الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٣ صباحاً

إلى فؤاد البنا... عيب

محمد محمود الشويع
الثلاثاء ، ١٠ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً

أستاذ الفكر الإسلامي السياسي بجامعة تعز ورئيس منتدى الفكر الإسلامي - أنا لا أعرفه تحت هذا المسمى، أعرفه بأنه كاد أن يكون رسولا لكنه لم يكن، وكنت أنا كأي طالبٍ في القاعة أنظر إلى أستاذ الثقافة الإسلامية – التي تنقصنا كثيراً وتنقصه أكثر – قال في إحدى محاضراته: "كانت عائشة رضي الله عنها حاقدة على علي بن أبي طالب؛ لأنه أشار على الرسول بطلاقها بعد حادثة الإفك"، وعندما أخبرته لاحقاً بأن كتاب الثقافة الإسلامية المقرر من الجامعة لم يذكر شيئاً من هذا، قال لي مبتسماً بغرور:"هذه من مراجع أخرى،اطلع أكثر يا ابني"
عن نفسي لاتهمني هذه الخزعبلات ولم أستمع لنصيحته، وفي محاضرةٍ أخرى قال البنا: " كان جمال عبد الناصر لا يجيد سوى الخطابة ولم يفعل شئ يذكر"، حينها دخلت معه في نقاشٍ عقيم طردني من القاعة على اثر ذلك النقاش، وفي كل محاضراته المملة – في الثقافة الإسلامية طبعاً – كان همه الوحيد كيف يُظهر عبد الناصر بوجهٍ قبيح وكأن بينهما ثأرٌ قديم، لم يكن عبد الناصر المتضرر الوحيد من لسان البنا حتى الصحابة لم يسلموا من غرور أفكاره، قال ذات مرة: " أتعلمون أن المقولة المشهورة لخالد بن الوليد ..لا نامت أعين الجبناء، كان يقصد بها عمر بن الخطاب "، وهنا تغلغل "البنا" في علم النيات.
هذا الغرور في التفكير ذكرني بالشيخ محمد عبد الوهاب في أيام شبابه في مذكرات مستر همفر، حيث استغل الأخير غرور عبد الوهاب وأوقعه في الزنا وشرب الخمر
هذا العبث لدى "البنا" كان في السابق وأنا لا أدعي اقتناص معلومات من فم الأسد، فأي شخص قابل هذا الكائن لا بد أنه قد عرف غروره وافتخاره بسفاسف الأمور والتي يعتبرها اكتشاف لم يسبقه إليها حتى الأئمة الكبار، بالأمس برز لنا البنا بمقال "الله المستعان يا تعز" صحيفة الجمهورية 9 /4، صنف فيها الشخصيات إلى عدة خانات، حيث وضع سلطان السامعي وأحمد سيف حاشد في القائمة السوداء، وأصدر فتوى تكفيرية ضد "محمد صبر" و "بشرى المقطري" وعلى حد وصفه "هؤلاء ثورة ضد الثورة ومناهضون للحداثة والمدنية وأنهم جاءوا من قبور الموتى وكهوف التخلف السحيق والماضي العتيق"، والقارئ لمقاله- بشرط ألا يعرف شئ عما حدث مؤخراً في اليمن - سيفهم بأن "بشرى و صبر" هم من يحملوا السلاح ويغتصبون المدنية ليل نهار ويطلقون النار في الأحياء السكنية ويتقطعون للسيارات باسم الثورة، يبدو أن البنا هنا يملك ذاكرة السمكة، ولا يتذكر أن هؤلاء دعاة السلمية وكانوا في طليعة أكبر مسيرة راجلة في الربيع العربي "مسيرة الحياة"
وأنا هنا لا أثبت شرعية هذا أو أخلع هذا، كما إني لا أصدر فتوى ضد البنا؛ لكني أتمنى أن نتوقف عن الفتوى واستخدام المسطرة والمقص وإقصاء الأخر لمجرد رأي يراه مناسباً.