الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٤ صباحاً

أبين مابين الصمود والجحود -1-

أزال الشرجبي
الاربعاء ، ٠٧ مارس ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
أبيـــــن - المحافظة السمراء – كما أسميها دائما وأبدا، كانت زياتي الأولى والوحيدة لها في منتص عام 1994 وكانت زيارة خاطفة لزيارة بعض أقربائي ولا أخفيكم علما بأنها لم تروقني البتة من حيث بنيتها التحتية وخدماتها شبه المعدومة وجوها شديد الحرارة، وكانت بالنسبة لي أشبه بقرية تفتقد كل أساسيات الحياة الحضرية كالمجاري والطرق المعبدة والخدمات العامة..

كنت وقتها مقبلا على توديع آخر محطة من محطات دراستي الثانوية ولم يكن لدي أي معلومات عن أبين ولم يكن لدي أصدقاء هناك، وتفاجأت بأن لي أقارب يسكنون هذه المحافظة وكنت أعتقد أنهم يعيشون في عدن .. فأبين كانت بالنسبة لي مكان مجهول لا أحب أن أعيش فيه أو حتى أزوره مرة أخرى!!
وفي بداية دراستي الجامعية وتحديدا في العراق تعرفت على العديد من أبناء محافظة أبين ، حتى أن أصدقائي المقربين وقتها كانوا من أبين ومن المحافظات الجنوبية وصادفت وتعرفت على العديد من أبناء أبين في سوريا والأردن علماً بأن تواجدهم ملموس وبات معروفا في شتى أنحاء المعمورة للدراسة والعمل والتجارة،

أصبحت أمتلك تصورا مختلفا عن أبين وهذا التصور أزال الغشاوة عن عيوني وطمس تلك الملامح المشوشة من عقلي ، فأصبح لدي تصور جديد ،مختلف تماما عن ماتصورته منذ زيارتي لها وماتولد لدي وقتها من سخط ونفور ..

ومالم أعرفه وأتعلمه عن أبين في اليمن عرفته وتعلمته خارج اليمن ويعود الفضل بذلك لأصدقاء الغربة ومن خلالهم تعرفت على أبين بصورتها الطبيعية والحقيقية ، طيبة أهلها وتفانيهم في عمل الخير ، أناسها أوفياء ، يمتازون بالكرم والشهامة والصفات العربية الأصيلة ..

ومما قرأته عن محافظة أبين بأنها المحافظة اليمنية الاكثر جذبا سياحيا والاكثر انتاجا زراعيا والاشهر في تاريخها النضالي والسياسي الهام في اليمن فمنذ بداية تاريخ اليمن المعاصر فكل الحكومات التي شكلت يتواجد في هرمها احد القيادات التي انجبتهم المحافظة.. كما أن الرئيس اليمني الحالي عبدربه منصور هادي من أبناء مديرية الوضيع بمحافظة ابين..

وتقع محافظة أبين جنوب اليمن على الشريط الساحلي للبحر العربي الذي يمتد إلى أكثر من (300) كيلو متر وتبعد عن العاصمة اليمنية صنعاء مسافة (427) كيلو متراً وتتصل المحافظة بمحافظتي شبوة والبيضاء من الشمال ، البحر العربي من الجنوب، محافظة شبوة من الشرق ومحافظتي لحج وعدن من الغرب. وبحسب اخر احصائية رسمية يبلغ عدد سكان محافظة أبين وفقاً لنتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2004م (433,819) نسمه بمعدل نمو سنوي يبلغ (2. 47%).

وتعد أهم المباني الحكومية في محافظة ابين جنوب اليمن القصر الرئاسي والاذاعة المحلية واستاد " الوحدة " الرياضي والمجمع الحكومي ومكاتب تمثيل لاكثر من 15 وزارة ومبانى المجالس المحلية ومباني منظمات مدنية محلية عدد 8 مباني ومبنى كلية التربية التابعة لجامعة عدن وعدد 12 ناديا رياضيا وعدد 5 منتزهات سياحية حكومية و 12 مصنعا تابع للحكومة والقطاع الخاص اليمني بالاضافة الى مصنع للذخيرة الوحيد في الجمهورية اليمنية.. وكذلك ميناء مقاطين في شقره والذي يعد من اقدم الموانئ اليمنية.

وتشتهر محافظة ابين عن باقي المحافظات اليمنية بالمزارع الكبيرة والخصبة وبسواحلها الجميلة والرائعة .. وتعد "دلتا" ابين من افضل المناطق الخصبة والتي تشتهر بزراعة " القطن" والذي يسمى بقطن ابين طويل التيلة والذي يعد من افضل محاصيل القطن في العالم .

ومن خلال طبيعة عملي عرفت أن محافظة ابين تتكون من إحدى عشر مديرية وهي زنجبار ،خنفر ،الوضيع ،المحفد ،رصد ،احور ،سباح ،لودر ،سرار ،جيشان ومديرية مودية ..

ولأبــــــــــــين تاريخ فني مغاير فقد انجبت العديد من الفنانين اليمنيين الكبار كالفنان محمد عطروش صاحب الأغنية الشهيرة " برع يا استعمار".. وكذلك فنان الطرب اليمني فيصل علوي .. والفنان اليمني الكبير عوض احمد وغيرهم من الرموز الفنية الكبيرة.

ولمحافظة أبين تاريخا رياضيا يمتاز يالعراقة مماجعل منها المدينة الرياضية الاولى في اليمن وتعد ابين اكثر محافظة يمنية تمد المنتخبات الوطنية بالاعبين ومنذ القدم حتى أن عشاق الرياضية باتوا يطلقون عليها " برازيل اليمن "
سياحيا .. تجتمع في المحافظة كل انواع السياحة حيث يتملك المدينة زخما سياحيا متفردا على مستوى البلاد .. ففيها السلاسل الجبلية المرتفعة وفيها السواحل الناعمة والمزارع المنتشرة بكثافة .. وهو ما يجعل الزائر للمحافظة يعيش كل تفاصيل التنوع السياحي . وتبدو المحافظة باستمرار مغسولة بالازورد " الخضرة" وتحط رحالها في سواحلها عدد من الطيور المهاجرة والجميلة .

وبهذا الوصف المختصر وبهذه الصفات التي تمتاز بها أبين عن باقي محافظات الجمهورية أيقنت أنها محافظة مهمة بل من أهم محافظات الجمهورية اليمنية من حيث الموقع والمناخ والثروات الطبيعية والموارد البشرية ومع ذلك فإنها تفتقد إلى الإهتمام الحكومي من حيث الخدمات حيث أنه من الممكن جعلها درة السواحل العربية وملكة جمال المدن السياحية..
ألا تستحق هذه المحافظة إلى الإهتمام والمراعاة والبناء والتشييد لما فيها من كنوز طبيعية وتاريخية وبشرية !!