السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٥ صباحاً

اغتالوا ثورة التغيير.. فاحذروا ياثوار التحرير

محمد الحميدي
الثلاثاء ، ٢٠ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
كتب الفقيه السياسي الفرنسي (توكفيل) منذ مائة وخمسين عاما: قائلا" (إن الثورة مثل الرواية، أصعب ما فيها هو نهايتها”.)

وبالنظر إلى واقع الثورة في اليمن سنجند أن من فجرها هم طلاب جامعة صنعاء وناصرها الشباب واغتالتها الأحزاب السياسية وبعض القوى الاجتماعية القبلية والعسكرية التي حولتها من ثوره شعبيه إلى ازمه سياسيه حققت لهم نصف ثوره

حيث جعلت تلك القوى الأفق النظري للثورة متقدما على واقعها العملي فتحكمت بمساراتها السياسية والثورية وحددت لها تلك النهاية وفقا" لأجندتها لا أجندة الثورة, فأنقذت النظام الذي صنعته بدل إسقاطه وحصنته بدل محاكمته وإعادة إنتاجه بدل ترحيله واحتفظت بفساده واستبداده بدل غسيله وإعادة استخدام نفس وسائل واليات عمله

وبهذا يكونوا قد أعادوا إنتاج نفس النظام ولم يستفيدوا من أخطاء الماضي مكررين ما فعله ثوار سبتمبر 1962م مع الملكيين عندما تقاسموا السلطة معهم واستبدلوا الامامه الملكية بأمامه جمهوريه مستبدة بل الأكثر من ذالك أنهم اليوم منحوا العفوا للمجرمين وشرعوا القوانين لحمايتهم وتجاهلوا الثوار وتضحياتهم والشباب ومطالبهم

لذاء نراء بأن ثوار التحرير في الجنوب سيعون الدرس ولن يشربون من نفس الكأس وسيتميزون بنضالهم كما تمييز إبائهم ثوار أكتوبر الذين استفادوا من أخطاء سبتمبر وساروا في طريقهم الطويل على مدى أربع سنوات دون كلل أو ممل وبصبر وتأني وبحكمه ودهاء وتضحية وفداء ورفضوا كل إنصاف الحلول حتى نالوا النصر المؤزر وحققوا أهداف ثورتهم

وهذا لن يتحقق مالم يأخذ ثوار التحرير بالضوابط التالية:-
1- توحيد صفوف مختلف قوى الحركة الشعبية لتحرير الجنوب خلف القيادة الشرعية الممثلة بالرئيس/ علي سالم البيض في الخارج وقيادات المجلس الأعلى للحراك السلمي بقيادة الزعيم بأعوم في الداخل
2- اعتبار مشروع البرنامج السياسي للمجلس الأعلى للحراك السلمي برنامج عمل لكافة القوى الوطنية الفاعلة على الساحة الجنوبية خلال مرحلة التحرير
3- رفض إي حوارات مع نظام صنعاء لا تقوم على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي رقم (924و931) لعام 1994م واتفاقية فينا لقانون المعاهدات الصادرة في مايو1969م وبرعاية وضمانات إقليميه ودوليه
4- التمسك بالا راده والثبات في المواقف مع الاستعداد المستمر للتضحية
5- الوعي الدائم بمخططات نظام صنعاء الذي يسعى لكسر إرادة الثوار وتدمير معنوياتهم من خلال ممارسة القمع والبطش والملاحقة والاعتقال والتعسف والاضطهاد والإقصاء والتهميش الوظيفي أو احتوائهم من خلال الإغراء بالمناصب والوظائف والمال العام أو تقديم لهم التنازلات ودعوتهم للحوارات وحضور المؤتمرات الشكلية التي لا تعني القضية الجنوبية كمؤتمر الحوار اليمني الذي سينعقد في منتصف هذا العام بصنعاء أو لقاءات بوتسدام بألمانيا مع السلطة وقبلها لقاءات القاهرة وليون الفرنسية وشفيلد البريطانبه مع المعارضة

إن وحدة القيادة والرؤية هي بمثابة الضمانة الوحيدة لنجاح أي ثورة وبالتالي فأنه لا مجال لأي اختلافات فكريه أو سياسيه في مثل هذه المرحلة

ومن خلال الالتزام بهذه الضوابط فقط ستتمكن مختلف القوى الوطنية على الساحة الجنوبية من تحديد البداية والنهاية الصحيحة لكل مرحله من مراحل نضالها السياسي السلمي لاستعادة دولتها وتجاوز أخطاء ثورة التغيير وإنهاء رواية الاستعمار اليمني كما فعل إبائهم مع الاستعمار البريطاني