السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣٠ صباحاً

لمن لايعلم : توجيه النصح لصالح مازال ..واجبا

طارق مصطفى سلام
الخميس ، ٠٨ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
في بادرة تدل على الحرص والمسؤولية (او هكذا أعتقدت )أهتم عدد غير قليل من الساسة والكتاب وأصحاب الرأي وأهل المشورة في الكتابة للرئيس الجديد (عبدربه منصور هادي)كما حرصو على مخاطبته لتوجيه النصيحة له وهو في بداية عهده يتلمس خطواته الاولى في حكم اليمن ..بل ذهب بعضهم بعيدا في حديثه متجاوزا النصح الى تحديد اولويات أجندة الرجل وأهميتها وترتيب قائمة مهامه وتسلسلها الزمني (وكأنه يجهل كل ذالك وفي غياب مطلق عنه ) كحاكم ورئيس دولة لعهد جديد ينتظر منه الكثير لأصلاح شأن اليمن وحال أهلها ...

وأشترك في هذا الطرح والحديث الكثير من معارضيه قبل انصاره ،البعض
منهم دافعه الحرص على الرجل وضمان بل انتزاع أداء جيد منه في الحكم والإدارة يخدم اليمن ويصب لصالح مواطنيها..والبعض الأخر منهم تدفعه صفة التزلف القبيحة ومساوئها العديدةتحكمه حسابات أنانية ضيقة تحركها غريزة الخوف من ضياع وفقدان المصالح الشخصية القائمة او التهيئة لانتزاع المزيد منها دون وجه حق او اولوية استحقاق ...إلا انني أفهم او أتفهم أسباب ومبررات كلا الطرحين...

ودوافعهما على أن ينحصر ذلك الطرح ويوصف جميعه بالرأي اي مجرد الرأي النصيحة (لا غير ذلك ) كما يجب ان يصب هذا الرأي كافة أولا وأخيرا في مصلحة الوطن ومواطنيه لامصلحة الافراد الخاصة مهما بلغت حاجتهم ومكانتهم..ثم ان أصحاب تلك الاراء كافة تناسوا إن طبيعة المرحلة القادمة التي كلف بإدارتها الماطن الصبور(عبدربه هادي) سميت بالمرحلة الانتقالية ومدتها عامين لاغير كما تحددت مهامها مسبقا في نصوص المبادرة الخليجية وبنود الألية الاممية المزمنة ومواد قرار مجلس الامن رقم 2014 الصادر بتاريخ 23-9-2011م وكل ذالك تم الأتفاق والتوقيع عليه (في مدينة الرياض السعودية في تاريخ 23-نوفمبر-2011م )بين فرقاء العمل السياسي كافة في اساحة الوطنية اليمنية كما تمخض عن كل ذالك وبموجب الاتفاق انف الذكر الانتخابات الرئاسية المبكرة ( وبمرشح توافقي واحد وحيد هو الأخ عبدربه هادي ) التي تمت يوم الثلاثاء الموافق 21-2-2012م وأدت إلى أنتخاب هادي رئيسا لليمن بما هو اشبه بالاستفتاء او البيعة في إختياره حكما (وليس حاكما ) للإفتاء في شؤون البيت اليمني وادارته وشوكة ميزان في الحكم والحسم في قضايا الخلاف بين الفرقاء بل والتوفيق بينهم (فهم الأهل والأشقاءبل وشركاء السكن والعيش في بيت الوطن الواحد) على ان تكون ولايته لمدة حولين من الزمن لاأكثر ونأمل ألا تمدد للأفراد او لإنجاز المهام .....وهنا لابد للجميع وخاصة من السياسيين والمثقفين وأهل الرأي والمشورة والأعلام أن يستفيدو من تجارب وأخطاء الماضي ودروسه وعبره ويبتعدوا عن سلوك التزلف والنفاق الذي أدى لصناعة الطغاة والحكام المستبدين والديكتاتوريات الظالمة والحرص على تجسيد وتثبيت إرادة الشعوب ومصالحها التي هي من إرادة الله جلت قدرته وحكمته في خلق الانسان الذي فطره على قيم الخير والصلاح واستخلفه في حرث الأرض وتعميرها ...

وأن يحرصو على سداد الرأي وترشيد الحكم بتقديم المشورة والقدوة الحسنة وتقويم الأعوجاج حيثما كان ومن حيث اتى وتصويب أداء الحاكم ونهجه لما فيه خير البلاد والعباد بتقديمهم المصلحة العامة علىمصالحهم الخاصة والتغلب على نوازع الذات الأنانية وكبحها بالاعتصام بحبل الله والعمل بأحكام كتابه وسنة ونهج رسوله الأعظم . كما أنني أختلف مع ذالك الطرح والخطاب الذي فضل النخبة توجيهه للرئيس الجديد وحصروه عليه حرصا على الامة.. وذالك من زاوية ومنطلق أخر في الرؤية وتحديد الهدف فأنا أرى أن النصيحة الصادقة والخطاب المفيد يجب ان يوجه أولا للرئيس السابق المواطن النافذ علي عبدالله صالح (أصلحه الله ) لمطالبته بدرء المفسدة وهو القادر ان يساهم كثيرا في الحد منها في الظروف الراهنة لو أراد فعل ذالك وما هو عنه ببعيد حيث أن المراقب الحصيف والقارى اللبيب للواقع اليمني الحالي وتقييمه لتطورات الأحداث فيه بتجرد وحياد سيجد أن الكثير من خيوط اللعبة السياسية في اليمن ما أنفكت بيد (صالح ) وتحديدا معرفته برموز السوء والفساد وقدرته الكبيرة على على كبحهم وردعهم لو أراد ان يفعل ذالك صادقا بل يكفي أن يقبل نصيحة العقلاء برفع يديه عنهم وحمايتهم وأن يرفض أن يستخدم من قبلهم مظلة وأداة قمع لتحقيق مأربهم السيئة والدنيئة وهذا الخطاب المطلوب مقدم عن ذالك الخطاب الذي تم توجيهه للرئيس الحالي (هادي ) الذي في قدرته (أكثر) أن يجلب المصلحة للوطن وللشعب اليمني المكافح كون هادي يحضا بدعم كبير من الخارج (أشقاء وأصدقاء والراعيين كافة) وكذا يحضا بإجماع الفرقاء في الداخل ..

هذا الإجماع الذي بتنا وأصبحنا في قلق من انحساره أو التشكيك فيه كلما أوغلنا في إنجاز مهام المرحلة الإنتقالية والولوج أكثر وقدما في حلحلة وتفكيك مصاعب المرحلة الإنتقالية وتعقيداتها الكثيرة واصطدام المصالح الضيقة للبعض مع الإنجازات التي تحققت أو المطلوب إنجازها...وهذا هو السلوك الفاسد والمتطرف بعينه وهو كذلك إيقاض للفتنة النائمة ذاتها التي يخشى غالبية المواطنين من مخاطرها القريبة والبعيدة ان هي تمت واوغلت في فعلها المدمر. ولكل ما تقدم من التوضيح وسبق ذكره من المحاذير والمبررات فأنني أدعوجميع تلك القدرات المتميزة والأقلام المبدعة التي سبق لها وأن وجهت حديث النصح وخطاب الحرص للرئيس الجديد (هادي ) لجلب المصلحة العاجلة للبلاد والعباد أن يعملو عاجلاعلى توجيه ذات الحديث والخطاب في الحرص والنصح للرئيس السابق (صالح ) ليحثوه على العمل الجاد والصادق والمثابر لدرء المفسدة القائمة فعلا في البلاد والتي ان استمرت على هذا المنوال والقدر الكبير من العبث والإستهتار فأنها لاشك تجرنا لإيقاض الفتنة النائمة حاليا وقانا الله وإياكم مآسيها وشرورها ... وما سلوك مقولة الفاسد وفتنته وجريمته النكراء في صحراء دوفس بابين عنا ببعيد ..كان الله في عون اليمن واليمنيين.