الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٧ صباحاً

وزراء الدفع المسبق

محمد الحاج
الاربعاء ، ٢٨ مارس ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
تشكلت حكومة الوفاق الوطني تماشياً مع المبادرة الخليجية والتي قُبلت على مضض كونها ساوت بين الجلاد والضحية, ورغم ذلك انعقدت آمال اليمنيين على هذه الحكومة, وتوقع الجميع بأنها ستكون بحجم الوطن , بعيدةً عن المهاترات والتجاذبات السياسية والحزبية مهما كان حجمها , ولكن وفي غفلة من الزمن وضمن خطة خلط الأوراق التي يقوم بها المخلوع نكتشف أن هذه الحكومة أوهى من بيت العنكبوت , وأنها لن تكون قادرة على مواجهة أي تحدٍ أو مؤامرة .

إن الغياب المتعمد الذي قام به مجموعة من وزراء صالح من جلسة مجلس الوزراء الاعتيادية , أو بالأصح التأخر عن حضور الجلسة , ليس حدثاً عابراً يمكن تجاهله أو نسيانه , بل هو خطيئة كبرى , يمكن قراءتها على أن هذه الحكومة لا يمكن أن تكون مشروع انقاذ لهذا الوطن , بل ربما تكون هي من ستجر الوطن الى الهاوية , إن حب الوطن والتجرد لهذا الحب هو الطريق الوحيد لإيصال السفينة إلى بر الأمان .

لكم تمنيت وتمنى غيري أن نرى هَؤُلاء الوزراء اتخذوا موقفاً لمصلحة الوطن , وغابوا أو حتى هددوا بالغياب عن جلسةٍ من جلسات العبث التي كانت تعقد قبل هذه الحكومة التوافقيه , وجميعهم أو اغلبهم كانوا وزراء حينئذ , إن الارتهان للماضي مهما كان جميلاً وحافلاً بالمنجزات خطيئةٌ وانحدار , فما بالك عندما يكون غير ذلك.

الأخوة الوزراء : إن تلك الكلمات الصادقة التي أطلقها فدائي الوطن الأستاذ محمد سالم باسندوه في ذكرى جمعة الكرامة , لا ترقى إلى مستوى الحدث , ولا تلامس المأساة , ولكن مع ذلك نجد من كان سبباً في تلك المأساة وتلك الجريمة , يكشر ويزمجر ويهدد رئيس حكومتكم بالاختطاف , أي غابةٍ نعيش فيها .

الأخوة الوزراء : إن شخصاً طلب الحصانة وسعى من أجلها بقضهِ وقضيضه , بل وربط مستقبل الوطن بتلك الحصانه الكاملة ذات السيادة التي لا يمكن نقضها أو حتى الحديث حولها, لا يمكن أن يكون بريئاً , وعلى الظالم تدور الدوائر , وبالمقابل لا يمكن لشخص ذرف الدموع من أجل انجاز نفس الحصانة أن يكون أقل وطنية وحرصاً على هذا البلد ممن طلبها لنفسه .
الأخوة الوزراء : أين كنتم يوم نهبت ثروات البلاد في البر والبحر , و أين كنتم يوم أحرقت أبين وصعده وتعز وأرحب والحصبة , وأين كنتم يوم جمعة الكرامة يوم سال ذلك الدم الطاهر فغضب سكان الأرض والسماء من هول ذلك الحدث , وأين كنتم يوم .. ويوم ... ويوم .

الأخوة الوزراء : إنكم أمام خيارين لا ثالث لهما : إما أن تنحازوا لشعبٍ لاقى الويلات والمصائب أثناء ادارتكم لمؤسساته المختلفة ولعقودٍ من الزمن , وتكونوا بذلك كفرتم عن جزءٍ ولو يسير من سيئاتكم . أو تنجروا وراء شخص طغى وتجبر وأظهر الفساد في البر والبحر, وسيقودكم ويقود البلد إلى الهاوية , واعلموا أن الحقد الشخصي يقتل صاحبه كمداً ، والحقد السياسي يعوق المجتمع عن سيره الصحيح ، وحقد الطاغية يدمّر الأمة تدميراً.

 فائدةٌ ودعاء : الخَرَفُ: بالتحريك فَسادُ العَقْلِ من الكِبَرِ وقد خَرِفَ الرجُل بالكسر يَخْرَفُ خَرَفاً فهو خَرِفٌ فَسَدَ عَقْلُه من الكِبَرِ . اللهم إنا نعوذ بك من الخَرَف ومن أهل الخَرَف ومن كل شيء يمت بصلة للخَرَف ومن كل طريق يؤدي بنا إلى الخَرَف.