف مدن أبين ليثبت لنا أن ولائه لصالح وحزبه وليس لوطنه وشعبه وهذا مابداء جليا" في كلمة الشكر والثناء التي وجهها صالح له بعد شفائه على تأديته هذا الدور المخزي كما إشادة قيادات المؤتمر برفضه لما سمي بالمؤامرات للانقلاب على الشرعيه

إن سلوك هادي المتشيع لصالح في كثير من المواقف يؤكد بأن الرجل لن يكون إلا صالح وهو ما يذكرنا بامتناعه عن حضور توقيع المبادرة الخليجية بالرياض ورفض توليه السلطة المنقولة له وسفره المفاجئ إلى امريكاء قبل يوم من موعد وصول مندوب الأمين العام للأمم المتحدة لتوقيع الاتفاقية من قبله بعد إن فوض من قبل صالح بالحوار مع المشترك على الاليه المزمنة والتوقيع عليها ونذكر ايضا" كيف ضل بعد ذالك يستلهم إرادته وقوته في تعامله مع المستجدات من فكر صالح بل كيف رفض توجيهات صالح برفع صوره وإنزال صور صالح

إن ما لمسناه منذ بدء التدشين لإجراء الانتخابات وترشيح هادي وحتى أليوم من إعمال عنف ضد المدنيين وعسكرة المدن والتقطعات والخطف وإقلاق للسكينة ألعامه وظهور جماعات القاعدة واستئناف ضرب الحراك السلمي في الجنوب وعودة حرب صعده ثم تزوير إرادة الناخبين وتفجير المعسكرات واستمرار انقطاع الخدمات وعدم حلحلة الأوضاع لا يبشر عن مرحله انتقاليه للحكم في اليمن بقدر مايوحي عن مخاض عسير ومكلف ستمر به اليمن قد يدفع في نهايته اليمنيين للخروج إلى الشارع والمطالبة بعودة نظام صالح إلى الحكم

لذاء نستنتج بأن المرحلة الانتقالية ستحكم من خلال سيفان في غمد واحد وليس كما قال صالح من خلال سيف في غمد واحد وسيلمع و يبرق سيف هناء و جنبيه أو خنجر هناك تبترع بها هذه الجماعة أو تلك ويؤدوا طقوسهم حول تلك ألطاسه لتحين فرصه الانقضاض لإنهاء أسطورة سيوف هذاء الغمد وأحجية ألسيده أمينه