الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٢ صباحاً

هيكلة العقول

عبدالسلام المثيل
الخميس ، ٠٥ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٣٠ مساءً
في القرن الواحد والعشرين حدثت ثورة معلوماتية وإعلاميه وعلميه وتكنولوجيه وتطور في الصناعه بكل جزئياتها لم يسبق لها نظير مقارنه بالعقود السابقة انعكست مفاهيمها على التطور والنمو المعرفي للعامه من البشر

كما هي عائداتها على نمو الخدمات الانسانيه وأسلوب المعيشة ، ونحن هنا في هذا البلد وفي القرن الواحد والعشرين نناضل من اجل العودة الى الخلف وبإصرار شديد متغنيين بتاريخ لم يعد يرى له وجود غير في القصص وحكايات النوم وبقايا اثار غطت كثبان الرمل على ما تبقى من اعمدتها وجدران مدنها.

لم نتمكن من التقدم خطوه واحده الى الامام والولوج الى العصر هذا او حتى الاقتراب من بوابته اكثر من رجوعنا عشر خطوات الى الخلف وتم وضعنا في مكان يستطيع الناظر اليه من البشر الاخرين مقارنته بما سمع عن نمط العيش وغوغائية سكان القرون الوسطى

وذلك من خلال تمسكنا بمفاهيم قديمه عفى عليها الزمن وقيامنا بتصرفات لا تمت الى هذا العصر بأي صله
مشاركين جميعنا في هذه الحالة الذي نحن بها وعليها من الصغير الى الكبير عمرا أو مقاما، ومن موظف في اسفل درجات السلم الوظيفي الى من تجاوز درجات السلم وقفز الى كرسي السلطة

وتتجلى هذه الحاله في ابهى صورها في ايامنا هذه ، فذاك ينادي بالعودة الى الحكم الامامي كحق الهي مستندا الى آيات وأحاديث دينيه وهذا يطلب جزء من الوطن كمطلب شرعي مظهرا اوراق ملكيته لها والاخر يصر بأن هذا الوطن هو موطن المشائخ ومقر المشيخات ومن ينكر او يستنكر لن يجد للنوم طريقا من سماع لعلة الرصاص واصوات المدافع،
وهولاء الذين لم تحلم حتى احلامهم ذات يوم بوصولهم الى كرسي السلطه والتنعم بمغانمها لم يدركوا بعد ان الامور انتهت او شارفت على الانتهاء مصرين على ان كل شارع رصف او طريق عبدت او مدرسة بنيت

انما هي نتيجة لمجهوداتهم ويستحقون الثناء والتقدير عليها والا فان الجحود والانكار هي الصفه المناسبه لمن يريد لهم العوده الى منازلهم او بالاصح قصورهم المشيدة من دماء الغلابه وأجساد المساكين

وبين كل هولاء، هناك شعب جاهز للرقص على كل نغمه ومستعد لبذل ما تبقى من روحه والجسد لابقاء هولاء جميعهم محمولين على ظهره حتى وان كانوا سبب بلائه الدائم ومصيبته المستديمه، مصيبة يعيشها هذا الجزء من الكرة الارضيه
من دون سائر الاجزاء سببها الاول والاخير عقلية من يسكنون عليه الذي لا يرون فيه غير مكان للغنى والاغتنام او ساحة للقتل والاقتتال