إن بعض أصحاب السلطة ممن أعطاهم الله الولاية على شعوبهم يخشون أن يقوم شخص من أبناء شعبهم بالنطق أمامهم ببعض الكلمات البسيطة المعبرة عن الحرية أو عن ظلم حاصل في الدولة أو غير ذلك …
فهم لذلك يتضايقون من الأدب ويكرهون الكلمات ‘ يقول المفكر (جون والستون سوت) ( إن قادة العالم والسياسيين لا يقرءون الأدب ، يكرهون الكلمات، يخافون منها فيحاولون خنقها ، معتقدين أنهم بذلك يمسكون السلطة ويفتقدن متعتها، ومحتواها، وهؤلاء يخشون أي تغيير في اللغة أو في مناهج التعليم ) .

أضف إلى أن البعض منهم يهتم بمسالة الحكم يريد أن يبقى ما شاء حاكماً ويورث الحكم لمن يريد من بعده سواء أكان النظام ملكياً أم جمهورياً ديمقراطياً.
ويظل البعض منهم يخوضون حرب عوان وكيد على أصحاب كلمة الحق بمساعدة وسائل الإعلام المغتصبة بأيدي أناس يتخذون منابر الإعلام الرسمية أبواقاً تمجدهم والأموال العامة وسيلة قذرة لشراء ضمائر الأقلام.

فمهما يخافون أصحاب السلطة من الكلمات فلابد لهم أن يعلموا أن كل الحرية للشعب ،ولا حرية لأعداء الشعب ، وأن الشعوب تظل متمسكة بحرية الوطن ، وحالمة بمستقبل متقدم، يبنيه العلم ، مدركة بذلك دور الثقافة في تقدم الشعوب وازدهارها ، وان الحكمة والعقل يغلبان القوة وسفك الدماء .
وعليهم أيضا أن لا يكنون في نفوسهم الكراهية أبدا ولكنهم يسعون لتحقيق آمالهم في إنقاذ البشر من الجوع والعطش وتحقيق الحرية.

وقفة قلم : (على باب الشام )
حـجـرٌ مـطـبـقٌ عـلـى بـاب سـوريــا
يـبـدو أنـه ضـخــمٌ لـكـنـه فـي الـحـقـيـقـة
أعـمى مـنـغـلـقٌ أصــمّ
يـنـهــال عـلـى شـعــبٍ يـبـحـث يـهـوى يـعـشـق
عـبـثـاً يـُـقـتـل عـطـشـاً لـلـحـريـة ...
ويـظـل هـو يـرفـض تـرك الـسـلاح
يـنـتـظـر الـقـدر مـتـى يـصــرعـه عـلـى بـاب الـبـعـث(1)

______________
(1) البعث : حزب البعث.