الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١١ صباحاً

ارادة الله وعقلانية ثورة وحكمة شعب

نصر شاجره
الثلاثاء ، ٠٦ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٥٩ مساءً
ونحن نتابع مجريات الاحداث وانعكاسات ثورة التغيير في وطننا الحبيب وما ترتب عليها من عناصر وعوامل تداخلت مع بعضها حتى اتضحت لنا الروأ وتجلت في امور لم نحسب لعواقبها وما تخفيه لنا تباعاتها من فوضى قد تجر اليمن والشعب اليمني الى اتون تناحر وتنافر وحروب متنوعة بين اطراف تعددت وتنوعت بين حركات واحزاب ومذاهب وملل وبين قوى وزعامات .

كلا كان متبرس بالاخر شراً, وما اخفيكم القول اذا ما اعترفت بأنني من اشد الاشخاص تأثراً بتفويت فرص الحسم الثوري وهى فرصتين لاتتعوض الأولى فرصة جمعة الكرامة والفرصة الاخرى عملية مسجد النهدين والذي كانت فرصة سانحة لشباب الثورة بحسم ثورتهم مهما كانت النتيجة هكذا كانت قناعتي حينها, تألمت كثيرا لعدم استغلال هتأن الفرصتان السانحتان والتي لايمكن ان تتعوض مرة أخرى, لان الطرف الاخر اذا ما اعطيت له الفرصة سوف يقوم باعادة ترتيب اوراقه ولملمت شتاته واعادة الكرة مرة أخرى في المقارعة واحباط كل محاولة تحقق للثورة اهدافها في الحسم, وهذا ما حصل بالفعل ونتيجة لعوامل اخرى منها قوى داخلية واقليمية ودولية وفوق كل هذا حكمة الله ورحمة بعباده من بسطاء العامة من الناس الذين لايفقهون في عالم السياسة ومجريات الاحداث وعواقب الامور وما تخفيه الصدور.

فكان ولابد من تدخل قدرة الخالق باخراج الارض الطيبة واصحاب الحكمة والقلوب الرحيمة من غيابة الجب والنفق المظلم وما تحيكها كواليس وعالم السياسة من مؤامرات قد تعيدنا الى احضان الاحتلال الخارجي او الفوضى العارمة.

ومن هنا لابد ايضا من التذكر بالاعتراف بكل صدق واحقاق للحقيقة مهما كانت مرة ومهما حاول البعض الذي لايحكمهم العقل والمنطق ويحكمهم حقدهم وبغضهم لبعضهم البعض او نتيجة لرؤية قاصرة بان الفضل بعد الله سبحانه وتعالى اولا واخيرا, وهو كذلك لشباب الثورة الناضجين الذي عرفوا ما تخفيه الابواب المغلقة وما تدور خلف الكواليس من اسرار ونوايا سيئة كانت كفيلة بوأد الثورة في مهدها.

فاستلهموا مصلحة البلاد والعباد وادركوا بأن الحسم غير مجدي ولا يمكن الخروج منه الا بفوضى عارمة واستغلال بعض القوى المتربصة لتلك اللحظة لكي ينفذوا اجندتهم الجهنمية بالسيطرة والتحكم في مساحات جغرافية واسعة هنا وهناك ويعلنوها امارات ودوليات وسلطنات ومشيخات متقطعة الاوصال تحكمها طوائف ومعتقدات وافكار وتكوينات كلا مضمر للاخر شراً ومعد له من العدة والعتاد ما يكفي لتخريب وتجزءة البلاد وتشتت وضياع للعباد .

وهو كذلك لبعض الزعامات والقوى التي اثبتت صوابية ورجاحة عقولها في تهيئة الظروف وتهدئتها والعمل بالخروج باقل التكاليف والتضحيات ومالم يأتي بالحسم قد يأتي بروح المبادرة فكان لها ذلك.

وقبل الاخير للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي اثبت اخيرا بأنه انسان واعي ومدرك للمزالق لو انه استمر في المماطلة والتسويف وتفويت الفرصة السانحة التي منحت له فكان له مااراد من حصانه وتسليم السلطة بالطريقة والاسلوب التي تمت بها ..

وخيراً للخيرين من الدول الاقليمية والصديقة وبعض الشخصيات العربية الاممية امثال الاخ القدير جمال بن عمرو وكذلك الامين العام لمجلس التعاون الخليجي..

وفي خضم زخم الحديث عن هذه الاطراف لاننسى الشعب اليمني الاصيل الذي اثبت عظمته وحضاريته وحكمته وعقلانيته فصبر وتحمل فوق طاقته اثقال مثقلة لمعاناته ..

فكان مضرب المثل للقيم والاسلوب الحضاري فخرج باقل الخسارة والتضحيات فكان له ما أراد من ثورة التغيير والتي لازالت ممسكة بخيوط اللعبة لاستكمال اهدافها بطريقتها واسلوبها الحضاري ومعها كافة الشعب حتى اؤلئك الذين ناصروا النظام وقد يكونوا لايزالون يناصرونه ولكنهم اليوم بعد مرحلة طويت ومرحلة بدأت حلقاتها لتو مستهداه بالقيم والمبادئ والاهداف الحكيمة والرشيدة لابد وان يكونوا كذلك مسايرين مع واقع مغاير لسابقيه..

وعلى ضوء هذه المعطيات علينا جميعا كشعب وشباب وقوى واحزاب ومنظمات ومؤسسات وافراد بأن نعمل كفريق واحد لغد يسوده الخير والامن والامان والمحبة والسلام.غد يسود فيه النظام والقانون والعدل والمساواة وتحقيق ما نأمله من معالجة كل قضايانا سواء منها القضية الجنوبية او قضية صعدة والقاعدة وغيرها من الامور الشائكة ...