الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٢٧ مساءً

على الطريقة اليمنية

موسى العيزقي
الأحد ، ٠٤ مارس ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
أُجريت الانتخابات، ورفُعت الصناديق، وجفت الأحبار، وأعلنت النتائج، وحُسمت الأمور، وأصبح لدينا رئيس جديد،ورئيس سابق، وأصبحنا في وضع يحسد عليه، فالكهرباء عادت ويا سلام سلم، والأمن والاستقرار عاد بشكل تدريجي إلى بعض المناطق والمحافظات..وباتت التجربة اليمنية يُضرب بها المثل، وصرنا نموذجاً يُحتذى به.. ولا غرابة فهذه هي الحكمة اليمانية التي وصفنا بها سيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم.

لقد جاءت المبادرة الخليجية وأخرجتنا من عنق الزجاجة، وأنقذتنا من الوقوع في الفخ،وجنبتنا ويلات الحرب والدمار، وقطعت التسوية السياسية دابر المتمصلحين والمستفيدين من الحروب و الصراعات ،الذين لا يروق لهم أن يروا وطناً آمناً مستقراً.

أعترف أننا لم نحقق التغيير الجذري والشامل الذي كنا نطمح إليه لكافة مفاصل الدولة وقطاعاتها المختلفة،ولكننا حققنا على الأقل ما لم نكن نحلم به منذ زمن طويل، فتغيير رئيس ظل في السلطة قرابة 34 عاماً ليس بالأمر السهل ولا الهين خصوصاً بعدما تجذر في الحكم وأحاط بنفسه بطوق حديدي من الأهالي والمقربين إليه، وبعدما تم تسخير المال والإعلام والجيش والسلاح لخدمة أهداف شخصية وفئوية ضيقة، ولكن وبفضل الله تعالى، وبدعم الأشقاء والأصدقاء، وقناعة أطراف الصراع والفرقاء بأن لا جدوى للخروج من الأزمة إلا عن طريق الحوار، قبل الجميع المبادرة الخليجية ورأينا نتائجها السحرية والفعالة.

لقد حققنا بفضل الله تعالى وبفضل الثورة الشبابية انتصارات كبيرة، وأهدافاً عظيمة، وسيتم تحقيق ما تبقى من أهداف ومطالب خلال الفترة الحالية والتي تتطلب منا العمل بجدية وبتفانٍ، وبنية مخلصة من أجل بناء الوطن وتنميته وتطويره، فالطريق ليس مفروشاً بالورود وإنما مليء بالأزمات والمحبطات التي تتطلب منا مواجهتها بحزم وعزم.

ختاماً.. للحالة اليمنية طبيعتها الخاصة بها، وخصوصيتها المميزة لها، وبالتالي فإن إمكانية استنساخ التسوية السياسية وتطبيقها في بلدان عربية أخرى وخصوصاً سوريا باعتقادي لن تكون مجدية، لاسيما في الوقت الراهن، حيث تعكر المشهد السياسي السوري وتعّقد الوضع الأمني والاقتصادي، وأصبح من المستحيل حدوث حل سياسي وسلمي للأزمة السورية..

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هناك انقسام واضح وحقيقي بين قوى المعارضة السياسية وهذا الانقسام له تأثير كبير على مستقبل سوريا وعلى وحدة أراضيها، لذا فإنه يتوجب على المجلس الوطني أن يعمل جاهداً من أجل احتواء الجميع، واستيعاب كافة التيارات والحركات وضمها تحت لوائه حتى تتضافر الجهود ويخرج السوريون من أزمتهم الراهنة بتكلفة معقولة على الأقل.