السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٦ صباحاً

نتائج انتخابات 21 فبراير أدهشت الواهمين و صعقت المتآمرين (1)

إدريس الشرجبي
الاربعاء ، ١٤ مارس ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
جاءات نتائج الانتخابات الرئاسية المبكرة في اليمن، في 21فبراير2012م مدهشة وغير متوقعة لكل الأطراف السياسية في الساحة اليمنية، سواء أكانت أحزاب اللقاء المشترك وشركاؤه، او حزب المؤتمر وحلفائه. وهي قبل تلك كانت مفاجئة للجنة العليا للانتخابات ،هذه اللجنة المشكلة من القضاة، والتي كانت بحق تتحلى بالنزاهة والوطنية، التي لم نلمسها في كل لجان الانتخابات المشكلة سابقا من الأحزاب ، كما أن نتائج الانتخابات قد فاجأت أيضاً، كل المنظمات المراقبة للانتخابات، المحلي والدولية، ولا نغالي إذا قلنا أنها كانت مفاجئة أيضا لجميع المهتمين بالشأن اليمني، من الدول الخليجية وكذلك الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن .

فما هي التداعيات التي أحدثتها المفاجأة غير المتوقعة لهذه النتائج على كل الأطراف ؟ وكيف كان وقعها عليهم ؟ دعونا نرصدها هنا ونحلل بداية وقعها على الأخ / رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي ، لا يخطئ أي متابع حصيف بأن الأخ / رئيس الجمهورية أول المتفاجئين بالنتائج المدهشة والغير متوقعة، نعم انه كان يعلم علم اليقين بأنه سينتخب رئيس الجمهورية، كونه المرشح التوافقي الوحيد وفقاً للمبادرة الخليجية ، إلا انه لم يكن يتوقع أن يحصد ما يقارب سبعة مليون صوت وبما يعادل 99.8 % من أصوات الناخبين، فبلا أدنى شك أن الرئيس هادي، قد اندهش بهذه النتيجة الغير متوقعة فما هي الرسائل التي قراءها ؟ وما هي الاستخلاصات التي توصل إليها ؟

• إنه لم يخدع نفسه بوهم أن هذه النتيجة يستحقها، كونه الزعيم الملهم ،والقائد الرمز، والمناضل الجسور، ولا بد أنه وقف متسائلاً، يبحث عن الأسباب الحقيقة التي دفعت جماهير الناخبين من أبناء الشعب اليمني إلى صناديق الانتخابات، في طول البلاد وعرضها، فكان أول استنتاج توصل إليه هو أنه لا يمكن أن تكون بدافع طائفي او مناطقي، لقد كانت اكبر من كل ذلك ، إذ يستحيل أن تحققها المذهبية مهما توهم الواهمون، وذلك لأنها أكبر من كل طائفة مذهبية حتى ولو ذهبنا بعيداً مع الوهم المذهبي المريض، بأن نتائج الانتخابات قد عكست الدوافع المذهبية للشوافع، وإنها بمثابة رد فعل قوي مقابل التسلط الزيدي ، فقد كانت النتائج بحجم وعظمة الشعب اليمني بكل طوائفه المذهبية شافعية كانت أو زيديه .
• كما انه أدرك أنه لم يمنح هذه الثقة الشعبية الواسعة النطاق والغير مسبوقة، بكونه جنوبي، ويقيناً أنه لم ير فيها صفعة قوية لنظام صنعاء كما يتوهم بعض عناصر الحراك الجنوبي .

• فإذا كانت هذه النتائج اكبر من أن تحققها الدوافع المذهبية او المناطقية أو الانفصالية لأنها كانت اكبر من تلك الدوافع على الرغم من الأموال المدفوعة من قوى خارجية لهذه الدوافع، فبلا شك بأن الأخ / رئيس الجمهورية قد أدرك قبل ان يرتد عليه طرفه، بأن نتائج 21 فبراير اكبر من جماهير المؤتمر الشعبي العام وحلفائه ، ذلك لان هذه الجماهير مهما بلغ حجمها، حتى وإن ذهبنا مع أوهاهم وتخيلاتهما، بأنها قد نمت عن الحجم الذي ظهرت فيه في انتخابات 2006م بصدقها وتزوريها . فقد كانت نتائج 21 فبراير كاسحة لكل نتائج الانتخابات السابقة، واكبر من كل حشودهم الطوعية والمدفوع لها، ومن هنا نعتقد بأن الأخ رئيس الجمهورية قد فهم الدروس المستفاد من هذه النتائج، التي تعني ثقة شعبية واسعة منحها له الشعب اليمني بملء إرادته، ليحافظ على الوطن ويتمكن من إخراجه إلى بر الأمان، طلبا منه العمل على توفير حياة كريمة وآمنه لكافة المواطنين ، فلا يمنن عليكم أخي رئيس الجمهورية أياً كان، وقد شعرنا نحن الموطنين من خلال كلمتكم أمام مجلس النواب، بأنكم قد أدركتم ووعيتم إلى كل ذلك .