الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣٨ صباحاً

لكي تستكمل الثورة اهدافها..؟؟

نصر شاجره
الخميس ، ١٥ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٧:٥٦ صباحاً
والثورة تعيش في بداية مرحلتها الجديدة لابد بأن تنظر للامور برؤية واقعية لمجريات الواقع والاحداث على الساحة الوطنية وبحيث تأخذ على عاتقها مجمل الاصلاح ومحاربة الفساد في كل مناحي الحياة العامة والخاصة للمجتمع, ومن أهم هذا الاصلاح معالجة الاختلال الحاصل في المؤسسة العسكرية بكل الويتها وواحداتها وقادتها دون انتقائية او استثناء مادام والهدف من قيام الثورة وتفاعلاتها على مر الايام والشهور هو الاصلاح وهيكلة الجيش, فها نحن نتجاوز العام الاول من عمرها المديد ونولج في عهدها عهدا جديد.. لقد عانينا من التعصب والانحياز وتغطية اخطأ وفساد وهيمنة البعض على بعض مواقع الحياة السياسية والعسكرية والقبلية من بعض القوى السياسية وبعض الزعامات القبلية والعسكرية..

وكأن هذه التكوينات مستثناه من المسائلة وبينما نجد الثورة أو بعض مكوناتها يتحمسون في مسآئلة واستئصال مفاسد نجدها في جانب أحدى التكوينات نجدها في نفس الوقت تتغاظى عن افعال البعض من هذه التكوينات, وكاننا نجزء الحالات حسب الميول او الانتماء او لاعتبارات أخرى والذي للاسف الشديد سوف نحد من مصداقيتنا في معالجات ومتابعة كل حالات الفساد والقضايا المطروحة على الساحة الوطنية فيما اذا لم نتعاطى مع جميع اطراف المعادلة السياسية بنفس المعاملة, دون اعطأ اي محابات او اعتبار لاي طرف على حساب توجه الثورة واهدافها ومبادئها السامية ..

إن الاصلاح لابد بأن يكون شامل لكل قطاعات المجتمع ولكل الأفات الضارة التي كان لها تبعات خطيرة في مسيرة الوطن وفي الحياة المعيشية والامنية والتي رسخت في اوساط المجتمع الفقر والتخلف والخوف وفقدان الأمن والامان وتحمل الظلم وفقدان الامل لمستقبل باهر تحت ظل مجموعة تربعت على عرش مصير الشعب والوطن لحقبة وعقود من الزمن رضخ تحت الهيمنة والجور والغبن من هذه المجاميع الذي لابد بأن تكون الثورة واضحة وشفافة في التعاطي مع كل القضايا والحالات والشخصيات الذي كان ولازال وسوف يستمر الحال على حاله مهما تغيرت الاسماء من زعطان بن فلتان الى علان من الناس بينما الجسد هو الجسد والرائحة التي تفوح من ثناياها العفانة والفساد هى الرائحة والعقلية نفسها هى العقلية التي استحوذت على مقاليد الامور منذ امدا بعيد, اذا لايمكن بأن نكيل بمكيالين ولايمكن بأن ننظر بعين ونغمض العين الاخرى ..

انا هنا لا ابرر او ادافع عن شريحة معينة او تكوين او شخصية بذاتها ولكني هنا ابين بأن الاصلاح والتغيير لابد بأن يشمل كل بؤر الفساد والمفسدين ويشمل التغيير لكل من اساء وامتهن وظيفته ومركزه في اذلال المواطن او نهب الوطن او الاستئثار بمقوماته وامكانياته وثروة الشعب المسلوبة مهما كان منصبه وقبيلته ومركزه .. لان هدف الثورة الانتقال من مرحلة كانت بحد ذاتها كفيله باعادة الوطن الى براثين الجهل والتخلف وعصر الكاتونات المدمرة لكل مقومات الحياة الانسانية وتفتيت الوطن الى جزيئات مفصلة على عصابات متنفذة باشكال وانواع متنافرة وغير متناغمة يسودها الحروب والاطماع والتوسع في النطاق الجغرافي والسكاني وتمدد في حركاتها المذهبية والمناطقية والحزبية والقبلية ..

الى دولة مدنية يسودها النظام والقانون والعدل والمساواة ومحاربة الاحتكار الوظيفي وتفشي الفساد والمحسوبية والمناطقية والشللية ..اذا على الثورة والوطن يمر بمرحلة جد حرجة بأن تستلهم واجبها الديني والوطني دون مهادنة او مواربة لأين كان لاستكمال اهدافها ومن اجل تحقيق هذه الاهداف لابد وأن تأخذ بالعلل والمفاسد بجملها دون تحوير او انتقائية أو استطاف لهذا الطرف دون ذاك, هذا اذا كان لازال للاصلاح والتغيير مكان في قاموسها ..ما لم فعلى الدنيا السلام وحسافة على شهداء الثورة الذي ذهبوا ضحية للمكايد واعتلى المناصب وتقسيم السلطة بين حاكم ومعارض ..ويظل الحال على حاله حتى يحكم الله بحكمه وبقضاءه وقدره..