الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:١١ مساءً

أهل حكمة وحضارة ورغم انف (المتفيصلين)..

د . محمد حسين النظاري
الجمعة ، ٠٩ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
• هناك من الناس صنف لا يريدون الاعتراف بخطئهم ظناً منهم أن ذلك يقلل من شأنهم مع أن الرجوع للحق فضيلة، ومن هؤلاء مقدم برنامج (الاتجاه المعاكس) بقناة الجزيرة الدكتور فيصل القاسم، والذي لم يكتفي فقط بما قاله عن في حلقته مساء الثلاثاء 6/3/2012م والتي لم يستثني أحداً من اليمنيين إلا ونعته بالسكر، ومن بينهم أنا وأنت وأبي وأبوك وأمي وأمك وأختي وأختك، وفور انتهاء البرنامج كتبت موضوعا بعنوان (اليمنيون أهل حكمة وليسوا سكارى يا فيصل)، وقد اعتبرت ما قاله زلة لسان ينبغي عليه الاعتذار عنها للشعب اليمني الذي أساء إليه.

• فيصل رمى بمشاعر اليمنيين عرض الحائط وتمادى في إهانتهم فقد قرأت على حائطه في الفيسبوك، عبارات هي اشد من حالة السكر التي اتهمنا بها، وكما يقولوا (أجا يكحلها عماها) لقد قال مستهتراً بالملايين من شعبنا اليمني العظيم " لم أكن أعرف أن المخدرات مقدسة عند بعض الشعوب " بمعنى أننا شعب نقدس المخدرات.

• لكي يصبغ على إهانته لنا روح (الثورية) لاستعطاف البعض لصفه قال: " أحياناً أرى أن بعض الشعوب المتخلفة تستحق فعلاً طواغيتها على مبدأ طنجرة ولاقت غطاها، والشعب الذي يستسلم لطواغيته السفاحين الذين قتلوه وما زالوا يقتلوه جدير بهؤلاء الطواغيت " ومن هنا نجد الرابط بين وصفه لنا بالسكارى والمتخلفين وبين عدم نجاح مخططهم بأن تصبح اليمن ليبيا أخرى .

• وراح يسخر منا ضاحكاً بقوله على ذات الحائط " لا يسع المرء إلا أن يضحك كثيراً وهو يرى بعض الجماعات التي ما زالت تعيش في عصور ما قبل التخلف وهي تتشدق بالعزة والكرامة والحضارة. فعلا هزلت ".

• أتدرون لماذا تطاول علينا فيصل هذا، لأننا عندما انبرينا للدفاع عن وطننا وامتنا ومعنا الملاين من شرفاء اليمن الكبير، نصّب نفر من بني جلدتنا أنفسهم مدافعين عنه بل وذهب بعضهم للاستهزاء بالأحاديث النبوية التي أوردناها، وكأنني جئت بها من بيت أبي وليست من بيت النبوة المطهرة.

• وكتب بعضهم دفاعاً عنه في مجاراة لاستهزائه واستهتاره وخفته ببلده وشعبه، بل وقال بعضهم وهم (يمنيون) ما لم يجرؤ فيصل على قوله، واشتطوا غضباً على تعرضنا له ولم يبدوا أي أسف لتعرضه لنا وعلى الهواء، ولعله كافئ هؤلاء المدافعين عنه بما أضافه على حائطه في الفيسبوك بأننا تتشدق بالعزة والكرامة والحضارة.

• قد نلتمس العذر لفيصل كون رؤسائه في العمل يوجهون آراءه نحو الجهة التي يريدونها، لمآرب في نفوسهم، ولكننا لن نلتمسه لهؤلاء (المتفيصلين) الذين ينبغي عليهم أن يفتخروا بيمنيتهم وانتماءهم لبلد الحكمة والإيمان، لا أن يكون معول هدم لبلدهم بيد غيرهم.

• قال بعضهم أننا نقتات من خلال الدفاع عن بلدنا، ويا لها من تهمة خطيرة أن نكون سهماً في صدر من يريد أن يحقرنا، ويحط من قدرنا، وفعلاً نحن نقتات من خيرات هذا البلد الذي لن نوفيه حقه علينا، ويكفينا فخراً أن الله خلقنا يمنيين.

• لن يقنعنا احد بأن ما قاله فيصل ومن بعد (المفتيصلون) يجب السكوت عنه لأنه نقد، فأي نقد هذا الذي يستهدف الشعوب ويعمم ما يعتقده صواباً على الجميع، وأي إعجاب مقدس يقود بالبعض على أن يفضلوا شخصاً على بلدهم وأمتهم، مهما كان ذلك الشخص.

• إذا كان فيصل يظن الطواغيت حكراً على الملوك الرؤساء فمفهومه قاصر، فالجزيرة وما تقدمه للمشاهد عبر بعض مذيعيها، يمثل طاغوتا بحسب مفهوم العولمة، من خلال استعباد وتملك الأدمغة وتوجيهها في المسار الذي يخدم أهداف تهدم القيم العربية والإسلامية وتقود إلى تفتيت شعوبها.

• يا فيصل ينبغي عليك أن تدرك بأن برنامجك أصبح ماسخاً لدرجة أن متابعيه أضحوا قلة ويتابعونه للتسلية فهو عبارة عن مسرحية مباشرة، لأن النعيق الذي تحدثه بين المتصارعين من ضيوفك، لم يعد يخدع أحداً، فاتجاهك لم يعد معاكسا إلا للقيم والأخلاق.

• الحكومة اليمنية مطالبة برد الاعتبار لشعبها إلا إذا كانت ترى ما قاله فيصل فيها، أما الشعب الغيور فقد خرج غاضباً ليرسل إشارة إدانة واستنكار، فهل ستظل الحكومة لا تعير الموضوع أية أهمية؟ . كذلك هو الحال بأحزابنا التي لا نرى عنتريتها إلا على اليمنيين فقط... وهنا نوجه شكرنا الخاص لكل المواقع الالكترونية والصحفية الشريفة التي جندت نفسها للدفاع عن اليمني واليمنيين، لان ذلك واجب عليها، وهدف من أهدافها، لأنها نبض الأمة.

• لمن يعترض على أحاديث النبي محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم فينا، ويعتقد أنها صالحة لزمان وجيل معنيين، نقول له أنت واهم بل وتسيء الأدب مع سيد الخلق الذي لا ينطق عن الهوى، وإلا لتركنا العمل بتطبيق السنة لان مفعولها قد انتهى والعياذ بالله.

• ومرة أخرى نقول لفيصل كما قال الرسول الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه:( الندم توبة والتائب من ذنبه كمن لا ذنب له ) والاعتذار لعب الإيمان هو فخر لك، وألا تصر على موقفك الخاطئ فينطبق عليك ما ورد عن ابن مسعود أنه قال : قال رسول الله :( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) متفق عليه... ورغم ذلك اليمنيون أهل حكمة وحضارة ورغم انف (المتفيصلين)..