الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٣ صباحاً

للإعادة

أحمد غراب
الثلاثاء ، ٢٧ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٠٥ مساءً
الشعب بقى مواد وعليه 4 كعك حمراء، وضروري يعيد السنة مثل كل مرة، ولما يتخرج يسووا له حفل تخرج، ويقولوا له: "لا يوجد لدينا وطن شاغر".

الحمد لله، الشعب طلع عاقل لم يهرب من المدرسة ولم يقفز من فوق السور، ودفع رسوم الدراسة والمواصلات أضعافاً مضاعفة رغم أنه لم يدرس شيئا سوى الدرس المتعاهد عليه في الذاكرة (قال فلان، قال علان)، ولا يوجد في المنهج درس واحد فيه قال الشعب.

بعدما طوروا المنهج شالوا قال فلان وقال علان... وأصبح المنهج:

قال علان وقال فلان.... (أين نحن من منهج فعل؟).

والشعب حتى وإن قال ما أحد بيسمعه، الكل بيسمعوا له، وإذا ما حفظش جدول الضرب يجيبوا له إنذار بفصل التيار الكهربائي، ورفع رسوم النحو والصرف والمشتقات، وطبعا الشعب اسم ممنوع من الصرف، في محل جرع اسم فاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره ذهب مع الريح.

والحقيقة أن الشعب لا يخزن إلا لكي يذاكر العلوم السياسية، ولولا ذلك لترك القات من زمان، علشان كذا فهو لا يبارح حائط المدكى، وطول الوقت وهو يأكل الكتاب، في ليبيا أكلوا الكتاب الأخضر، وفي اليمن أكلنا الكتاب الأحمر، ويبدو -والله أعلم- أن الذين فتحوا الكتاب على أساس أنهم يفرقوا الجن، غلطوا وحدث ما لم يكن في الحسبان أول ما فتحوا الكتاب وجدوا فيه صحن كباب وشوية زحاوق فتقاسموهن مع الجن.

الشعب جالس في آخر الفصل الدراسي في مدرسة العالم، واليمن جلست تذاكر تاريخ، والأساتذة يقولوا لنا التاريخ يعيد نفسه، حتى اكتشفنا أن التاريخ لا يعيد نفسه ولا حاجة، لأن التاريخ لو كان يعيد نفسه إن الحضارة اليمنية القديمة قد دارت ورجعت لنا من زمان، لكن الحاصل أننا نعيد أنفسنا، وأننا في الجملة سابقا لا تستثني أحدا، يعني إحنا كلنا، أحزابا وقبائل ومذاهب، لم نجتمع مرة واحدة، وإذا اجتمعنا نجتمع سنة لنفترق بعدها سنين، وهكذا الحال من أيام اختلاف القبائل وغزو الأحباش، وحتى أيام اختلاف القبائل ونهب الخزينة العامة.

كلما قلنا إن اليمن ناجح ومنقول إلى اليمن السعيد، نكتشف أنه باقي للإعادة.

المشكلة أن مافيش أحد بيذاكر له كلهم بيذاكروا عليه.

ما أجمل اليمن لولا الجهل.

عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.

اللهم صلّ وسلم وبارك عليه.