السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:١٤ مساءً

عقول القتلة وقلوب الفدائيين في المستشفى الإيراني بصنعاء

اسكندر شاهر
الأحد ، ١١ مارس ٢٠١٢ الساعة ١٠:٥٠ صباحاً
المستشفى الإيراني بصنعاء لا يزال مغلقاً حتى الآن، منذ عامين !!
وصلتني عدة رسائل من أطباء وعاملين في المستشفى والمركز الطبي الإيراني بصنعاء يشكون تدهور أوضاعهم المعيشية جرّاء توقف العمل في هذه المؤسسة الإنسانية دون مبرر مقنع، ويأسفون لانقطاع الخدمات الجليلة التي كان المركز يقدمها للمرضى؛ فالأطباء والعاملون والمواطنون جميعهم تحت طائلة الضرر من هذا الإغلاق التعسفي.

وعندما استطلعتُ أمر الإغلاق تبيّن أنه على خلفية حروب صعدة واتهام سلطة علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر لإيران بدعم الحوثيين، وهي التهمة التي لم تتمكن السلطة من إثباتها، بل إنها كانت تتلكأ في إطلاقها بصفة رسمية إلا ما يصدر عن علي عبدالله صالح الأحمر وبعض أتباعه من تصريحات لا مسؤولة كعادتهم الخطابية المعهودة.

من أغرب غرائب عقول السلطة وعجولها أنهم لم يتخذوا إجراءً دبلوماسياً للتعبير عن سخطهم من إيران المتهمة بنظرهم بدعم الحوثيين، وأغلقوا سفارة طهران على سبيل المثال، بل راحوا يستقوون على الشعب اليمني وأغلقوا المركز الطبي والمستشفى الإيراني بصنعاء الذي يقدم خدمات صحية وإنسانية عظيمة وتسهيلات مشهود لها، وخاصة – بحسب الأطباء – فيما يتعلق بعمليات جراحة العيون وزراعة القرنيات بأسعار زهيدة جداً تكاد تكون رمزية قياساً بالأسعار الخارجية.

إغلاق المركز الطبي والمستشفى الإيراني بصنعاء لا يخالف فقط الاتفاقات المبرمة بين البلدين والتي يجدُر الالتزام بها كما هو في الدين والأخلاق والمواثيق الدولية واتفاقيات التعاون البروتوكولية، وإنما يخالف العقل والمنطق والمصلحة العامة لليمن واليمنيين؛ فالمركز يزرع قرنيات لعيون مواطنينا وليس مفخخات كما كان يدعي البعض، فلماذا إذاً يستمر إغلاق المستشفى، لا سيما أن حروب صعدة قد وضعت أوزارها واقترب اللواء من الاعتذار للحوثيين ولا يزال –خطوة للأمام وخطوة للوراء..؟!

يقولون انتصرت الثورة الشبابية الشعبية السلمية في اليمن ولا نجد شيئاً معبراً عن هذا الانتصار إلا في مخيال من يريدون أن يزرعوا لنا الوهم لنصدقه عنوة .. التعبيرات لا تُعد ولا تُحصى عن عدم انتصار ثورتنا حتى الآن وعدم تحقيقها هدفها الأول والأساس والمتمثل بإسقاط النظام.
أما استمرار إغلاق هذا المستشفى، الذي يهمني أنه مستشفى سواءً أكان إيرانياً أم يابانياً، فلا يدل فقط بأن الثورة لم تنتصر بل إن حروب صعدة لم تنته حتى الآن، إذ يبدو أن ثمة نيّة مبيتة لحروب لاحقة ينوي إشعالها النظام القديم المتجدد.

أغلق المستشفى الإيراني بوحي من عقول قتلة صعدة وهاهو زعيمهم المخلوع قد ذهب مع حروبه الست العبثية، غير أن رموزه لا يريدون أن يقتنعوا بأن المستشفى ليس كتيبة عسكرية والدواء ليس زئبقاً أحمر .. هكذا يفكرون هم ورئيسهم المخلوع. هل يا ترى يفكر (الفدائيان) الرئيسان عبد ربه منصور هادي ومحمد سالم باسندوة بنفس الطريقة ؟!
إذا كانت عقول (القتلة) قد ألهمتهما إغلاق المستشفى فهل من مكان فيه لقلوب (الفدائيين) تتلمس ملائكة الرحمة وترأف بمواطنين لم تقدم لهم الثورة منذ سبتمبر62م تطبيباً وتعليماً ولقمة عيش كريمة، ولم تحقق هي الأخرى – ثورة سبتمبر- أي هدف من أهدافها سوى إزاحة (الإمام) عن الحكم ؟!

إيماءة
السعودية لم تساعد السلطة وبعض المشائخ القبليين والدينيين لقتل الحوثيين والمواطنين بصعدة بل دخلت الحرب السادسة مباشرة بعدتها وعتادها الأمريكي الصنع فأي تدخل سافر هذا !! أهذا هو من دفع بوزير الإعلام في حكومة الوفاق لتوقيف برنامج في قناة عدن وجّه انتقادا للرياض فيما تهمة باطلة وغير مثبتة لإيران تدفع بإغلاق المستشفى الإيراني الذي يقدم الدواء للمرضى المستضعفين عوضاً عن القنابل العنقودية والفوسفورية التي قدمتها الرياض لأهلنا في صعدة وحرف سفيان .. !!!؟.
سبحانك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .