الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٢١ مساءً

في عيده الماسي

د . محمد حسين النظاري
السبت ، ٢٤ مارس ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
• السبعين سيظل حاضراً في وجدان اليمنيين، السبعين مساحة يلتقي فيها المحبون لقائد ترأس اليمن لأكثر من نصف عمره البالغ يومنا هذا 21 من مارس سبعون عاماً، السبعين كلمة اتحد فيها أنصار الشرعية الدستورية حتى استطاعوا أن يخرجوا بالوطن بأقل الخسائر، جراء الأزمة التي عصفت به على مدار اثني عشر شهراً كاملة، وما زالت تداعياتها تلحق بالمواطنين.

• السبعين مثّل هدفاً للطامحين نحو الاستقرار، وغاية للحالمين بيمن أفضل، السبعين ليس كل الوطن وبالطبع من فيه ليسوا كل المواطنين، ولكنه يمثل ويمثلون نسبة مهمة من الذين يحترمون في الأخ قائد الوحدة علي عبد الله صالح –رئيس الجمهورية السابق- عمله الدءوب في معظم فترات حكمه، ويرون فيه قائداً يتفرد بمزايا عديدة منها، التسامح والعفو وحب التحاور، ولعل تلك الصفات في مجملها مثلت مخرجاً وانفراجاً للازمة.

• شخصياً لا أحبذ أن يحتفل الساسة أو الأشخاص بأعياد ميلادهم، لأنني أساساً اعتبرها تقليداً غربياً ودخيلاً على وطننا، حتى أني ولله الحمد - ورغم إقامتي لسنوات بسبب الدارسة خارج الوطن - لم أُقِم حفلة عيد ميلاد لي ولا لأي احد من أبنائي، رغم انبهار الناس بهذه التقليعة الغربية، والتي يرون فيها نوعاً من التقدم والتحضر والمدنية.

• غير أني أقف عند الاحتفال بالعيد السبعين للأخ قائد الوحدة من زاويتين الأولى أنها المرة الأولى التي يُعلن فيها بصورة واضحة عن الاحتفاء بالمناسبة في الساحات والميادين، بينما في السنوات القليلة الماضية كان يقتصر الأمر على برقيات تهنئة في الصحف، ونستشعر من هذا أن الأخ قائد الوحدة ليس شغوفاً بتمجيد هذا اليوم كما كان يعمل بعض الرؤساء في الدول الأخرى.

• أما الزاوية الثانية فتبدأ من نهاية الأولى، والتي توضح أن تياراً كبيراً من المحبين له قد رؤوا أنهم ينبغي عليهم تكريمه على ما قدمه للوطن، ولم يجدوا في اجتهادهم أفضل وقت لذلك من عيد ميلاده السبعين، ولا يمكن لأحد أن يمنعهم فرحتهم بيوم يرون فيه ميلاد قائد كبير أسهم في صنع تحولات لا يمكن أن تنكر في اليمن.

• نقول للأخ قائد الوحدة في عيده الماسي بارك الله فيما مضى من عمرك، وختم لك بخير فيما يُمد لك فيه، إن المحبين لك -من مؤتمريين وغير مؤتمريين- يحتفلون طواعية وليسوا مأمورين، لأنه توجد سلطة تجبرهم على الاحتفال سوى المحبة الحقيقة لقائد خُلق وتربى ونشأ معظم السكان في عهده، فصاروا يعرفونه كما يعرفون أنفسهم، ولعل الاحتفال نتيجة واضحة عن رضاءهم بما قدمته للوطن.

• من حقنا أن نشارك فرحة المحتفلين بيوم يرونه حدثاً غير عاديٍ في مسيرة القائد، فالمناسبة تأتي هذا العام وقد قدم الرجل أروع مثل في التضحية من اجل الوطن، وليس اكبر من يحقن دماء اليمنيين، ويسهم في إرساء أول انتقال سلمي وسلس للسلطة ليس على مستوى اليمن بل على مستوى المنطقة.

• من حق القائد بعد أن ناضل كل هذه السنوات الطويلة أن يأخذ قسطاً من الراحة، وان يعيش حياته الخاصة التي حرمت منها أسرته وأولاده طيلة السنوات الماضية، من حقه أن يشعر بدفء مشاعر من حوله، نعم مشاعر البسطاء وليسوا المنتفعين، الذين يحتفلون حبا وعرفانا ووفاء.

• أما المتزلفون والمتملقون والوصوليون الذين استفادوا منه طيلة فترات حكمه، ولم يكن همهم القائد الإنسان، ذو القلب الطيب، بقدر ما كانوا يبجلون فيه السلطة ويقدسون فيه الكرسي، ويعظمون فيه العطاء. على أولئك أن يبتعدوا عن الرجل فما عاد يحتاجهم بقدر ما يحتاج للمساكين الذين أحبوه وهم محرومين وهم منعمون، وأطاعوه طاعة لله ورسوله كولي أمر عليهم، لا كمركز عطاء لهم.

• إن اليوم الأول من العام الواحد والسبعين للأخ قائد الوحدة يجب أن يبدأ فيه رحلة جديدة من عمره –حفظه الله- رحلة تأمل وتقييم في سنوات الحكم، أين أصاب وأين اخطأ، فالكمال لله وحدة، والذي لا يخطئ هو بالتأكيد من لا يعمل، أما أنت فعملك شاهد عليك ويبقى التاريخ هو من سيرويها للأجيال القادمة.

• الأخ قائد الوحدة لن يزيدك التقدم في العمر إلا وقاراً، ولن يكسبك إلا مزيداً من التقدير ليس في نفوس محبيك فقط، وانما في من يرون أنهم يناصبونك العداء، ولكن الشهور القادمة كفيلة في أن يغيروا مواقفهم، لأنهم سيدركون مدى التضحيات التي قدمتها.

• دعك من الذين ما زالوا يريدون التسلق ولو على تاريخك الكبير، والذين يريدون خداعك بأن حزب المؤتمر لن يسير بدونك، فما مررت به في العام المنصرم كفيل بأن يجعلك قادراً، على أن تجعل كل شخص في المقام الذي يستحقه، والله ما احبك الناس إلا لكونك علي عبد الله صالح، وما عادوك إلا لسوء بعض من حولك.

• هنيئا لك احتفال المحبين بك، فهذا هو الكنز الحقيقي الذي خرجت به، فمحبتهم صادقة لا تزلف أو تملق فيها، وحقهم عليك أن تظل كما كنت وفيا لهذا الوطن، كبيراً عملاقاً على من يريد أن يصل إلى مبتغاه على حساب نضالك الوطني.

• ثق انك خرجت كبيراً بفضل من الله، فلا تمكن الآخرين منك بسوء تصرفات من يدعون محبتك، فمحبوك يتمنون أن تكمل فترة علاجك –شفاك الله- وليست أفضل فترة للسفر للعلاج من هذه الفترة، فمن حق جسدك عليك أن تعتني به، وهي فرصة لإخراس ألسنة المغرضين الذين يروجون إلى أنكم تقفون عائقاً أمام إنهاء التسوية السياسية، وكيف يفهم هذا وانتم من دعيتم إليها وسلمتم السلطة كم أتيتم إليها سلاماً بسلام ... وأخيراً نقول لك كل عام وأنت بخير يا قائداً لن يُنسى ، وكل سنة واليمن تنعم بالتقدم والتطور والازدهار .