السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤١ مساءً

عفوا قطر ..لا تؤاخذونا على ما نطق السفهاء منا

منير الماوري
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر

سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد دولة قطر
سمو الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس وزراء دولة قطر
سمو الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس مجلس إدارة قناة الجزيرة


تحية يمانية أصيلة أبعثها إليكم نيابة عن جميع أحرار اليمن أنقلها عبركم إلى كل أبناء قطر، مقدما اعتذاري الشديد لكل قطري وقطرية بسبب الإساءات اللفظية التي صدرت من رئيسنا منزوع الشرعية علي عبدالله صالح، مؤكدا لكم وللشعب القطري العزيز أن هذا الرجل لا يمثل إلا نفسه وأن غالبية ابناء اليمن يقدرون لقطر وأبناء قطر مواقف عروبية عظيمة سجلها التاريخ في أنصع صفحاته رغم تنكر الرئيس صالح لها ومن بينها ما يلي:


- موقف قطر الرائع مع وحدة الشعب اليمني عام 1994 على عكس المواقف الأخرى التي تبنتها بقية دول مجلس التعاون الخليجي في ذلك الحين.
- موقف قطر الإنساني العظيم المستمر منذ 2005 في التوسط لإنهاء الحرب الظالمة التي شنها دكتاتور اليمن على أبناء محافظة صعدة شمال اليمن ودور قطر النبيل في وقف المجازر ضد أبناء مديرية حرف سفيان في محافظة عمران.


- دور قطر الجرئ في تبني مبادرة خليجية هذا العام 2011 تنص على تنحي الرئيس صالح من الحكم لإنقاذ الشعب اليمني من سياسات هذا الرجل المتشبث بالسلطة بلا حياء ولا أدنى خجل من تداعيات هذا التشبث المقيت.


- دور قطر العظيم في تسخير قناة الجزيرة لخدمة الشعوب العربية ومن بينها الشعب اليمني المظلوم عوضا عن خدمة الحكام الطغاة. وكان لقراركم الشجاع هذا أكبر الأثر الذي سيذكره التاريخ بأن قناة الجزيرة كانت الصوت القوي لثورات الربيع العربي ضد التسلط والظلم والاستبداد والبلطجة والأكاذيب التي سحقتها حقائق قناة الجزيرة. هذه القناة التي يعترف بفضلها كل تونسي وكل مصري وكل يمني وكل ليبي وكل سوري وكل عربي من المحيط على الخليج لأنها لم تحايد بين الجلاد الضحية بل وقفت ببطولة إلى جانب الضحية ضد الجلاد وقدمت بسبب هذا الموقف البطولي ضحايا ما بين شهيد وسجين وجريح من بين منتسبيها المناضلين الشرفاء.


إنني مع ملايين من أبناء اليمن نشعر بالحياء مما تفوه به مؤخرا رئيسنا المخلوع عبر قناة روسيا اليوم ضد قطر وقناتها العظيمة، ونشعر بكل اعتزاز أن قطر دولة اقليمية عظمى ليس في مساحتها الجغرافية ولكن في المكانة الكبرى التي تتربع عليها في قلوب الأحرار من أبناء الشعوب العربية داخل الوطن العربي وخارجه. كما إننا ندرك أن المواقف العظيمة لا تصنعها مساحة ولا أموال يملك رئيسنا منها الكثير وإنما يصنعها قادة تاريخيون ستذكرهم الأجيال العربية بكل خير وعلى رأسهم قادة قطر العظيمة.


وفي الوقت الذي نشعر فيه بالأسف لم قاله الرئيس اليمني المخلوع ضد المواقف القطرية الشجاعة فإننا نشعر أن هذه الإساءات هي خير وسام لكل قطري لأنها جاءت من عدو شعبه ووطنه ومن رئيس مرفوض في بلده بسبب فساده وفشله وجرائمه التي ارتكبها طوال سنين حكمه السوداء.


وإنني أنتهز فرصة كتابة هذه الرسالة إليكم لأناشدكم ألا تلتفتوا لما قاله صالح لأنه يحاول أن ينقل خبرته الطويلة في اشعال الفتن من المستوى المحلي إلى المستوى الإقليمي و الدولي ظنا منه أنه يمكن أن يستفيد من أي تباين في الآراء داخل دول مجلس التعاون، بين قطر والمملكة العربية السعودية على وجه التحديد، غير مدرك أن جميع ألاعيبه أصبحت مكشوفة للجميع محليا واقليميا ودوليا، وأن قطر بإمكانها أن تعتذر عن حضور حفل التوقيع على مبادرة تنحيه من أجل فسح المجال أمام الشعب اليمني أن يفرح بهذا التنحي. وإذا ما اتخذت قطر مثل هذا القرار رغم مخالفته ليس للأعراف والبروتوكولات الدولية بل وحتى القبلية و العشائرية، ولكن الرئيس اليمني المخلوع أصبح حاليا يسلك سلوك الطفل المعاند الذي يجب علينا أن نرضيه بكل الوسائل كي نحصل منه على ما نريد وهو التوقيع على وثيقة تنحيه. وأظن أن قطر يمكنها أن تمنح هذا الطفل انتصارا بروتوكوليا في سبيل مصلحة الشعب اليمني التي تسعى قطر لتخليصه من هذا الطاغية المدلل.


ختاما أكرر اعتذاري لكم ولقناة الجزيرة العظيمة، عن أي اساءة صدرت أو تصدر من رموز الفساد في هذا النظام، آملا أن تستمر القناة في الإنحياز للحرية والكرامة التي يسقط الشهداء تلو الشهداء من أجلها كل يوم في اليمن وسوريا وليبيا وفي كل الجمهوريات العربية الوراثية. وأرجو أن تكونوا على ثقة أن مواقفكم العروبية الوطنية خير بلسم لمداواة جراح أسر الشهداء فلا تؤاخذونا على ما نطق السفهاء منا.



كاتب الرسالة
منير الماوري
صحفي وسياسي يمني مقيم في واشنطن
[email protected]