الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٢ صباحاً

ثكلتك أمك يافيصل القاسم

أحمد غراب
الأحد ، ١١ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
على اعتبار ان ما قلته رأي وهو اننا شعب سكران ، فإليك الرأي الآخر وهو أنك مذيع مسطوووول ، تلعب بـ " حجرين " ، وهذا الرأي رأيي وليس رأي الاستاذ " قالوا " ولا الاستاذ " سمعت ".

لاشئ يمنحك الحق في وصف الشعب اليمني بالسكران ، ليس فقط لأن القات ( أيا كانت اضراره ) لايعتبر من المسكرات ولايذهب العقل كما يفعل الخمر ، وانما لأنه خروج عن اللياقة واستعارة رأي لسب وتجريح ، ووصفك كان للشعب وليس للقات.
اراهن انك لو تعاطيت قات شامي وقدمت البرنامج الأثري الذي تقدمه ، لن تكون مشوشا لدرجة التجرؤ على شعب بأكمله بسبب ظاهرة سلبية يعاني منها ، بعكس الخمر الذي يجعل الاتجاه ناقص اكثر منه معاكس.

لو ان الشعب اليمني سكران يا دكتور فيصل ، لأكل اليمنيين بعضهم بعضا في بلد فيه اكثر من ستين مليون قطعة سلاح.

لو ان الشعب اليمني سكران ، لسالت الدماء انهارا وسقط الاف الضحايا لكنه سعى لتحقيق اهدافه بالحكمة اليمانية التي يلخصها المثل الشعبي " مسيرة الأمان ولو ثمان ".
وإني لأستغرب واندهش واتعجب ممن لايشعر بذرة خجل وهو يصف بالسكران ، شعبا وصفه النبي صلى الله بالارق قلوبا والين افئدة وبالحكمة والايمان .

وكيف يصف ذو المائة عام في اقصى حالاته ، شعبا عمر حضارته خمسة ملايين سنة ؟
هذا الشعب الذي قالوا لك عنه سكران ، هو اصل العرب جميعا ، حقق انتشارا حضاريا في اصقاع المعمورة ، ما من بلد والا فيه بصمة إنجاز لليمنيين تجارا وعلماء وطلابا ونوابغا ، ولايجب ان تستبعد ان جدك الخمسين احد الذين تفرقوا في الارض بعد تهدم سد مأرب ، فهل هي سكرة جذورك ؟ ام تراك تتفل من فمك الى ذقنك ؟

هذا الشعب الذي قالوا لك عنه سكران ، عدد سكانه يوازي عدد سكان ست دول عربية وفيه من المواهب والعلماء والمبتكرين والعباقرة ما يجعل الاعمه يفوق من سكرته.

في اليمن ستجد الملاعب ممتلئة باللاعبين ، والاسواق ممتلئة بالناس ، والمساجد بالمصليين ، والحقول بالمزارعين ، ناس لايتعاطون القات ، وناس يتعاطونه ، وستجد القات والزبيب الآخر غير المنقع ، وشباب يقومون بحملات توعية مستمرة من اجل يمن بلاقات ، ورب قوم فقراء يعانون من مصيبة القات ، واقوام أثرياء يعانون من كارثة المخدرات ، والادمان عادة عربية بإمتياز ، ورب مدمن على إُثارة النعرات يفعل مالايفعله شعب يتعاطي نبتة القات.

ان كنت قلت ما قلت نصيحة منك , فإن للنصيحةادابها وعبارتك افتقدت كل معايير الادب.
وان كنت لم تقل ما قلت بل نقلته عن ءاخرين قد يكونوا نفرا من الجن ، فحاشى لله ان نلوم الا من قدحنا بلسانه وسمعناه بآذاننا.

وان كان شعورا منك بالغبن على قوم يتعاطون نبتة شريرة ، فقد غبنت نفسك وقلت مالايقوله فاقد وعي.

وان كان أملا منك في ايقاظ قوم من غفوتهم ، فقد هفوت هفوة تزن الف غفوة وغفوة.

ثمة وصف لتسرع واستعجال وتحمس اعمى وكلمات لا تفرق بين النقد والقذف ، انه الشجاعة الكاذبة ، وهو الاسم ذاته الذي أطلقه القدماء على الخمر.

اكتب لك ما اكتبه الان وانا اتعاطى القات ، فالتمس الفرق بين السكران ومتعاطي القات :
الاول يقول : الشعب اليمني سكراااان
والثاني يقول : انت مسطووول وتلعب بـ " حجرين" : حش ، وحشوش آخر ( لا اقول حشيش ).
عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي