الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٥ مساءً

" محنتهــــــم "....أضحكـــتنا..ابكتـــنا

عبدالسلام المثيل
الجمعة ، ٠٩ مارس ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
ستظل أرجلـــــهم الضعيفة الحامله للاجساد النحيله وما فيها من العيون الغارقه والشفايف الذابله ...واقفه ...شامخة رغم محنهم والمصائب التي يواجهونها منذ أمــــد بعيد ....من انعدام توفر لقمة العيش ...وعدم توفر اسبابها الى خلوا اليد والجيب من الاموال لشراء ملبس نظيف ومأكل طيب ومعالجة الجسد من علله وعلته...سيظلون رغم ذلك ..وبرغم علمهم وادراكهم لمن هم ورائها من طبقة اللصوص والمفسدين ..الذين بغـــــــــــــــــــوا وعاثوا في الارض من دون وجه حق...سيظلون بكبريائهم واقفين ...مواصلين نمط عيشهم ..مدركين ان الساعه اتيه لا محاله وان حقهم سينالونه في الارض قبل الوصول الى اعالي السماء....

لم يكلوا .... او يملوا.... اثناء المواصله بل تراهم صابرين ...ثابتين ...عجوزهم قبل الشباب ..ونسائهم قبل الرجال على ما كتب عليهم من رب الارباب المحق الحق ولو بعد حين ....في اثناء سيرة حياتهم وبألسنتهم يتكلمون عندما تحين لهم الفرصه بالتحدث امام الجميع من دون خوف او وجل ..عن حالتهم ..واحوالهم وتلك المتاعب والمصائب ومن المتسببين من ورائها.... يبكوننا احيانا وبنفس الوقت يضحكوننا لبساطتهم في الطرح وتفوقهم على غيرهم في الصبر....بالامس وفي شاشة الفضائية اليمنه وفي برنامج يسمى" ملفات ساخنه " كدرونا بقصصهم المؤلمه ومعاناتهم اليوميه المحزنه كما اضحكونا بتهكمهم اللاذع الذي ينم عن طيبتهم العاليه ونفسياتهم الرائعه......

احدهم علقا قائلا عن مأساة توفر وانعدام " الخدمات " من ماء وكهرباء في حواره مع موظف الكهرباء الذي اتى لتوزيع فواتيرها في منطقة " الحصبه " المنكوبه والذي ادهشه الرقم الظاهر عليها ...من اين أتى هذا الرقم ونحن غائبين عن البيت منذ بداية " الثورة- الازمه " ثم ان الاسلاك مقطعه والعداد مسروق والبيت فوق كل ذلك مهدم وبشكل نهائي ...فمن اين وصلت الكهرباء اذا نظرنا الى الاسلاك ومن اين ظهر الرقم اذا مدون الارقام مفقود ومن استهلك الكهرباء اذا ساكني الدار غائبين قسرا وكرها...واخر تكلم باللهجة الشعبيه مبتسما جعلنا نشاركهه الابتسامه ...قامت هذه الثورة من اجل ان ننعم بخيرها ...و.." تشقا علينا ...لا ان نشقا" فمن اين سنوفر هذه المبالغ الخياليه لتسديد هذه الفواتير ثم ان الخدمات لم تكن من الاساس موجوده خلال العام المنصرم..

فكيف سنسدد هذه المبالغ اذا سبب توفرها من اعمال يدويه وغيرهاغير موجود كما هوانعدام رؤيتها او وصولها الى بيتنا...لكن يظل ذلك الشاب الذي تكلم عن الحاكم الجديد والحكومه الجديده هو النموذ ج الرائع لما حمله من وعي وادراك كما هو النفسيه الرائعه في طرحه... " كنا متوقعين ..وذاك حق مشروع تنفيذه..هو وصل طاقات شابه مبدعه لديها الادراك بمتطلبات العصر وتطوره...لا ان يأتونا برئيس دوله ورئيس حكومه عفى عليهم الزمن .عقولهم كما هي اجسادهم متعبه جدا من كثر المشاكل الذي عانوها في طيلة حياتهم الماضيه..ونزيدهم فوقها بما نعانيه يومنا هذا ...

مما يعني "نقرح لهم ما تبقى من فيوز".......ما سبق ذكرته من خلال متابعتي لبرنامج ملفات ساخنه التي تناول خدمات الكهرباء والماء..وبقدر حزني لتلك المعاناه الا ان الطرح اضحكني جدا واسعدني في نفس الوقت من هولاء الرجال والنسوه الصابرين المثابرين على مواصلة العيش في هذه الارض الغاليه..لهم مننا الاحترام والتقدير ..ولكل قدمين نحيله متعبه تحمل الاجساد المكافحه موضع على الرأس ...تيجان نفتخر بها في أرضنـأ" اليمـــن "