الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٩ مساءً

أيها الرئيس ... إلى الأمام دقت ساعة العمل لا رجوع

جبران محمد سهيل
الخميس ، ١٥ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٥٣ مساءً
"ما بأيدينا خلقننا تعساء" فعظمة الله منحت الشعب اليمني طول الصبر،وقد ندخل في موسوعة جينيس للصبر اللامحدود،ورحمة المولى وحدها هي من أوصلتنا إلى هذا الحال وصارت بمحنة الوطن إلى ما هي علية الآن وهي من منحتك مقاليد الحكم وجعلتك ولي لأمرنا أيها الرئيس،بعد أن جاءت كل تلك الإجراءات في "المبادرة الخليجية" والتي كان محتواها مناسبا بدرجه كبيره لملايين البسطاء ولتحقق طموحات غلابا الشعب، وهي ليست كتلك الملايين التي كان يقول الحاكم والمعارض أنها خرجت معهم ووصفها ونمقها إعلامهم كما يشاء،لكن حقيقة الملايين هم الذين صمتوا لا حول ولا قوة لهم في ظل وضع كثيرة فيه الذئاب ولا تجد من يقتنصها،

والملايين هم من بدأ يحس أن الأمل بدأ يدنو شيئا فشيئا بعد توقيع المبادرة الخليجية وتشكيل حكومة الائتلاف ولجنة تحقيق الأمن والاستقرار،وأخيرا إجراء الانتخابات الرئاسية التوافقية المبكرة في جو هادئ وحصول هادي على إجماع الشعب والموافقة لقيادة البلد لمرحلة مفصلية وهامة بصفته رئيس للجمهورية، ويرى ملايين الشعب أن القادم أفضل والتفاعل قائم ما دام ومقاليد الحكم في أيادي موثوق بهم ،وبحق إنها بأيادي جنوبية وهم الرئيس الإنسان صاحب القلب الرحيم والوفاء والنضال المشهود الرئيس هادي، ودولة رئيس الوزراء الذي يحمل عن صدق هموم المواطن البسيط ويتمتع بالنزاهة والصراحة و التمتع بالمسئولية،وهذا ما عهدناه على معظم من يتولون مناصب وهم من أبناء الجنوب الحبيب،

لكن الضبابية وتدني مستوى الرؤية للوضع الراهن بعد تطبيق كل تلك البنود هي من تجعل قلوب الملايين ترجف والخوف لا زال يكتنفهم،فمهام لجنة الشؤون العسكرية لا يعرف لماذا حتى اللحظة ولم تنجز مهامها خاصة داخل عاصمة الوطن فالوضع لم يتغير كثيرا فالحصبة لا زالت مسرى للجموع المسلحة وعدم اتخاذ القرار الحاسم لإخراج تلك الميليشيات المسلحة من صنعاء، فحين نشاهد مواطن يحمل السلاح في عاصمتنا هو بالتأكيد الحزن الأكيد، وما لنا إلا دمعة ذلك الحزن،
فتأخر انجاز مهام اللجنة العسكرية هو ما نلمسه إلى الآن وكأن أعضاء هذه اللجنة يعملون على استحياء مرات ومرة يقومون بأعمال ليس من أعمالهم، إنما هي من اختصاص صندوق النظافة والتحسين، فحين بدأ أعضاء اللجنة ينقلون التشكر والامتنان لمن هم سبب إعاقة التنمية وقهر المواطن، هو الشيء اللامعقول فيثمنون جهود الشيخ المعارض وأعمال الشيخ الموالي وهذا لا يجعل الوطن يتقدم خطوة والحال هو الحال يا ثوار،

فمتاعب الشعب وسكان العاصمة في أعناقكم سيدي الرئيس وعليكم تحمل ما جئتم لأجله بصدق والتحلي بالصراحة وعدم مداراة أطراف على حساب طرف واحد هو في تعاسة دائمة انه الشعب السعيد قولا الحزين فعلا،فلا تخيبوا ظنه فيكم وعليكم استخدام لهجة أكثر صرامة فمعكم من يدعمكم إقليميا ودوليا،فالقرار الذي ينتظره عامة الشعب هو "قرار جمهوري هام" وقد يكون نقطة التحول في تأريخ اليمن وهو إعادة هيكلة الجيش وان نرى أسماء جديدة تصل لمناصب هذه المؤسسة وممن يتمتعون بالكفاءة والوطنية الصادقة ومن عامة الشعب ووضعها بدلا من تلك الأسماء والشخصيات والعائلات التي مللنا سماع أسمائهم، وكأن لا يوجد باليمن إلا هؤلاء أو أن قيادة المؤسسة العسكرية حلال على أصحاب الفخامة وسمو الأمراء وحرام على أبناء البلد،

فالجميع يثمن حجم المخاطر التي تجابهونها،وإلا كيف تزامن ذلك التفجير الغادر مع أدائكم للقسم وراح ضحيته ما يقارب ال30 جندي في مدينة المكلا،ومع إصداركم للقرار الجمهوري الأول للتصحيح حين تضمن عزل قائد المنطقة الجنوبية،وفي صباح اليوم التالي استولت القاعدة على أسلحه ثقيلة وقتلت أكثر من 150 جندي في ضواحي أبين ولا زالت الكثير من علامات الاستفهام تطرح حول تزايد تحركات القاعدة في الوقت الراهن بالتحديد، فالمخاطر موجودة - لكن الحلول هي بين يديك وأيادي الشرفاء وكل تلك مبنية على الإرادة والحزم والضرب بيد من حديد "فلا رجوع دقة ساعة العمل إلى الأمام القانون أولا"وليس كمقولة العقيد بل في سبيل وطن غالي، كل يمني أصيل يعشقه حد الجنون .