الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٤ صباحاً

الدنيا ضيقة... فيك يا وطن

خالد محمد العجي
الاربعاء ، ١٤ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
كم أوجعني حال تلك الأم التي هجرة أهلها ووطنها خلف زوجها المغترب حينها

وحين قرر الرجوع قررت الذهاب مع أبو أبنائها
متفائلة بما في تلك الأرض من خير وحب كانت تظنه في ظل عناء وطنها الذي اكتشفت انه لا شيء مع الأيام أمام ما وجهته في وطن زوجها المسمى "باليمن السعيد"
أما الأب الذي كان يتمتع بصحة جيدة ومال ظن انه سوف يحقق أماله

خانه وللأسف حضن الوطن الحبيب الذي لطالما أشتاق إليه وهو في البعيد
ولسوء الأحلام ما بنى من أمال كانت في ظل المفارقات مقطع من خيال"تروي بكل سرور قصة المستحيل"

أما الحقيقة التي عُرفت مع الأيام
أن وطنه أكبر كذبه أكل من عمره وصحته حتى الهلاك
ومع هذا التزم الصمت بين كل الحضور واكتفى بصبره وحديثه الطويل مع نفسه وفي حينها أجبر رأسه مرفوع إلى الأعلى كما هو في البداية
ومع كل الظروف الصعبة التي عاشها
من تدهور في صحته
وضيق في العيش
وعناء هم الأبناء
وهم الهجر والحرمان التي كانت زوجته تنام عليه وتصحوا به
إلا انه حقق نجاح النفس الطيبة والقناعة التي هي كنز الرجال
والفخر الذي لا يكون إلا به إلا وهو سلامة الأبناء من دناسة الدنيا

الآن ليس الأمس ...
فالخليل الذي عاد وطنه بعد سنوات من البعد الذي طال بها في وطن زوجها وفي ظل الظروف الصعبة ... مات أباها وما استطاعة ولا زوجها بأن تعود لتحضر ما كان لأبوها من حق وتقف مع من بقي من أهلها مع أنها كانت بأمس الحاجة أليهم ولكن الوطن السعيد"اليمن" حال بينها وبين ما كانت تحتاج أليه فضحت بشوقها الذي كان يتزايد مع مرور السنين وليس الأيام لأن السيد المحترم"اليمن" هو السبب ...

وبعد ثورة كانت سبب رجوعها إلى أهلها ليس كزيارة وإنما هروب من واقع هذا الوطن المؤلم"اليمن"
وهذا لأنها أدركت الفرق الذي يعنى حياة كريمه وموت بطئ
ولكن اكتشافها الذي لامس الحقيقة وذالك بالتجربة المرة العنيدة
وضح ما في الباطن من معاني كثيرة تلوم بشراسة هذا الوطن
وها هي ألان تحكي في السماء حكاية الجحيم "في يمن يقال عنه سعيد ...

فالأيام التي كانت هنا من سنين عمرها... إنما هي كفارة عنها وعن أهلها .. إن لم يكن عن كل وطنها من سؤ ما وجدته في وطننا اليمن .....


وداعاً
يا من كنت منا وفينا
وفي وطنك زائرا وضيفا
وداعاً
يا مدرسة الأوائل
بصبرك
عرفنا ما معنى غريب سائل
وداعاً
يا وطن المحبة
في وطن المحن
ويا أرض الخير
في بلادي الوطن
وداعاً
يا معانقة السماء
بالأمس هنا
واليوم في جنة الأتقياء
فرحمت الله عليك
في كل صباح ومساء