الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٨ مساءً

من قتل جويل ياسعيدي ؟

عزيز الإبل
الثلاثاء ، ٢٠ مارس ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
جويل المواطن والمعلم الامريكي الذي تخرج العديد من الاصدقاء علئ يده ، شبه دوم كنت ألتقي بالمعلم جويل في باحة المعهد السويدي ، عندما كنت حينها طالب في ثانوية 26 سبتمبر المقابل للمعهد السويدي ، نبادله التحايا ونرمي له السلام باللغة الإنكليزية ، كنا حينها ملهمين بجويل وفريق السويدي واخلاقهم العالية ، وطبيعتهم المدنية في التعامل مع الآخر تجعلنا نحبهم اكثر ، لم يكن شئ كطلاب حينها يجمعنا مع جويل وزملائه سؤئ الصداقة وجملة " جود مورننيج " ، الجملة الوحيدة التي فهمها الجميع اثناء تعلمنا للإنكليزية في 26 سبتمبر ، وعندما نصادف جو وزملائه نرمي لهم بها ، يتجاوبون معنا بإبتسامة ويردون بمصطلحات إنكليزية لا نفهمها ، ولا يجدنا سؤئ إلا ان نهز رؤوسنا ونذهب .

كان نبأ إغتيال المعلم جويل كالصاعقة ، وحينها اجزمت بالقول أن القاعدة ستعلن مسئوليتها في إرتكاب الحادث ، حتئ وإن لم تغتاله القاعدة سيقولون هم من اغتالوه ، بإختصار لإنه يحمل الجنسية الإمريكية وهولاء دمائهم حللت في قاموس انصار الشريعة ، يتبع ذلك تلفيق وإسناد مسمئ القاعدة لمدينة تعز للبدء في فرض سياسة القمع علئ ابناء المدينة ، بحجة متابعتهم للعناصر الإرهابية .

اغتيل جو علئ مقربة من منزل مدير أمن تعز / علي السعيدي ، الامر الذي يثير الشكوك اكثر حول ملابسات قتله ، ومن يقف خلف الحادث ، عادة في الجنائيات والتحقيقات جميع الإحتمالات واردة ، وتظل الاقرب هيا محل لفت نظر وإهتمام ، والإهتمام اكثر ايضا عندما ترئ سلطان البركاني يوجه اصابع الإتهام مباشرة إلئ مدير امن تعز علي السعيدي ، بضلوعه بإرتكاب جريمة القتل والتستر علئ الجناة ،

تصريح البركاني ليس مزحة من امازيحه الثقيلة التي جرت العادة علئ التلفظ بها ، فقبل ان يكون ما تفوه به البركاني تصريحا ، فهو إدانة وإتهام مباشرة لشخص بعينه ، فالمزح في السياسة عادة يستبق نفسه بمصطلحات إستفسارية وإستفاهمية تستهدف جهات وليس اشخاص .

لست هنا متهما السعيدي بقتل جويل بناء علئ تصريحات البركاني ، ولكن الإستفاهمية التي تبعث الجدل هيا من دفعت بي لمحاولة حلحلة هدا الحادث من باب الإجتهاد وطرح الرأي .
عدة إحتمالات تلعب دورها في من يقف خلف مقتل صديقي جويل ، فالبركاني عندما وجه اصابع إتهامه مباشرة إلئ السعيدي يكمن خلفه العديد من السيناريوهات ، إما البركاني صادقا فيما يطرحه ولديه ادلة تثبت صحة ما يقوله وعلئ هدا يجب إستدعائه فورا للتحقيق ، وإما البركاني يصرح بلغة إنتقامية للنيل من السعيدي الذي عرف مؤخرا بأحد عناصر الإخوان وأحد المقربين من عبد القادر قحطان الذي له الفضل بتعيينه ، وإما القاعدة إن صح القول هيا من اغتالت جويل بتواطؤ من قبل الجهات الامنية ، في ظل الإنفلات الامني الذي يرجح سببه ابناء المدينة بأنه مقصود من قبل الجهات الامنية .

تظل قضية جويل قائمة ومحل جدل حتئ يتم الإعلان من يقف خلفها وكشف الجناة الحقيقون لهدا العمل الشنيع الذي يرفضه الجميع .

اخيرا :
بعد تعيين علي السعيدي مديرا للأمن والذي يتهمه المثقفون بتعذيب المناضلون والشرفاء في الثمانينات تحت سقف الامن الوطني حينها ، ارتفع معدل النهب والسلب والجريمة بشكل ملحوظ وملفت ولعل آخرها قضية المهمش ، وقاتله الزمر الذي يتجول طليقا حرا وعدم قيام الجهات الامنية بواجبها ، وقضية الاستاذ جويل الذي اغتيل علئ مقربة من منزل مدير امن تعز ، وعلئ هدا تثار علامات الجدل في الوقت الحالي داخل المدينة مما جعل ابناء المدينة يطالبون بإستبدال مدير الامن الحالي فورا . .