الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٩ مساءً

هادي _ و مخاوف " الحمل العنقودي " .!

محمد حمود الفقيه
الاربعاء ، ٠٧ مارس ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
خلصت الثورة اليمنية التي لا زالت في ينعانها وقطافها الأخير ، الى تنصيب _هادي _ رئيساً توافقياً حسب ما نصته المبادرة الخليجية ، و سعى اليمنيون و من بينهم شباب و رجالات و نساء الثورة الى المشاركة الكبيرة في يوم الانتخابات التي جرت في الحادي و العشرين من الشهر المنصرم .

كل هذه النتائج و الأهداف التي ظهرت جلياً _ لربما قد نستخدم منها جميعنا في اليمن " بنادول مسكن للألم " لكنها لا تكفي لتحقيق و تجهيز الكرنفال الثوري مالم نرى بقية العائلة الصالحية خارج أسوار البلدة الطيبة هذه .

هيكلة الجيش بما يتوافق و الأهداف الثورية ، عملية مهمة في إعادة " البنية " التحتية للجيش اليمني ، بعد ان كان قسمه صالح الى نصفين كان السبب تجهيز دولة داخل الدولة بكل مقوماتها السياسية و العسكرية و التحضير المدروس منه لتوريث السلطة منه و الى ابنه في حلم توريثي خبيث يتنافى و ما كان يولول به من الديمقراطية الزائفة التي لم يتعلم حتى " نطقها " خلال ثلاثة عقود من حكمه .

هادي لا نستطيع الآن كمراقبين ان نستبق ما بداخله من ولاء للتغيير ، لكنه يجب ان يعرف انه تحت" مجهر "الثورة ، المناورات التي لا زال صالح ممسك بأوراقها .. لا بد ان نضعها في الحسبان و يجب ان يلتف الشباب الثوري و الجمهور اليمني الذي آمن بالثورة سبيلاً تغييرياً في واقع اليمن ، حول الرئيس التوافقي الجديد ، و هناك ملاحظة هامة يجب ان نتنبه لها _ لربما يسعى صالح في المرحلة المقبلة الى خلق فجوة بين هادي و بين الثورة ، و حينما أتحدث عن الثورة ، أنا أعني كل من يؤمن بها حاضراً كان أم غائب ، و هذه الملحوظة المهمة ، يريد صالح المخلوع من شأنها إجهاض " الحمل الجديد " للثورة الشبابية السلمية ( الرئيس التوافقي ) و تتمثل هذه الفجوة التي يخطط لها صالح و معاونيه ، إحداث عوامل إخفاق لأداء الرئيس الجديد ، سواءً استعان بالحوثيين المتمردين .! أو استعان بحلفائه " القاعدة " الذين بدأت ملامح تواصلهم معه واضحة وضوح الشمس في غرة الظهيرة ، و لذا فإننا نخشى على هذا الحمل قبل ان يستقر ّ في رحم الثورة ، أن يصبح " حملاً عنقودياً " يتوجب استئصاله ان تبين لنا ذلك .!