الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٠٦ مساءً

حوار واطيء لنظام متواطيء

اسكندر شاهر
السبت ، ٠٣ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
لم يعد أحد أو جهة في الداخل أو الخارج يجهل أنّ ثمة ثلاث قوى في الساحة اليمنية من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها هي المعنية بالتغيير وهي أس أي حوار وأساسه إلا النظام المشترك المتواطيء ..

القوى الثلاث وهي الحراك الجنوبي ، الحوثيون ، الشباب وهؤلاء يمتدون من الشمال إلى الجنوب إلى الشرق والغرب ، وتُعد تعز ضابطة إيقاع لهم أياً كان موقعهم بوصفها عاصمة الثورة والثقافة وعمق المدنية المنشودة التي تلاقحت فيها مع عدن القريبة منها منذ وقت مبكر .. فضلا عن امتدادتها السكانية ، فأي حوار واطيء يمكن أن يتم دون هذه القوى ؟!
النظام المشترك القائم اليوم برجل صناعية واحدة لا يكذب على هذه القوى بحديثه عن الحوار بل على الخارج وعلى نفسه فكيف سيحاور النظام هذه القوى وهي ترفضه ولا تعترف بشرعيته ..

هنا لا بد أن نتذكر أن هذا النظام (القديم) وليس الجديد كما يزعم البعض تلفيقاً وتدليساً هو محصلة ثلاثة نقلات منذ قيام الثورة الشبابية الشعبية السلمية .

الأولى : عندما توزع النظام بسلطته ووجهه الآخر ( اللقاء المشترك) ، وعسكره وقبائله الأدوار والتفوا على الثورة وزعموا أنهم فريقان أحدهما سلطة والآخر معارضة الأول يقمع الثورة ، والآخر يحميها ويقودها بل ويمتلكها أيضاً ..

والنقلة الثانية : تشكيل المجلس الوطني لقوى الثورة لنيل شرعية مفقودة والتعتيم على قوى الثورة الحقيقية وبالتالي التحدث نيابة عن الثورة وباسمها زوراً أمام الخارج بشكل محدد .

أما النقلة الثالثة : تتمثل في توقيع المبادرة الخليجية وبرنامجها المزمن وبالتالي الوصول إلى باقي استحقاقاتها من الحصانة إلى الانتخابات إلى رفع اليد عن الثورة وتسليمها لبارئها ..

وعندما نعود لموقف القوى الثلاث المعنية بالتغيير إزاء النقلات الثلاث لقوى الثورة المضادة سنكتشف أنها أي القوى المعنية بالتغيير الحقيقي والفعلي رفضت النقلات الثلاث المشار إليها وأعلنت ذلك على الملأ وعبرت عن رفضها بكافة الطرق والوسائل ..

الغريب أن قوى الثورة المضادة لاتزال تتحدث عن تلك القوى المعنية بالتغيير وتتحدث أيضاً بعد نقلاتها الثلاث غير الشرعية عن حوار وطني مزعوم ومرتقب مع القوى المعنية بالتغيير ذاتها لأنها حقيقة الحقائق في اليمن مهما التفوا وهربوا ، ولكن الذي ليس بغريب هو أنهم لا يخجلون من الحديث عن قوى التغيير وهم يقودون مسيرة إعادة إنتاج النظام .. فمن قام بتلك النقلات أو القتلات الثلاث يمكن أن يمارس القتل بأنواعه ولكنه لا يفلح في خلق أي حوار ..

ومن الأفضل -والحال هذه- هو أن تتحاور قوى التغيير الثلاث الحقيقية فيما بينها وتخلق حلفاً متيناً بحوار هادف يضع حداً لكل تخرصات النظام المتواطيء ...