الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢٥ صباحاً

رساله الى الزعيم

محمد الحاج
الاربعاء ، ٢١ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٥٠ صباحاً
قال تعالى (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) يقول سيد قطب رحمه الله في ظلال هذه الآية :نداءٌ خاشع , في تركيبه اللفظي إيقاع الدعاء . وفي ظلاله المعنوية روح الابتهال . وفي التفاتاته إلى كتاب الكون المفتوح استجاشة للمشاعر في رفق وإيناس .

وفي جمعه بين تدبير الله وتصريفه لأمور الناس ولأمور الكون إشارة إلى الحقيقة الكبيرة : حقيقة الألوهية الواحدة القوامة على الكون والناس ؛ وحقيقة أن شأن الإنسان ليس إلا طرفاً من شأن الكون الكبير الذي يصرفه الله ؛ وأن الدينونة لله وحده هي شأن الكون كله كما هي شأن الناس ؛ وأن الانحراف عن هذه القاعدة شذوذ وسفه وانحراف.

أيه الزعيم : إن الدينونة لله وحده هي شأن الكون كله كما هي شأن الناس ,وإن الانحراف عن هذه القاعدة شذوذ وسفه وانحراف!.

أيه الزعيم : لقد أتيتنا لتحكمنا شهراً فتسلطت دهرا , وأردتَ نصرةَ مظلموم فظلمت شعبا , اتيتنا أشعت أغبر فصلح حالك وحال أبنائك وإخوانك وأحفادك وأنسابك وجيرناك وكل من له صلة بك , وبالمقابل ازداد الشعب فقراً وحاجة .
أيه الزعيم : لقد حكمتنا عقوداً عشناها قرونا , عشناها بمرها وحلوها وكان مرها هو الأغلب , حكمتنا بعيداً عن النظام والقانون , الذي ما فتئت تتحدث عنه , حكمت بالتلفون وأحياناً بالرنات , شهدنا في هذه العقود مالم تشهده دولاً مجتمعه في قرون .

أيه الزعيم : لقد ظهر في عهدك الفقير والمسكين والمعدوم والمظلوم والمقهور .. و.و.و , بالمقابل رأينا في نفس العهد أصحاب ناطحات السحاب والسيارات الفارهة في بلد من بلدان العالم الثالث !! كيف ومن أين ؟ أنت تعرف ذلك .
أيه الزعيم : لقد تعلمنا في عهدك قواعد في الحكم لا يمكن إيجادها في بطون الكتب ولا في تجارب الزعماء من قبلك أو بعدك : الرقص على رؤوس الثعابين - إذا حلق ابن عمك بليت - الجيش لحراسة الكرسي وقمع التمرد – كما علمنا وتعلمنا أن القانون والزعيم وجهان لعملة واحده .

أيه الزعيم :لا ننكر أنا توحدنا في عهدك , كما لا تستطيع أن تنكر أننا تفرقنا من أجلك .

أيه الزعيم : ونحن نعيش ذكرى مذبحة الكرامة ألا يذكرك هذا اليوم بشيء , ألا يحز في نفسك أن تلك الدماء الطاهرة التي سالت من دماء اليمنيين كانت من أجلك أنت وحدك , والتي من المفترض أن تكون مؤتمناً عليها .

أيه الزعيم : لقد مُنحت حصانة كاملة هي الأولى من نوعها وفي سابقة خطيرة في التاريخ الإنساني !! من أجل أن ترحل عنا , لا أن تأتينا بثوب جديد وبمسمى جديد , ألا تدري أن مجرد ظهورك أو حتى الإشاعة عن تصريح منسوب اليك يعني قطع الكهرباء والماء وتفجير أنابيب النفط وغلاء المعيشة وغيرها.
أيه الزعيم : أتدري أننا بحاجة إلى أعوام وأعوام حتى نتخلص من ارثك المثقل بالمصائب والنوائب , أما آن لك أن تحط رحالك لتتفرغ لكتابة مذكراتك لسنوات عجاف حكمت وتحكمت في كل شيء.

أيه الزعيم : أتدري أن ( نلسون مانديلا ) سجن سبعاً وعشرين سنة ، وهو ينادي بحرية أمته ، وتخليص شعبه من القهر والكبت والاستبداد والظلم ، وهو مصر صامد ، حتى نال لقب الزعيم.

أيه الزعيم : أتعلم!! أن ما أَصَابَك لَمْ يَكُن لِّيُخْطِئَك, وما أخطأك لم يكن ليصيبك, جفت الأقلام وطويت الصحف.

مواطن ضـابح