السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٤ صباحاً

تحت سقف وطن!

معاذ الخميسي
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
حسب ما أعتقد أن ما يحدث اليوم في الساحة اليمنية هو في أحد اتجاهاته تعبيرٌ عما يلُف الكثيرين من مظالم حين يجدون أيامهم وقد تحولت إلى صندوق ذكريات للتعاسة ولما ثقُل من الممارسات الخاطئة التي يتسبب فيها مسئولون من الطراز الرفيع وآخرون من أصحاب الريش المنفوش ممن يتعاملون بالاستفزازات وما يسبقها من تعالٍ وتكبُر وما يلحقُها من تجبر وتمسك موصول بالإصرار والترصد على ممارسة الظلم في أدقِّ تفاصيله والحقد في أبشع صوره..والذي يصل - حتى - إلى مستوى مصادرة درجة أو ترفيع وظيفي أو لقمة عيش قالوا عنها قديما (قطع الرأس ولا قطع المعاش)!
* وحين نؤكد أن الظلم موجودٌ والممارسات الخاطئة متوفرة وبكميات كبيرة فإننا في الوقت نفسه نرى أن المطالب الحقة والمشروعة قد غيبت في الساحة وفي أجندة الباحثين عن مكاسب لا عن ملامسة معاناة الناس وأوجاعهم والتخفيف منها..وبالمقابل نستطيع اليوم وغداً أن نسترجع ما مرّ ونشعر على الأقل بشيء من الراحة لأننا وقفنا ضد المسئول الفاسد والممارسات الخاطئة والتجاوزات.. ومن هذا المنبر الإعلامي الرسمي (صحيفة الثورة) وجهنا سهام النقد ولم نجد من يمنع أو يبدي الضيق أو الحنق.. وهذا هو شاهد إثباتٍ على أننا ننعم ومنذ زمن بعيد بالحرية.. وبالقدرة على أن نقول للفاسد فاسد في عينه!
* ولا ننكر أننا وجدنا تجاوباً في بعض الانتقادات وكشف السلبيات وجاء بعض من المسئولين ليعترف باخطائه ولم يكابر وحرص على أن يصلح لا أن يشطح وينطح.. ووجدنا في اتجاه آخر عيوناً مغمضة وآذاناً صمَّاء وعقولا تمارس الاستغفال وتلعب على حبال لا أرى لا أسمع لا أتكلم.. وتجدِّد موعدها مع أخطاء جديدة وتمارس قفزا آخر على مشاعر الناس.. ومن هؤلاء من وجدناه بالأمس مستمرا في الممارسات الخاطئة والتعنت وإقصاء الآخرين وظلمهم ومصادرة حقوقهم وهم أفضل منه حرصا على عملهم وأكثر منه وفاء وثباتا ..ومنهم من يحاول اليوم الهروب من (أدرانه) وبعضٌ ممَّن أراد أن يدَّعي (التضحية) وهو في الأصل يظن أنه يضمن خروجا (آمنا) لفسادٍ أزكم الأنوف !
* دعونا ممَّا مضى.. وتعالوا إلى ما يجري.. وهل عاد هناك متسعٌ للحديث عن الفساد.. والمظالم.. والأخطاء.. والتجاوزات.. أم أن الأمر حالياً أصبح محصوراً في زاوية (ضيّقة) وإن قادتنا إلى المزيد ممَّا هو حاصل والكثير مما يحصل.. ووضعتنا في (مخنق) المجهول الذي لا يعلمه إلا الله!
* أنا.. في ظل هذه الأوضاع حاولت أن أبحث عن حالة (تصحيح) أو عن (استيقاظ) لضمير عند عدد ممَّن أشبعوا أيامهم على كرسي المسئولية بالأخطاء والمظالم.. ولا أخفيكم أظل أسأل نفسي.. هل هناك من استوعب.. وهل هناك من فهم؟؟.. وأجد الإجابة تضعني أمام حالة (شرود) في (نوعية) البعض ممَّن لا يمكن أن يتعلم من الدروس !!
* والكارثة وبلا شك هي حين يزداد البعض عناداً ونفوراً وهم يرفضون إصلاح أنفسهم أو حتى القبول بما هو معروف بأن النفس أمّارةٌ بالسوء.. فنجدهم أكثر إصراراً على ممارسة المزيد من الهنجمة والكثير من الاستفزازات ولا يتأخرون في إثبات قدرتهم الفائقة على ممارسة الظلم والأخطاء والتجاوزات.. بل وأكثر من ذلك.. وبدم بارد.. وبارد جداً!!
* الاستغراب لا يكفي أمام مسئول لم يتوقف عن الفساد الإداري والمالي.. ووزير يريد للهوّة أن تتّسع.. ومدير أو حتى مختص يمارس الابتزاز ويلهث وراء ما في جيوب الآخرين ثم نجده يلعن الفساد والظلم ويصرخ ويذهب إلى أقرب أو أبعد (خيمة) ليقول أنه يريد إسقاط النظام!!
* أنا هنا.. أحاول أن أنسى المشهد الساخن في أرضنا الطيبة والتي تتربص بها الأحقاد من كل مكان.. واتناسى ما يحدث من اختلافات واعتداءات طالت حتى (النساء) في سابقة تخالف قيمنا وعاداتنا.. وأحاول في اتجاه آخر.. أن أعرف ما الذي كسبناه.. فأجد فاسدين مبهررين.. وقلوبا ترتجف.. وأرصفة تتكسر.. وشوارع تغلق.. ودبة غاز مفقودة..ونقاط تفتيش البعض منها يمارس الاستفزاز على هواه.. وأحزاباً تبحث عن كرسي.. وشباباً أصرّوا وثبتوا.. ثم جُنّبوا.. وواقعا صعبا.. ومستقبلا ملغوما.. وليس هناك من يتعظ.. أو يعتبر.. أو حتى يفكر في ما له وما عليه.. أو كيف يبدأ بإصلاح نفسه ..ويعرف أنه تحت سقف وطن.. لا تحت سقف نفسه أو ذاته.. وما بعده الطوفان.. واللهم نسألك اللطف..!
[email protected]