السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٤ صباحاً

نتائج انتخابات 21 فبراير أدهشت الواهمين و أصعقت المتآمرين (2)

إدريس الشرجبي
الخميس ، ١٥ مارس ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
كنا في الحلقة الأولى قد حللنا نتائج انتخابات 21 فبراير المفاجئة والمدهشة لكل الأطراف السياسية في الساحة الوطنية والإقليمية والدولية وخصصنا الحلقة الأولى لبحث وقعها ودلالاتها لدى الأخ / رئيس الجمهورية المشير هادي نفسه وسوف نتناول في هذه الحلقة نتائج المفاجئة التي أدهشت أهم الشخصيات المثيرة للجدل في ساحتنا الوطنية الرئيس السابق المشير صالح ، فمما لا شك فيه أن هذه النتائج قد مثلت اكبر مفاجئة قابلها صالح طول حياته ذلك لأنها لم تكن في حدود السقوف التي كان يتوقعها أو يتخيلها طوال الفترة التي ظل يدعو فيها لهذه الانتخابات كما إنها قد أدهشته ولا شك إلى درجة الذهول فكانت تداعيات الوهم والخيال الواسع بمثابة الخمرة التي أدارت برأس الرئيس السابق / علي عبد الله صالح ، فما هي هذه التداعيات والأوهام ؟

1. لقد اندهش صالح من حجم النتائج الكاسحة وأدرك أنها ليست النتائج التي كان يرغب فيها وأنها اكبر من ان تكون من صنع خصومه السياسيين أحزاب وقبائل وفهم سريعاً وهو السياسي الذي حكم (33) عاماً وخبر قدرات كل القوى السياسية والقبلية والأسرية في الساحة كما خبر فاعلية الأموال مهما كانت مقاديرها بأنها لا يمكنها ان تحقق هذه النتائج ، وبخبرته التي لا تبارى في معرفة كل ما سبق فهم أن الشعب بكل فئاته الاجتماعية والحزبية والمذهبية والمناطقية هو من حقق هذه النتائج .

2. ولما كان قد أدرك يقيناً أن الإرادة الشعبية هي التي حققت هذه النتائج فأستخلص الدرس المستفاد التي كان يتمنى لو انه حققه فعلاً فاعتقد واهماً بخياله الواسع أنه قادر على إقناع الجميع بأنه هو دون غيرة من دعا إلى هذه الانتخابات وانه راضي بنتائجها كل الرضا وانه علاوة على ذلك يرسخها بإرساء قاعدة جديدة لها هي المراسيم البروتوكولية لتسليم السلطة واحتفال الاستقبال للرئيس الجديد وتوديع للرئيس السابق ، وبسبب جمال وروعة هذه القاعدة فعلاً والتي لقت استحسان من الجميع اعتقد واهماً أنه قد استعاد ثقة بعض الجماهير وأنه سينجح في مخاتلة الشعب لو جعل لهذه الواقعة البروتوكولية ( قاع وقرنباع ) وجعلها لبانة تلوكها قناة اليمن اليوم وأنها سوف تشكل انتصاراً على خصومة السياسيين الذين قاطعوا هذه الاحتفالات .

3. إن التحرك المدروس الذي يعتزمه الرئيس السابق على عبد الله صالح في إعادة هيكلة المؤتمر الشعبي العام والتحضير لخوض الانتخابات الرئاسية التنافسية لصالح مرشح المؤتمر بعد عامين والتعاطي معها بنزاهة ومسئولية هو من أبرز الدروس المستفادة كما أن الدرس الثاني المستفاد يتمثل في تنظيف المؤتمر الشعبي العام من كل الذين تآمروا عليه بفسادهم ونفاقهم ، فكان هذه الدرس أمل ووهم كل المحبين لهذا الرجل .