الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٧ مساءً

أخي الرئيس...اطرق الحديد وهو ساخن

حمير أحمد السنيدار
الأحد ، ١١ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
الحمد لله, بدأت عجلة التغيير بالدوران بدءاً برأس النظام وجار الآن تغيير الجسد والأعضاء, بالتأكيد التغيير لا يتم في يوم وليله, ولكن ليس من المقبول أن يستغرق ألف ليله وليله!
لقد منح الله الرئيس الجديد ما لم يمنحه لسابقيه من حكام اليمن من تأييد شعبي واسع شمل السلطة والمعارضة والثوار, بل حتى مشائخ القبائل اجتمعوا عليه كقائد للمرحلة الإنتقالية, ومن يراجع تاريخ اليمن المعاصر قد لا يجد أن حظي أحدٌ من حكامها بهذا القدر الهائل من التأييد والذي بالطبع لم يكن بفضل كفاءة الرجل وحنكته ولكنها أقدار الله التي جعلته في موقف المنقذ لهذا الوطن.

ما يجب أن يدركه الرئيس هادي هو أنه الآن يقف على أرض صلبة لإحداث التغيير العميق الذي ينشده الشعب اليمني بكل فئاته, هذه الأرض الصلبة متمثلة بالشرعية والدعم الشعبي الذي ذكرته والذي يستطيع من خلاله إتخاذ أقوى القرارات الجريئة الخاصة بعملية التغيير سواء في ما يتعلق بالقوات المسلحة أوالجهاز الإداري للدولة, بل إن هذه الأرض الصلبة تجعله في موقع قوي وثابت القدمين أمام الضغوطات الدولية بالذات الأمريكية المطالبة بإبقاء بعض أقارب صالح في مناصبهم.

ولكن أهم ما يجب أن يدركه الرئيس هو أن ما يمتلكه من دعم دولي وشعبي قد لا يستمر طويلاً خاصةً في ظل الحرب التي سيشنها عليه بطبيعة الحال أركان نظام الرئيس السابق والذي من المتوقع أن تكون حرباً شرسة لا هوادة فيها لكي يثبتوا للخارج والداخل بأن لا إستقرار ولا أمن لليمن دون وجودهم في اللعبة السياسية القادمة متجرئين بذلك على إرادة شعبية كاسحة تطالب بإقالتهم بل ومحاسبتهم, وبالفعل قد بدأت هذه الحرب بعد ساعات قليلة من أداء الرئيس الجديد اليمين الدستورية من خلال ما حدث في القصر الجمهوري بالمكلا وما تلاها من مجزرة دوفس المروعة, إن ما يثير المخاوف هو إهتزاز ثقة الشعب اليمني بقيادته الجديدة التي منحها صوته يوم 21 فبراير نتيجة التاجيل في إتخاذ قرارات التغيير القوية والتي يتلهف لسماعها الشعب كل يوم عن طريق نشرة أخبار التاسعة.

ومن يتأمل لأخطاء الحكام المخلوعين بدول الربيع العربي سيجد أن أكبرها هو التأخر والتباطؤ في إتخاذ قرارات جريئة وحاسمة لم يُجدِ نفعاً اتخاذها بعد ذلك ولو بأيام قليلة, بل إن أقرب عبرة للرئيس هادي هو النموذج المصري المتمثل في قيادة المجلس العسكري والذي ساءت علاقته جداً بالشعب المصري بالرغم من إمتثاله لمعظم مطالب الجماهير المصرية!! والسبب يكمن في أن المجلس العسكري كان متأخراً جداً في إصدار قراراته المصيرية مما أفقد هذه القرارات روح المبادرة وكذا بريقها عند الشعب المصري الثائر حتى بعد صدورها تلبية لإرادتهم, من هنا يجب أن يفهم هادي أن أي تأخير في عملية التغيير الجذري للدولة سيجعل الشعب الذي هتف وصوّت له بالأمس يهتف ضده بالغد وعندها يكون قد فقد أقوى أوراقه على الإطلاق وعندها لن تنفع القرارات ولن ينفع الندم.