الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٩ صباحاً

وانتهت اللعبة !!

نيزان توفيق
الخميس ، ٠٨ مارس ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
لا يخفى عن لبيب أن هنالك علاقة وطيدة بين وسائل الإعلام وجهاز الأمن في هذا البلد !

ولا يخفى أيضاً أنها علاقة حميمة وحميمة جدا ،عفواً، اقصد حامية جداً جداً !

هي علاقة حادة كنصل ذي شفرتين إحداهما للقمع والقطع والأخرى للتشويه والتلويث وأحياناً للتشويش !!
قبل بضعة أيام نشر احد الزملاء على صفحته في الفيس بوك وثيقة رسمية صادرة من وزارة الداخلية ــ إبان النظام السابق ــ تقضي بتفريغ رجل أمن برتبة مساعد أول من مهامه الأمنية لتكليفه بمهام إعلامية ، اتضح فيما بعد أنها رئاسة تحرير إحدى الصحف “المدنية” !! وقرار كهذا لا يبعث على الدهشة ،ربما قليل من الضحك ، فهو ليس الأول من نوعه فهنالك المئات من هكذا قرارات وتوجيهات واضحة وصريحة مهرها النظام السابق ، وتكاد تكون أكثر بكثير من القرارات التي مهرها ـ هذا النظام ـ طيلة حكمة في إصلاح البنية التحتية ،مثلاً !!

ولا غرابة إذا تناهى إلى مسامعنا أن عدداً من ممتهني الصحافة والإعلام بشكل عام هم في الحقيقة رجال الأمن ! وباليتهم كانوا خريجين أكاديميات ومعاهد علمية ومهنية “شرطوية” لكانوا على الأقل استفادوا من وجودهم في الوسط الإعلامي ، لكن يبدو أن الجهاز الأمني كان يتقصد ذلك حين يتعلق الأمر بالإعلام فيعمل على إيفاد وتفريغ أغبى عملائه الأوفياء !!

طبعاً استثني من موضوعي هذا الصحف الصادرة عن وزارتي الدفاع والداخلية فتلك صحف محترمة ومن يديرها صحافيون بحق وان كانوا عسكريين .. حديثي هنا عن البوليس “ المغروس” في أركان ومفاصل الإعلام ، والذي حين ـ واقصد البوليس ـ جاوز مهام “الرسول” إلى “الرسالة” نفسها ، سقط وفي عز الظهر في حفرة الجهل الذريع، وحين حاول النهوض سقط مرة أخرى لكن في مستنقع الفشل المدوي وآخرها سقط في “بالوعة” الحمق الأسود !!
back up..

لقد حرصت الرؤوس «السابقة» على زراعة «الضروس» لا العيون فحسب، في مفاصل الجسد الإعلامي ، أهلي وحزبي وحكومي وهذا الأخير نال العدد الأوفر في تعداد الضروس ! وكل هذا «علشان وقت الحاجة» !!

لكن حين جاءت هذه «الحاجة» كانت السوس ،للأسف، قد نخرت الضروس ، وإذا بها قد صارت أشبi بهيكل متهالك من شدة الصدى !

فكانت خير من أمدّ الرأس ــ يومها ــ بمزيد من الآلام والأوجاع وصداع الرأس . وإذا بمهمة سنوات ، إن لم تكن عقود، تُكلل بالفشل المخزي !!

ولن أقول ما الذي يجب اليوم أن يكون .. سأترك ذلك لقادم الأيام و لحكمة وحنكة قيادة وزارة الإعلام وصناديد نقابة الصحافيين >