الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٤ مساءً

أمي اليمن ...

خالد محمد العجي
الجمعة ، ٢٣ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
كل عام وأنتي في ضياع وتدهور وسمعه سيئة يا يمن
"تفاؤلا ....سأقول غدا سيكون أحسن"

........

يحتار القلم عن ماذا يكتب فيك عن ماضيك الذي انداس ومحي
أم حاضرك الذي تتكالب عليه المصالح
أم مستقبلك الذي لا أرى طريق إليه سوى طريق الهروب الى المهجر والعيش بلا شوق ولا حنين إليك...

أي أم أنتي...!؟
فمن طفولتنا الى شبابنا حتى هرمنا
لم نشعر ولن نشعر بدفئك الذي يقال عنه حضن الأم العطوف
ولكننا رأينا حقيقة ألأمومة في عيون الذين لا يملكون لا حول ولاقوه إلآ أنهم أبنائك يا يمن

فتعالي يا أمي من فوق الجبال
لنتأمل في حال أبنائك كيف صار
هذا ثرائه يفوق الخيال
فالبيت بيتين وستة وأراضي في كل مكان
وسيارات تحب التجديد في كل عام يريد الحديث فالأحدث حتى السكوت
هكذا يا يمن أبنائك مابين رفاهة تضحك إبليس
وتبذير يبكي التراب
هؤلاء حقيقتا هم أبنائك يا يمن فانظري هناك حيث
المدارس الخاصة جدا
الملاهي الغالية جدا
الفنادق الراقية جدا
وفي كل مكان فيه صرف مال بالهبل
سوف تجدي أبنائك يا يمن بكل سرور
هكذا يا يمن كنت أماً لهم
وعدوه لغيرهم
فباشرت الغير بهداياك القاتلة
الفقر جعلته محطة لأبنائك اللقيطة التي نسبتيهم باسمك "يمن"
فتعالي الى قلوب المظلومين بحبك لتلتمسي ما مداك فيها
.... صفر سوف تجديه لأن جفاك قد سيطر على الهواء
ودقات القلب
وحركات كل الحياة
فلماذا نحبك يا يمن...؟

بالنسبة لي لو وجدت كرسي على طائرة أو باص نقل
أو حتى فراغ لموضع قدمي على شاحنة أو باخرة لرحلت دون ان اتراجع
ولاتخذت من يعطيني الأمان والحياة الكريمة أمي و أبي

فعذريني "يا أمي اليمن" من يحب لا يتخذ مثل هذا القرار سواءً باختياره أو مجبراً عليه؟