السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٢ مساءً

رؤوس مطلوبة !

عرفات مدابش
الاثنين ، ٠٩ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٥٤ صباحاً
هناك حالة عبث غير منطقية تجري في هذا البلد ، وتحديات سافرة أمام أن تتحول إلى بلد ديموقراطي وآمن ومستقر وأمام مرحلة التغيير الحتمية التي يفترض أن تتم ، وأبرز أنواع العبث ، هي تلك المتعلقة بالنظام السابق الذي يصر على البقاء متحكماً بصغائر الأمور قبل كبائرها ، وهذه معادلة ، ليست خاطئة فحسب ، بل هي خطيرة ، لأن هناك من يقف أمام إرادة التغيير بقضه وقضيضه ، مستخدماً أساليب «البلطجة» جهاراً نهاراً ، ولدينا الآن نماذج لهذه العينات ممكن كانوا ولازالوا يشغلون مناصب وعينوا فيها بقرارات و«شفطوا» موارد البلاد وتاجروا في كل شيء ، حتى البشر والشجر والأرض!.

هؤلاء هم من يهددون الوحدة الوطنية للبلاد ، وهؤلاء هم الانفصاليون الحقيقيون وليس الجنوبيين أو الحوثي وأتباعه في صعدة ، وهناك ، أيضاً، نماذج اخرى جديدة لاقصائيين جدد، اعتبروا أن المرحلة المقبلة هي لهم فقط ، وعليهم – مبكراً – التنبه لأخطائهم ، وليس لدينا الوقت الكافي لانتظار» جلد الذات أو «التقييم للتجربة»، فالمرحلة يفترض بها أن تكون نظيفة منذ البداية !.

وبالعودة لمن يقفون حجر عثرة اليوم أمام قطار التغيير الحاصل في البلاد ، فإن ما يجري لا يوجد له سوى تفسير واحد ، وهو أن هؤلاء يثبتون أنهم غير وطنيين وأنهم ملطخون بكل ما ينسب إليهم من أفعال شنيعة في حق الوطن والمواطنين ، من فساد ونهب وأخيراً بانت لهم وجوه جديدة ، ووصف «البلطجة» قليل بحقهم .

الامر ليس متعلقاً بمن سوف يحل بدل فلان من الناس ، الأمر له علاقة ببنية متكاملة لدولة تسير بالبركة وبلطف عظيم من رب عظيم وكريم ، أكرمنا بأن نلج إلى طريق آمن وسلمي وسلس ، سواء لانتقال السلطة أو لتغييرها أو لإدارتها ، لا تهم التسميات ، بقدر ما يهم مضمون ما حصل وسيحصل بصورة مشرفة لبلدنا .

والشيء المؤسف حقاً، أن هناك من يعتقد أنه صاحب حق ، طبعاً في كلا الطرفين ، الأول من يعتقد أنه الأحق بأن يظل في مكانه وأن يعيق أي مشروع تغيير ينعكس بصورة إيجابية لصالح المواطنين ، والآخر الذي يعتقد أن من حقه إقصاء الآخرين ، والجميع يجانبون الصواب فيما يفعلون ويعملون ويقولون ، خاصة وأنهم أبعد ما يكونون عن هموم شعبهم ومتطلبات مواطنيهم ، والداهية الأطم أننا بتنا نرى أن كل طرف من الأطراف ، الرئيسة أو الفرعية ، دولة بحد ذاته ، وبدأت ملامح الدولة وهيبتها تتلاشى وتهان وتداس في الشوارع ، وكأننا عدنا إلى الوراء بضع عقود من الزمن ، وهذه هي الكارثة الحقيقية التي لا نتمنى لها أن تستمر ، لأن من السهولة بمكان أن نهد المعبد فوق رؤوسنا وأن نقضي على طيف الدولة القائم ، لكن من الصعوبة بمكان أن نسيطر على الأوضاع إذا ما انفلتت ، وبنفس الصعوبة أن نعيد بناء الدولة وفرض احترامها وهيبتها ، لأن ذلك يأخذ سنين طوال ، ونحن – في الوقت الحاضر – في أمس الحاجة لعامل الوقت ، أكثر منه في الفترات الماضية .

لابد للجميع – في هذه البلاد – من تحكيم العقل وتغليب مصلحة الوطن على كل مصالح شخصية، وإن كان البعض يعتقد أنه تعرض لضيم ما ، فإن عليه أن يسلك السلوك السوي، لا أن يلجأ إلى أسلوب وسلوك شريعة الغاب للدفاع عن نفسه أو لتحقيق ما يبتغي ، كما أن على الطرف الآخر أن لا ينساق وراء سياسة الانتقام ، فهي أكثر خطورة وهي التي تجر اليمن – منذ عقود مضت – نحو ذات مربع العنف والانقسام والخلافات المتتالية ، وكأننا – في كل مرة – نعيد الكرة ، بمعنى أننا لا نتعلم من دروس الماضي ، ولابد من تنظيف البلاد من بعض العفن الذي علق بها ..!

خاتمة: يوم أن نجد شارعاً واحداً في أي مدينة يمنية نظيفاً ومنسقاً وبصورة يومية .. يمكننا أن نقول – حينها – إننا على الطريق السليم !!