الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٥ صباحاً

امريكا تسعى لنشر الفوضى في اليمن

علي السيد
الأحد ، ٠٨ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
نتابع هذه الأيام التحرك الأمريكي الحثيث والاهتمام الكبير والبالغ باليمن لاسيما تحركات أجهزتها الاستخبارية وسفيرها يهودي الأصل وكذلك الزيارات المكثفة وتتأتى هذه التحركات في إشعال الفتنة بين أبناء الشعب اليمني وإدخال اليمن في دوامة الصراعات والحروب الداخلية .. لكي يتسنى لهم أن يفرضوا الهيمنة الكاملة على اليمن بذرائع هم من يصنعوها ويحركون أطراف تابعة لهم في تنفيذها ..
كما أنهم يسعون بكل جهد في نشر الفوضى وإذكاء الفتنة بين أبناء الشعب اليمني لكي لا يتوحدوا في مجابهة المحتل والمستعمر وهذا ما لمسناه هذه الأيام وبدأت مؤشراته في هذه الأيام ..
فما يحصل في صنعاء من توتر بين طرفي النظام الظالم والعميل لهو خير دليل في إقحام البلد في أتون الفوضى الخلاقة وهذا ما يجعل أمريكا أن تتدخل أكثر وتفرض هيمنتها على اليمن ..
وبالتالي تأتي هذه التطورات الخطيرة بعد أن أدرك الأمريكيون أن الشعب اليمني أراد التغيير ولن يبرح من الساحات حتى تسقط كل المنظومة الفاسدة التي حكمت اليمن طيلة 33عاما بالحديد والنار وفي الوقت نفسه استطاع الشعب اليمني أن يفشل ما يسمى بالمبادرة الأمريكية السعودية التي حاولوا من خلالها أن يكبحوا جماح الثورة الشعبية
ولكن صمود الشعب اليمني أمام كل المؤامرات والتحديات الراهنة جعلت من أولئك المتآمرون أن يراجعوا حساباتهم ..
كذلك أدركوا أيضا أن أبناء الشعب اليمني يحمل وعيا قرآني وأنهم لن يستطيعوا أن يمرروا أي مؤامرة أو مشروع فكل المحاولات الأمريكية باتت فاشلة
لا سيما وأنهم يعملون في كل الاتجاهات ويشغلون كل الملفات والأوراق التي يمتلكونها فتارة نرى الورقة القبلية وتارة أخرى نرى ورقة ما يسمى بالقاعدة المؤدلجة أمريكا ويصورون للعالم أن اليمن أصبح خطرا يهدد العالم ولا بد للقوات الأمريكية أن تدخل اليمن وتقتل اليمنيين تحت هذه الذريعة والمسرحية الهزلية التي تدق على وترها أمريكا منذ أن بدأت في تأسيس هذه الإرهاب الأمريكي المزمع ..
حيث راى الساسة في البيت الأبيض انه لا بد من احتلال البلدان العربية والإسلامية ومسخ الهوية الدينية وفرض ثقافة الإلحاد والفساد .. فقاموا باختراع هذه المسلسل الدرامي الذي مثله أبطال هوليود وكانت النتيجة أن أمريكا ودول الاستكبار العالمي تقتل المسلمين بذريعة واهية ومصطنعه وتحتل بلدانهم وتنهب خيراتها وهم يذبحون في الطرقات عبر السيارات المفخخة التي هي من صنع أمريكا واستخباراتها الشيطانية ..
في المقابل أمريكا تبدأ بحربها الاقتصادية والعسكرية في اليمن وتسارع وتستبق هذه الحرب بنشر الفوضى العارمة في كل الشمال والجنوب وبقية المناطق اليمنية
فحينما ترى أمريكا أن الشعب اليمني سارع في كشفها وفضحها تغير إستراتيجيتها الاستعمارية وتوحي إلى عملائها بأن يتحركوا ليستهدفوا الأحرار والثوار في هذا الوطن .. وكذلك يحاولون أن يدخلوا عبر لواء الدماء الجنرال علي محسن الأحمر والشيخ حميد الأحمر الذين يحاولون أن يقدموا أنفسهم قيادات عليا للثورة فيما هم باعوا اليمن ورهنوه للخارج أكثر بكثير مما كان يقوم به الرئيس السابق علي عبدالله صالح خلال حكمة ..
وهذا ما بدأ وضحا وجليا من الاجتماعات السرية المكثفة في مقر القيادة التي جمعت السفير الأمريكي والسفير السعودي وكذلك اللواء علي محسن الأحمر والشيخ حميد الأحمر .. وبعض القيادات حكومة ما يسمى بالوفاق الوطني التي لا يوجد فيها ذرة من الوطنية وهي من فتحت للأمريكيين الباب بمصراعيه
لكي يتسنى لهم أن يقتلوا أبناء الشعب اليمني بدون أن يستنكر احد .. بل نرى من يسعى في تبرير ذلك التدخل والاستعمار حيث نشاهد رئيس الحكومة باسندوة وهو يذرف الدموع أمام كمرات الفضائيات والقنوات المحلية وكأنه بدموعه هذه يريد أن يقنع الشعب اليمني بالمحتل وأن يبرر التدخلات الأمريكية والله أن هذا من العجيب أين أصبحنا وكيف أصبحنا ؟ ..
والجدير بالذكر أن النظام السعودي انخرط ضمن مشروع أمريكا في نشر الفوضى في اليمن .. حيث نرى التحركات السعودية في الشمال وهي تشعل نار الفتنة الطائفية في منطقة عاهم محافظة حجة وفي منطقة كتاف محافظة صعدة وتغذيها وتدفع لهم الأموال الطائلة وكذلك تجنيد الأفارقة وفتح لهم المعسكرات الخاصة لتدريبهم وتجهيزهم
ومن ثم نقلهم إلى ساحة المعارك في عاهم وكتاف وكذلك الإيحاء إلى مليشيات حزب الإصلاح في الاصطفاف مع نظام آل سعود في خوض الحرب الغير الرسمية في شمال اليمن ..
وبالتزامن مع أمريكا تبدأ الفوضى والتوترات في صنعاء يتلوها نقض الصلح والهدنة التي أبرمت بين جماعة الحوثي وحزب الإصلاح .. حيث أكدت مصادر من محافظة حجة أن مليشيات الإصلاح قامت فجر يومنا هذا بنقض الصلح وإطلاق النيران الثقيلة والمتوسطة على منطقة عاهم ويأتي هذا التطور الأخير بعد اجتماعات مكثفة بين ميليشيات الإصلاح و قيادات سعودية خلال هذه الأيام في القرب من منطقة ميدي الساحلية في محافظة حجة ..
وعلى صعيد متصل شنت ميليشيات الإصلاح فجر اليوم هجوما مباغتا على منطقة عاهم مديرية مستبا محافظة حجة والتي استخدموا فيها كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة دون أي مبرر يذكر سوى الارتهان للخارج وتنفيذ توجيهاته أمراء آل سعود .
ويرى مراقبون أن التطور الخطير في منطقة عاهم محافظة حجة يدلل على أن نظام آل سعود يريد أن يشعلها حروب قبلية وطائفية في شمال اليمن بالتعاون مع أمريكا في تنفيذ هذا المشروع التآمري على اليمن وهذا ما لا يحمد عقابه ..
واعتبر المراقبون أن ما تقوم به ميليشيات الإصلاح في نقضهم للصلح وممارسة هذا العدوان يؤكد أن إدعاءاتهم الباطلة والكاذبة التي لطالما حاولوا إخفائها وانه لا يمكن أن تغطى الحقيقة وأنهم أدوات يتبعون أمراء آل سعود وينفذون أجندتهم في الشمال .. فهم يرفضون التعايش السلمي ويتلقون الدعم العسكري والمالي وكافة أنواع الدعم من قبل الاستخبارات السعودية ومن ورائها الاستخبارات الأمريكية التي تسعى جاهدة إلى نشر الفوضى والحروب الداخلية
ليتسنى لها تمرير مؤامراتها الدنيئه وإحكام قبضتها على البلاد سياسيا وعسكريا ......
ندرك جميعا أن التدخلات الأمريكية في اليمن أصبحت واضحة ولا تحتاج إلى دليل فإذا لم نتحرك في مجابهة المحتل ونعود إلى القرآن الكريم عودة صادقة ونجعله منهاجا نستنير منه فأننا سنصبح مستعمرين وستنهب ثرواتنا وسيغيرون ثقافتنا ويهتكون أعراضنا فأين الحكمة يا أهل الحكمة أين اليمنيون الذين لا يقبلون الظلم ولا الضيم ولا عيش المهانة والاستذلال وسيكون واقعنا أسوء من العراق وأفغانستان وفلسطين وكل من احتلتهم أمريكا في المنطقة ..
فلنعد العدة ونجهز أنفسنا لمجابهة المحتل وطردة من بلادنا فلا نستمع إلى كل أدوات أمريكا في اليمن بل نسعى إلى قطع دابر تلك الأدوات والأيادي الأمريكية وإنشاء الله أننا سننتصر وسنقهر الأعداء ..
فعلينا جميعا أن نتحد وننبذ كل الخلافات القبلية والمذهبية وغيرها من الخلافات التي زرعتها أمريكا فيما بين أبناء الشعب اليمني لان الاتحاد قوة ومن صفات العدو أن يسعى في زرع الضغائن والفتن بين أوساط المسلمين ونشر الخلافات .. لكي يتسنى له أن يعمل بمنئ من عيون المسلمين ويصور لهم انه سيأتي لإنقاذهم من الويلات والخلافات والفتن والمؤامرات التي هو في نفس الوقت هو من زرعها وأشعل فتيلها فهم لا يحبون لنا الخير فهذه هي سياسة المستعمر ..