الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٤ مساءً

لشباب اليمن.. الثورة المصرية ليست الحل

أحمد درويش
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
الثورة المصرية ثورة مثالية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، والمثالية عيبها أنها تتحول لحاله من التقديس في عين ناظريها كونها تمثل نموذجا فريدا من نوعه ، حقق المعجزات في وقت قياسي نسبيا.


وسرعان ما يتبادر عند الحديث عن الثورات في العالم العربي ما للثورة المصرية من مثالية ينبغي إتباعها...

وهو ما يحاول شباب الثورة في اليمن وغيرها تتبع آثارها، وهذا ما يؤخر حسم الثورات في كثير من الأحيان، وهم يفعلون عكس ما يظنون.


فعندما نتكلم عن ثورة في مقابل ثورة ، فأننا نتحدث عن مطلب عام اتفقت عليه الشعوب العربية، مطلب الشعب يريد إسقاط النظام. لكنه لا يعني بالضرورة إمكانية تنفيذ هذا المطلب ونقل التجربة من مكان لأخر، بنفس الاستراتيجيات والتكتيكات، فالمعطيات هناك مختلفة عما سواها ، وإذا كان عود الثقاب الذي أشعل الثورات واحد ، فإن ما سينجحها ليس كذلك.


والناظر للثورات يجد أن هذه المثالية تسري على كل ثورات الوطن العربي، فلا قصر المدة الزمنية هو عامل النجاح ، ولا هو عامل الأفضلية ، فصمود أهل ليبيا في وجه قوى الاستبداد القذافية يعتبر حاله لا مثيل لها في تاريخ الوطن العربي.


وتمسك شباب ثورة اليمن بمطالبهم رغم طول المدة الزمنية هو اختبار لم يتحمله الكثيرون في الحالة المصرية ، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على خصوصية وطبائع كل شعب ، على مدى تحديه وإصراره على خلع طاغيته، بطريقته السلمية التي اختارها رغم امتلاكه للسلاح ، وهو ما راهن عليه (طالح ) ونجح الشعب في إفشاله.


إن لكل ثورة خلطتها الخاصة بها ، ومكونات هذه الخلطة من يصنعها هم شبابها الثائرون على حاكمهم المستبد بهم ، فهم أخبر الناس به ، وبألاعيبه ... وليس المطلوب أن نضيف مكونات خلطة أخرى لتعطي نفس نتائج الخلطات السابقة ، فالمقادير تختلف ، والمكونات تتنوع ، فاصنعوا خلطتكم ، وضعوها في مكانها الصحيح ، لتتفاعل أحداث ثورتكم السلمية ، مدوية في السماء ... لقد رحل الرئيس.