الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٨ صباحاً

تفكيك فساد أم تفكيك وطن ؟

صادق الفائشي
الخميس ، ١٥ مارس ٢٠١٢ الساعة ١١:٥٠ صباحاً
ما حصل في المحافظات الجنوبية يتحمل مسؤوليته علي عفاش وأركان نظامه وعصابة السطو والنهب .......كلنا يعرف شمالا وجنوبا أن نظام عفاش كان قائم على الازمات والحروب شعاره في ذالك (فرق تسد)

لم يعر مطالب أهلنا في الجنوب اي اهتمام لنصل في آخر المطاف الى هذه النتيجة من الفرقة والخلاف والكراهية والتخوين بل تعدى الامر الى ابعد من ذالك المطالبة بالانفصال وكما قائل قائلهم (كنا شعب في دولتين وصارنا شعبين في دولة)
أن اختلاق الازمات والحروب والفرقة هي التي من ابقت (عفاش) على كرسي الحكم فترة اطول فكلما زادت الازمات والحروب كان بقاءه في الحكم أطول هذا ما كان يعتقده وعمل عليه لأنه منذ ان تولى الحكم واليمن في صراعات وحروب

بعد حرب صيف 94 تعامل النظام مع أهلنا في الجنوب بلغة المنتصر والجنوبيين الفئة المهزومة فتم تسريح الالاف من الموظفين العسكريين والمدنيين وكأنهم ليسوا مواطنين وكأن تلك الوظائف ليست من حقهم
بدأ الجنوبيون بمطالبات في حين كنا في الشمال لا نعلم ان هناك تحركات ومطالبات بحقوق مشروعة بسبب التعتيم الاعلامي او الكذب الاعلامي الذي مارسه (عفاش وعصابته) على تلك التحركات

لقد تم موجهة هذا المطلب من قبل السلطة بكل قوتها ليست لأنها سلطة وحدوية وليس لان الحراك في الجنوب كان ضعيفا ولكن هناك مستفيدين ونافذين نهبوا الاراضي وتقاسموها فيما بينهم ,, وهناك نفط الجنوب والمستفيد الوحيد منه الفئة الحاكمة ولن يتنازلوا عن ما استولوا عليه بسهولة , سيقاتلون بشراسة

أن التهميش والإقصاء والتعامل مع المواطنين على انهم مواطنين من الدرجة العاشرة ليس لأبناء المحافظات الجنوبية فقط بل تم التعامل مع أهلنا في الحديدة وتعز بنفس الطريقة .. تعز مهمشة ومواطنين درجة عاشرة وكذا اب وغيرها من المحافظات لكن ربما ابناء المحافظات الجنوبية يشعرون بالغبن اكثر بسبب انهم كانوا دولة مستقلة بذاتها ذات نظام وقانون ليسوا متعودين على الفوضى كما نحن في محافظات الشمال لان القوانين عندنا حبر على ورق وكذلك لأنهم اصحاب ثروة ليسو بمستفيدين منها بشيء

.
التجاهل والتغاضي عن مطالبهم فاقم الازمة وأوصلها الى ماوصلت اليه اليوم وأدت الى رفع سقف المطالب ومنها العودة الى ما قبل 22 مايو بعد ان خذلناهم بسكوتنا عن قضيتهم ومصادرة حقوقهم وقد كانوا يأملون فينا خير وخاصة الفئة المثقفة من أخوانهم في الشمال أو من الاحزاب السياسية التي لها تأثير قوي، لقد كان هناك اصوات تنادي بحقوق الجنوب من بعض المثقفين في الشمال لكنها لم تكن ترقى الى مستوى الحدث وهذا للأمانة لكن لم يدم صمتنا طويلا

كان للربيع العربي دور كبير في اختراق حاجز الخوف لدى شعوب المنطقة وفي اليمن بشكل خاص ان قيام الثورة في اليمن هي الخطوة الأولى ضد النظام العفاشي المتعفن والحمد لله رب العالمين لقد تخلصنا من رأس النظام بعد نضال وتضحيات دامت عام كاملا ، الثورة لا تزال مستمرة لبناء يمن جديد يتسع للجميع ، يمن يسود فيه النظام والقانون ،يمن يملأه المحبة ولأخوة يمن خالي من العصبية والطائفية ... لا صاحب مطلع ولا منزل ، لا دحباشي ولا حركوشي ، لا زيدي ولا شافعي، لقد عمل نظام (علي العفش) على زرع الكره والفرقة بين ابناء اليمن الواحد ليحافظ عاى الكرسي له ولمن بعده من اهله ،،،لقد كان أليمن موبوء بحكم الرئيس الأوحد والزعيم الملهم والقائد المفدى

نعلم ان الانفصال ليس حلا وهذه مسلمة, لست مع الانفصال لان نتائجه معروفة ولكن انا مع توحيد الجهود بين ابناء المحافظات الشمالية والجنوبية لحل مشاكل الوحدة ، لتصحيح مسار الوحدة... الوحدة في نظري هي اسلوب حياة نعيشها بصدق وليست شعارا نرفعه

انا مع الحراك الثوري ليس في المحافظات الجنوبية فقط بل في كل شبر من ارض اليمن للمطالبة بحق اهلنا في الجنوب وإعادة الوحدة الى مسارها صحيح علينا التخلص من رواسب النظام العفاشي نخرجه من نفسنا اولا ثم من يمننا الحبيب ، صحيح نحن في بداية الطريق لكننا في الطريق الصحيح
انا مع حوار شامل كامل لكل ابناء اليمن تحت سقف الوحدة
وضد ان يعتقل احد ممن يمارسون حقوقهم في التعبير عن رفضهم للقمع وللسلب والنهب بمظاهرات او اعتصامات سلمية راقية ،نريد حلول لا ترقيع.. وهناك فرق بين حبة أسبرين تؤخذ كمخفف للآلام وبين العلاج الجاد لموضع الألم

ان من أهم الامور في المرحلة الثانية من مراحل الثورة هي النضال من اجل تدعيم الوحدة ونشر الديمقراطيه والعدل والمساواة للجميع لا فرق بين شمال او جنوب شرق أو غرب مصلحة الوطن فوق النظرة الضيقه والرؤية القاصرة يجب ان نكون اكثر حبا للوطن من حبنا للذواتنا لان في الوحدة قوة ونحن في زمن لا يعترف الا بالاقوياء أملنا بالله ثم بالمخلصين من ابناء يمن الايمان للخروج باليمن من هذه المرحلة قوياً موحداً